الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الخوارج، وقد كان خروجهم على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ابتداء من سنة 37 هجرية بعد وقعة صفين (1).
2 -
أنَّ هؤلاء الخوارج كانوا لا يزالون صفًا واحدًا قبل أن يفترق الأزارقة عن النجدية عام 64 هجرية (2).
3 -
إنشاد عمر بن أبي ربيعة قصيدته الرائية بين يدي ابن عباس بحضرة نافع بن الأزرق، وهي قصيدة بديعة، يندر أن يكتبها الشاعر قبل العشرين من عمره، وهذه الحقبة توافق تحديد عمر الشاعر عمر بن أبي ربيعة فيما بين 22 سنة و 32 سنة، وهي فترة شبابه؛ حيث ولد سنة 23 هجرية، وأغلب من ذكر قصة هذه المسائل يصف ابن أبي ربيعة بأنه شاب (3).
4 -
أَنَّ هذه المسائل فيما يبدو كانت قبلَ أنْ يُكَفَّ بَصَرُ ابن عباس رضي الله عنهما، والذي يمكن تحديده بعام 60 هجرية، وإن كانت العلاقة لم تنقطع بعد عمى ابن عباس رضي الله عنهما (4)، وعلى هذا فقد كانت هذه المسائل زمن خلافة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما، حيث بويع له بالخلافة عام 40 للهجرة، وبقي حتى مات سنة 60 للهجرة (5).
*
مصادر مسائل نافع بن الأزرق ورواياتها
(6).
-
المسائل في كتب التفسير وما تعلَّق به:
1 -
ذكرها الإمام عبدالرزاق الصنعاني (ت 210 هـ) في تفسيره
(1) انظر: تاريخ الطبري 3/ 79.
(2)
انظر: المصدر السابق 3/ 398.
(3)
انظر: الأغاني 1/ 81، أمالي المرزوقي 345.
(4)
انظر: تفسير الطبري (هجر) 8/ 407.
(5)
انظر: تاريخ الطبري 3/ 166، 261.
(6)
لهذه المسائل عدد من المخطوطات منها: مخطوطة المكتبة الظاهرية بدمشق رقم 3849 وعدد أوراقها 13 ورقة (107 - 119). ومخطوطة المكتبة الظاهرية رقم =
فقال: «أنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار قال: أخبرني مَنْ سَمِعَ ابنَ عباس يخاصم نافع بن الأزرق
…
». (1) ولم تتضمن المسائل فيما أخرجه شواهد من الشِّعْرِ.
2 -
أشار الإمام الطبري (ت 310 هـ) إلى هذه المسائل عند تفسير قوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا (42)} [النساء: 42](2) حيث أخرج عن سعيد بن جبير بإسنادين مُختلفين، قال: «جاء رجل إلى ابن عباس فقال: أشياء تختلف عليّ في القرآن
…
» (3). ثم ذكر رواية ثالثة عن الضحاك - من غير طريق جويبر -: «أن نافع بن الأزرق أتى ابن عباس، فقال: يا ابن عباس، قول الله تبارك وتعالى:{يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا (42)} وقوله: {وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} [الأنعام: 23](4)، فقال له ابن عباس: إني أحسبك قمت من عند أصحابك، فقلت: أُلقي على ابن عباس متشابه القرآن، فإذا رجعت إليهم فأخبرهم أن الله جامع الناس يوم القيامة في بقيع واحد، فيقول المشركون: إن الله لا يقبل من أحد شيئًا، إلا مِمَّنْ وَحَّدَهُ، فيقولون: تعالوا نجحد، فيسألهم فيقولون: والله ربنا ما كنا مشركين، قال: فيختم على أفواههم ويستنطق
= 6863، وتقع في خَمس عشرة ورقة، وهي ملخصة من الإتقان للسيوطي، وقد قام بتحقيقها معتمدًا على هاتين المخطوطتين الدكتور محمد الدالي. انظر: مسائل نافع بن الأزرق 13 - 14. ومخطوطة مكتبة طلعت في المجموع رقم 266 الأوراق 1 - 33. ومخطوطة دار الكتب المصرية بالقاهرة في المجموع رقم 166 م، الأوراق 132 - 143، وقد حقق هذه المخطوطة الدكتور إبراهيم السامرائي، وطبعت بمطبعة المعارف ببغداد عام 1968 م، ولها تحقيق آخر قام به محمد عبد الرحيم وأحمد نصرالله بعنوان «غريب القرآن في شعر العرب» ومخطوطة مكتبة برلين في المجموع 683، الأوراق 93 - 101، وهي نسخة مختصرة من المسائل التي نقلها السيوطي في الإتقان. انظر: تاريخ الأدب العربي 4/ 8 - 9
(1)
تفسير عبدالرزاق الصنعاني 3/ 11، 3/ 103.
(2)
النساء 42.
(3)
تفسير الطبري (شاكر) 8/ 374.
(4)
الأنعام 23.
جوارحهم، فتشهد عليهم جوارحهم أنهم كانوا مشركين، فعند ذلك تمنوا لو أن الأرض سويت بهم ولا يكتمون الله حديثًا (1).
ولم تتضمن روايات الطبري لهذه المسائل التي ذكر فيها نافع بن الأزرق شواهد من الشعر، وإن كان في مواضع أخرى لم يشر فيها إلى المسائل قد أورد الشواهد الشعرية عن ابن عباس.
3 -
ثم جاء أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري (ت 328 هـ)، فأخرج بسنده مسائل ابن الأزرق بشواهدها الشعرية (2).
4 -
ثم بعد القرن الرابع الهجري كثر رجوع المفسرين إلى هذه المسائل، والاستشهاد بها لغريب ألفاظ القرآن، ومِمَّنْ رجع إليها من المفسرين ابن العربي المالكي (ت 543 هـ) في كتابه «أحكام القرآن» ، والبغوي في تفسيره (3)، والرازي في
…
تفسيره (4)، وأبو المظفر السمعاني في تفسيره (5)، وأبو عبد الله القرطبي (ت 671 هـ) في «الجامع لأحكام القرآن» ، وابن كثير الدمشقي (ت 774 هـ) في «تفسير القرآن العظيم» (6).
فعند تفسيره لقوله تعالى: {وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً} [النحل: 72](7) قال ابن العربي: « .... ويُروى أَنَّ نافعَ بنَ الأَزرقِ سأل ابن عباس عن قوله: {وَحَفَدَةً} قال: هم الأعوان، من أعانك فقد حفدك، قال: فهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم وتقوله، أما سمعت قول الشاعر (8):
(1) انظر: تفسير الطبري (شاكر) 8/ 375.
(2)
انظر: إيضاح الوقف والابتداء 76 - 98، الأضداد 33، 34.
(3)
انظر: معالم التَّنْزيل 3/ 204، 412، 479.
(4)
انظر: تفسير الرازي 18/ 45، 157، 21/ 22، 24/ 94، 30/ 245.
(5)
تفسير القرآن لأبي المظفر السمعاني 3/ 306، 4/ 87.
(6)
انظر: تفسير القرآن العظيم لابن كثير 1/ 499 - 500، 3/ 360، 4/ 97، 275.
(7)
النحل 72.
(8)
هو أمية بن أبي الصلت كما في مسائل نافع بن الأزرق 39 وليس في ديوانه، وقيل للفرزدق كما في الجمهرة 2/ 123، وقيل للأخطل كما في غريب الحديث لأبي عبيد =
حَفَدَ الوَلائدُ حَولَهُنَّ وأُلقيتْ
…
بِأَكُفِّهِنَّ أَزِمَّةُ الأَجْمَالِ (1)» (2).
5 -
وذكرها النحاس في معاني القرآن (3)، دون ذكر شواهد شعرية.
6 -
وذكرها ابن ناصر الدين الدمشقي عند تفسيره لقوله تعالى: {فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ} [التين: 6](4) حيث قال: «وفي مسائل نافع بن الأزرق الحنفي الحروري فقيه الخوارج لعبدالله بن عباس رضي الله عنهما، وسأله عن قول الله عَزَّوَجَلَّ:{فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ} فقال ابن عباس: غير مقطوع. قال هل تعرف العرب ذلك؟ فقال: قد عرفه أخو بني يشكر حيث قال:
وَتَرى خَلْفَهُنَّ مِنْ سُرْعَةِ الرَّجْـ
…
ـعِ مَنِيْنًا كَأَنَّهُ أَهْبَاءُ (5)
يعني الغبار تقطعه قطعًا وراءَها، والمَنِيْنُ: الغبار الضعيف» (6).
7 -
وأما كتب علوم القرآن، فقد احتفلت بِمَسائل نافع بن الأزرق عند الحديث عن غريب القرآن، فقد أشار إليها الزركشي (7)(ت 794 هـ)، وتوسع في عرضها السيوطي (ت 911 هـ) في كتابه «الإتقان» (8)، كما رجع إليها في كتابه الآخر «المُهذَّب فيما وقع في القرآن من المُعرَّب» (9)، وذكر السيوطي في كتابه «الوسائل في مسامرة الأوائل» أن «أول من صنف في
= 3/ 374 وليس في ديوانيهما، وقيل لجميل كما في مجاز القرآن 1/ 364، وقيل لحميد كما في تفسير الطبري (هجر) 14/ 298، وبلا نسبة كما في معاني القرآن للأخفش 2/ 591.
(1)
مجاز القرآن 1/ 364، تفسير الطبري (هجر) 14/ 298، وانظر المصادر السابقة.
(2)
أحكام القرآن 3/ 1162 - 1163.
(3)
معاني القرآن للنحاس 4/ 348، 5/ 123.
(4)
التين 6.
(5)
من معلقة الحارث بن حِلِّزَةَ اليَشْكُريِّ. انظر: شرح القصائد السبع الطوال لابن الأنباري 443، شرح القصائد العشر للتبريزي 294.
(6)
مجالس في تفسير قوله تعالى: {لقد مَنَّ اللهُ على المؤمنينَ إِذْ بَعَثَ فيهمْ رَسولًا مِنْ أَنْفُسِهِم} لابن ناصر الدين الدمشقي 247 - 248.
(7)
انظر: البرهان في علوم القرآن 1/ 397.
(8)
انظر: 1/ 121.
(9)
انظر: لفظة «حُوب» ، و «يَحُور» ص 55، 137.