الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والأمثلة على عناية أصحاب كتب غريب القرآن ببيان التراكيب ليست كثيرة، وأغلبها عند أبي عبيدة في كتابه المجاز دون غيره. (2)
-
أمثلة من عناية أصحاب كتب معاني القرآن ببيان المفردات:
وأما عناية أصحاب كتب معاني القرآن ببيان المفردات فأكثر من عناية أصحاب غريب القرآن ببيان التركيب، ولا سيما الفراء في معانيه. وقد وقف كثيرًا أصحاب كتب المعاني عند بيان أصل اشتقاق المفردات، ودلالاتها اللغوية، توسلًا لبيان التركيب الذي تُعنى به كتب معاني القرآن.
1 -
ومن أمثلة ذلك قول الفراء عند تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا} [النساء: 3](3): «والفقرُ يُقال منهُ: عالَ يَعِيلُ عَيْلَةً، وقال الشاعر (4):
ولا يدري الفقيرُ متى غِناهُ
…
ولا يدري الغنيُّ متى يَعيلُ (5)». (6)
فقد أشار إلى أن من معاني العَيْلَةِ في قوله: {تَعُولُوا} الفَقْر، كما في شاهد الشعر الذي ذكره لأحيحة بن الجلاح، وهو شاعر جاهلي، فظاهر من الشاهد أن معنى يعيل: يفتقر، حيث جاءت في مقابلة الغني، وهذا من الشواهد الشعرية التي لا تحتاج إلى شرح لظهور المعنى المراد من خلال سياق البيت.
(1) الدر المصون 1/ 165.
(2)
انظر: مجاز القرآن 1/ 28 - 29، 35، 56، 106، 415، 182، 414، 276.
(3)
النساء 3.
(4)
هو أحيحة بن الجلاح الأوسي.
(5)
انظر: الحماسة البصرية 2/ 878.
(6)
معاني القرآن 1/ 255.