الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
8 -
وهناك نشرة أخرى لهذه المسائل بعنوان: «غريب القرآن لحبر الأمة وترجمان القرآن عبد الله بن عباس، نص المحاورة التي دارت بفناء الكعبة بين نافع بن الأزرق وابن عباس، ونقلها السيوطي في الإتقان» . عرض وتعليق وتقديم محمد إبراهيم سليم. وهي مستلة من الإتقان للسيوطي.
*
روايات المسائل:
هذه المسائل من حيثُ ثُبوتُها في حاجة إلى دراسة أسانيدها دراسة حديثية لأسانيدها ومتونها، ليتبين مدى صحتها وحجيتها في باب التفسير اللغوي للقرآن الكريم والاحتجاج له بشعر العرب، وقد جاءت تلك المسائل في مواضع متفرقة من كتب أهل العلم، وفي موضوعات متباينة، فكان لابُدَّ من جَمعِ جَميع الطرق التي رويت بِها، ونظرًا لعدم اطلاعي على دراسة حديثية وافية لأسانيد هذه المسائل، ولتعلقها بِموضوع الرسالة قمتُ بدراسة أسانيدها دراسة حديثيةً لتكتمل الصورة عند النظر إلى هذه المسائل المشهورة.
أولًا: نقد الأسانيد:
هذه المسائل على قسمين:
* القسم الأول: مسائل ورد فيها السؤال عن آيات من القرآن الكريم دون اشتراط الاستشهاد عليها بشعر العرب، وقد وردت من عدة طرق:
* الطريق الأول: مداره على المنهال بن عمرو. وقد رواه عبد الرزاق (1) عن معمر، عن رَجُلٍ، عن المنهال بن عمرو. ومن طريق
= الخياطي، بمجلة دار الحديث الحسنية بالمغرب، العدد 15، 1418 هـ 121 - 185، وهو مختصر من رسالته للدكتوراه.
(1)
تفسير عبدالرزاق 1/ 160 - 162.
عبد الرزاق رواه ابن جرير الطبري (1).
ورواه يعقوب الفسوي (2)، والبُخَاريُّ (3)، والطبراني (4). ومن طريق الطبراني رواه المِزِّيُّ (5)، والذهبي (6)، وابن حجر (7) من طريقِ زيدِ بنِ أَبي أُنَيسةَ عَن المِنهالِ بهِ.
كلاهُما: رَجلٌ - مُبْهَمٌ - وزيدُ بن أبي أنيسةَ، عَن المنهال عن سعيد بن جبيرٍ قال: قال رجلٌ لابن عباسٍ: «إِنِّي أَجد في القرآن أشياءَ تَختلفُ عليَّ .... » . ثم سأله عن عدد من الآيات وأجابه ابن عباس.
ورواه أبو بكر بن أبي شيبة (8)، والحاكم (9) من طريق الأعمش سُليمانَ بنِ مِهرانَ عن المِنهالِ بهِ، بلفظ: «قال ابن عباسٍ: كان داود عليه السلام يوضعُ له ستمائة ألف كُرسيٍّ، ثُم يَجِيءُ أشرافُ الإنسِ حتى يَجلسوا مِمَّا يلي الأَيْمن
…
». إلى آخر الأثر وفيها أنه استوقفه نافع بن الأزرق وسأله عن الهدهد.
والسائل في الأثر عن ابن عباس رضي الله عنه رَجُلٌ مبهمٌ، جاء تَمييزهُ في روايةِ الطبرانيِّ بأَنَّهُ سعيد بنُ جُبير، وهذا يخالف ما جاء في بقية المصادر التي روت الأثر، فهو إِمَّا خطأٌ طِبَاعِيٌّ، وإِمَّا تصحيفٌ في روايات «المعجم الكبير» ، فقد جاء في المصادر التي روت الأثر من طريق الطبراني على أَنَّهُ «رَجُلٌ» بصيغة الإبهام، وذهب ابن حجر (10)، والعيني (11) إلى أنه نافع بن الأزرق. كما أنَّه ورد التصريح باسم نافع بن الأزرق في أثناء الأثر الذي أخرجه ابن أبي شيبة والحاكم المتقدم.
(1) تفسير الطبري (شاكر) 8/ 373.
(2)
المعرفة والتاريخ 1/ 289.
(3)
صحيح البخاري 4/ 1815.
(4)
المعجم الكبير 10/ 304 رقم (10597).
(5)
تهذيب الكمال 32/ 442.
(6)
سير أعلام النبلاء 10/ 487.
(7)
تغليق التعليق 4/ 301.
(8)
المصنف 6/ 336.
(9)
المستدرك 2/ 440.
(10)
فتح الباري 8/ 419.
(11)
عمدة القارئ 19/ 150.
والأَثَرُ بِهَذا الإسناد أورده البخاري في صحيحه، وغاير في سياق الإسناد عن ترتيبه المعهود فقال بعد أن ذكر متنه:«حدثنيه يوسف بن عدي: حدثنا عبيدالله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن المنهال بهذا» . (1) وقد ذكر ابن حجر كلامًا للبرقاني تعليقًا على هذا الصنيع من البخاري فقال: «ولم يخرج البخاري ليوسف ولا لعبيدالله بن عمرو ولا لزيد بن أبي أنيسة حديثًا مسندًا سواه، وفي مغايرة البخاري سياق الإسناد عن ترتيبه المعهود إشارة إلى أنه ليس على شرطه وإن صارت صورته صورة الموصول، وقد صرح ابن خزيمة في صحيحه بهذا الاصطلاح وأن ما يورده بهذه الكيفية ليس على شرط صحيحه، وخرج على من يغير هذه الصيغة المصطلح عليها إذا أخرج منه شيئًا على هذه الكيفية، فزعم بعض الشراحِ أنَّ البخاريَّ سَمعهُ أولًا مُرسلًا، وآخِرًا مُسندًا فنقلهُ كما سَمعهُ، وهذا بعيدٌ جدًا. وقد وجدتُ للحديث طريقًا أخرى أخرجها الطبري (2) من رواية مطرف من طريقٍ عن المنهال بن عمرو بتمامه، فشيخُ مَعْمَر المُبهَمُ يُحتملُ أن يكون مُطَرِّفًا، أو زيدَ بنَ أبي أُنيسةَ، أو ثَالثًا» (3). ولم يتبين لي فصل كلام ابن حجر من كلام البرقاني في هذا النقل المتقدم في المطبوع، فكأن البرقاني أو ابن حجر يرجح صحة الأثر، وأن مغايرة البخاري لسياق إسناده لا تدل على عدم صحته، بدليل وجود طريق أخرى للأثر عند الطبري، وكذلك فإن الحافظ المزي جزم بعزوه للبخاري فقال بعد تخريجه:«رواه البخاري بطوله» (4).
* الطريق الثاني:
روى عَبْدُ بنُ حُميدٍ في تفسيره كما في تغليق التعليق لابن حجر (5)، قال حدثني سليمانُ بن حَربٍ، ثنا حَمَّادُ بنُ
(1) صحيح البخاري 4/ 1816 - 1817.
(2)
انظر: تفسير الطبري (شاكر) 8/ 373.
(3)
فتح الباري 8/ 421.
(4)
تهذيب الكمال 32/ 442.
(5)
4/ 357.
سَلَمةَ، عن عليِّ بن زيدٍ، عن أبي الضُّحَى (1)، أَنَّ نافعَ بن الأزرقِ، وعَطيةَ، أَتيَا ابنَ عباسٍ فقالا: يا ابنَ عبَّاسٍ، أَخْبِرنَا عن قول الله:{هَذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ (35)} [المرسلات: 35](2)، وقوله:{ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ (31)} [الزمر: 31](3)
…
» إلى آخر الرواية، وسألوه عن عدد من الآيات وأجاب ابن عباس عنها. وقد ذكره السيوطي وعَزاهُ لِعَبدِ بنِ حُميد (4).
* الطريق الثالث: رواه عبد الرزاق (5)، قال أنا ابن عيينةَ، عن عمرو بن دينار قال: أَخْبَرني مَن سَمِع ابنَ عباسٍ يُخاصمُ نافع بن الأزرق، فقال ابنُ عباسٍ: الوُرودُ الدخولُ، وقال نافع: لا .... إلى آخر الأثر (6).
* الطريق الرابع: مدار هذا الطريق على سفيان الثوري.
رواه عبد الرزاق (7)، ومن طريق عبدالرزاق رواه ابن المنذر في «الأوسط» (8)، ورواه الطبراني (9) من طريق محمد بن يوسف الفريابي، ورواه البيهقي (10) من طريق عبد الرحمن بن مهدي.
ثلاثتهم: عبد الرزاقِ، وعبد الرحمن بن مهديِّ، والفِرْيِابِيُّ عَن
(1) أبو الضحى هو: مسلم بن صُبَيْحٍ (بالتصغير) الهمداني الكوفي العطار مشهور بكنيته، ثقة فاضل، مات سنة 100 هـ. انظر: تقريب التهذيب 939.
(2)
المرسلات 35.
(3)
الزمر 31.
(4)
انظر: الدر المنثور 15/ 185. والأَثرُ على هذا ضعيفٌ، في إسنادهِ عَليُّ بنُ زَيدِ بن عبد الله بن جُدْعَان التيميّ البصريّ، ضعيفٌ، من الرابعة، قيل ماتَ سنة 131 هـ[انظر: تقريب التهذيب 696]، وباقي رجاله ثقات.
(5)
تفسير عبد الرزاق 3/ 11.
(6)
وهذا الأثر ضعيفٌ لِجَهالةِ الرَّاوي بَيْنِ عمروِ بن دينارٍ وابنِ عباس رضي الله عنهما، وباقي رجاله ثقات.
(7)
المصنف 1/ 454، تفسير عبدالزراق 3/ 103.
(8)
2/ 321.
(9)
المعجم الكبير 10/ 304 رقم (10596).
(10)
السنن الكبرى 1/ 359.
سفيان الثورىِّ، عن عاصمٍ (1)، عَن أبي رَزِيْن (2)، قال: «خاصمَ نافعُ بنُ الأزرق ابنَ عَبَّاسٍ فقال: هل تَجدُ الصلواتِ الخمسَ في القرآنِ؟
…
» الخ الأثر (3).
* الطريق الخامس: روى الطبري قال: «حدثني المُثَنَّى قالَ: حدثنا مسلمُ بنُ إبراهيمَ قال: حدثنا القاسمُ قال: حدثنا الزُّبَيْرُ - هكذا في نسخة شاكر - وفي نسخة هجر جُويبرُ (4) عن الضحاكِ: أَنَّ نافعَ بنَ الأزرق أَتى ابنَ عباسٍ فقال: يا ابن عباس قول الله تبارك وتعالى
…
». الأثر (5).
* القسم الثاني: ما ورد من سؤالا ت نافع بن الأزرق لابن عباس متضمنًا لشواهد شعرية ورد من طُرقٍ:
* الطريق الأول: روى الحاكم (6) من طريق أبي عبد الله: مُحمدِ بنِ عليِّ بنِ حَمزةَ المروزيِّ. وابنُ الأَنباريِّ (7) من طريق مُحمدِ بنِ عليِّ بن الحَسَنِ بن شَقيقٍ.
(1) هو عاصم بن بَهْدَلةَ وهو ابن أبي النَّجُود الأَسديّ الكوفي، صدوقٌ لَهُ أَوهامٌ، حُجَّةٌ في القِرَاءةِ، وحديثه في الصحيحين مقرونٌ، مات سنة 128 هـ. انظر: تقريب التهذيب 471.
(2)
هو مسعود بن مالك الأسدي الكوفي، ثقة فاضل، مات سنة 85 هـ. انظر: تقريب التهذيب 936.
(3)
والأَثَرُ بِهَذا الإسنادِ حَسَنٌ؛ لأَنَّهُ مِن روايةِ عَاصمِ بنِ بَهْدلةَ وهو صَدوقٌ له أوهامٌ. انظر: تقريب التهذيب 471.
(4)
انظر: تفسير الطبري (هجر) 7/ 43، وهو كذلك في تهذيب الكمال 13/ 291، 5/ 167.
(5)
تفسير الطبري (شاكر) 8/ 374. والأَثَرُ بِهَذا الإسنادِ ضعيف؛ لأنه من رواية جويبر وجُويْبِرُ تَصغيرُ جَابر، يُقَال اسْمُه جَابرُ - وجُويبرُ لَقَبٌ - ابن سعيد الأزدي، أَبو القَاسمِ البَلْخِيُّ، نَزيلُ الكوفةِ، رَاوي التفسيرِ، ضَعيفٌ جِدًّا، مات بعد 140 هـ. انظر: تقريب التهذيب 205؛ ولأَنَّ الضحاكَ لم يشهد القصة، ولم يُخْبِر بالواسطةِ بينَه وبينَ ابن عباس، أَو عمَّن سَمعها منهُ أو حَضَرَها، وإن كان الضحاكُ بنُ مزاحمٍ من الثقاتِ فلعلَّ البلاءَ في هذه الرواية مِمَّن دُونه، فقد قال عليُّ بن المدينيِّ:«جُويبرُ ضَعيفٌ جدًا، أكثرَ على الضحاكِ، روى عنهُ أشياءَ مَنَاكيرَ» انظر: تهذيب الكمال 5/ 167.
(6)
المستدرك 2/ 404.
(7)
إيضاح الوقف والابتداء 1/ 76.
كِلاهُما - أَبو عبدِالله المروزيُّ، ومُحمدُ بن علي بن الحسن، عَن أَبي صَالح: هَديّة بن عبد الوهابِ (1)، عن مُحمدِ بنِ شُجاعٍ (2)، عن مُحمدِ بن زِيَادٍ اليَشْكُريِّ، عَن مَيمونَ بنِ مِهرانَ، أَنَّ نافعَ بن الأزرقِ سأَلَ ابنَ عباسٍ فقال: أَخْبِرني عَن قول الله عَزَّوَجَلَّ َّ: {وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا} [مريم: 8](3)، مَا العِتيُّ؟ قال: البُؤْسُ من الكِبَرِ، قالَ الشاعرُ (4):
إِنَّمَا يُعذَرُ الوَليدُ ولا يُعْـ
…
ـذَرُ مَنْ كانَ في الزَّمَانِ عُتيَّا (5)
هذَا مَا ذَكرهُ الحاكمُ فقط. وأَمَّا ابنُ الأَنباريِّ فقد أَوْرَدَ بِهَذا الإِسْنادِ خَمسينَ مسألةً (6). وأَورده السيوطيُّ (7)، وعَزَاهُ للحاكمِ، ولابنِ الأَنباريِّ (8).
* الطريق الثاني: مَدَارهُ على عثمان بن عبد الرحَمن الطرائفيِّ. روى الطبراني (9) من طريق إبراهيم بن بشار الرمادي. وابنُ الأنباري (10) من طريق هشام بن عمار. وأَبو طاهر العَلَاّف (11)، وأبو نصر مُحمدُ بن عيسى العُكْبَريُّ (12)، من طريق أَبِي بَكرٍ أَحْمدَ بن عبدالرحمن بنِ المُفَضَّلِ الحرَّانِيِّ.
(1) في المستدرك: «هدية بن عبد الوهاب» ، وفي الوقف والابتداء:«هدية بن مجاهد» ، والصحيح الأول وهو المروزي، قال الذهبي: ثقة، مات سنة 241 هـ انظر: الكاشف للذهبي 2/ 334.
(2)
محمد بن شجاع هو النبهاني المروزي، ضعيف، مات قبل 200 هـ. انظر: تقريب التهذيب 853.
(3)
مريم 8.
(4)
هو إبراهيم بن هرمة.
(5)
ديوانه 226، وهو في مجاز القرآن 2/ 2، الأغاني 12/ 227.
(6)
انظر: إيضاح الوقف والابتداء 1/ 76 - 98.
(7)
انظر: الدر المنثور 5/ 482.
(8)
والأَثرُ بِهَذا الإِسنادِ موضوعٌ؛ لأن في إِسنادهِ مُحمدَ بنَ زِيادٍ اليَشْكُريّ، قال الإمام أحْمد عنه:«كَذَّابٌ؛ يضعُ الحديث» ، وقال يحيى بن معين:«كَذَّاب» . انظر: ميزان الاعتدال للذهبي 6/ 154.
(9)
المعجم الكبير 10/ 248.
(10)
الأضداد 33.
(11)
مسائل نافع بن الأزرق 31.
(12)
المصدر السابق 31.
ثلاثتُهُم - إبراهيمُ الرَّماديُّ، وهِشامُ بنُ عمَّارٍ، وأَبو بَكر الحَرَّانيِّ - عَن عثمانَ بنِ عبد الرحمن الطرائفيِّ قال: حدثنا عُبيدُ اللهِ بنُ عَيَّاشٍ الحرَّانيُّ، قال: حدثنا جُويبرُ، عن الضحَّاكِ بنِ مُزاحمٍ الهِلاليِّ قال:«خرج نافعُ بن الأزرق، ونَجدةُ بنُ عُويمرٍ في نَفَرٍ من رُؤوسِ الخَوارجِ لِيُنَقِّرونَ عن العِلْمِ ويَطلبونهُ، حتى قَدموا مكةَ فإذا هم بعبد الله بن عباسٍ قاعدًا قريبًا مِن زَمْزَمَ، وعليه رداءٌ أَحْمَرُ، وقَميصٌ، وإِذا نَاسٌ قيام يسألونه عن التفسيرِ، يقولونَ: يا ابن عباسٍ، مَا تقولُ في كَذا وكذا، فيقول هو كذا وكذا» . وبعد المسألة الثانية والثلاثين قال عثمانَ بنِ عبد الرحمن الطرائفيِّ في صدر المسألة الثالثة والثلاثين: «وحدثني عبيدالله بن العباس، قال: وزاد فيهِ مُحمدُ بن السائب الكلبيُّ
…
» (1).
فأَمَّا الطبراني فقد روى من هذه الطريق إحدى وثلاثين مسألة (2). ورواها من طريقه الهيثمي (3). وأما ابن الأنباري فقد روى من هذه الطريق مسألتين (4). وأما أبو طاهر محمد بن علي بن محمد بن يوسف بن العلاف فقد روى من هذه الطريق ثنتين وثلاثين مسألة. وكذلك أبو نصر محمد بن عيسى العُكبريِّ روى مثل هذا العدد. وأما زيادة محمد بن السائب الكلبي فقد بلغت عشرين مسألة (5). ومن هذا الطريق رويت مسائل
(1) المصدر السابق 62. والأَثرُ بِهَذا الإسنادِ ضعيفٌ جِدًّا، للعلل التالية: عُبيدُ اللهِ بنُ العبَّاسِ، أو عُبيدُالله بن عياشٍ، كما جاء في «المعجم الكبير» للطبراني [ذكر المِزِّيُّ في ترجَمة جُويبرٍ، عُبيدَالله بنَ عياشٍ الحرَّاني، وموسى بن يزيد الحراني مِن بين الرواةِ عن جُويبرٍ. انظر: تهذيب الكمال 5/ 168] كلاهما لا يُعْرَفُ، وإِنْ كان قد تابعَهُ موسى بنُ يزيدَ الحرانيُّ كما في «المعجم الكبير» للطبراني، فهو كذلك لا يُعرَفُ. وجُويْبِرُ الأزدي، تقدم أنه ضَعيفٌ جِدًّا. انظر: تقريب التهذيب 205، والضحاكَ بنَ مزاحمٍ لم يشهد القصةَ، ولم يُخْبِر بالواسطةِ بينَه وبينَ ابن عباس، وقد تقدم قول ابن المديني في روايات جويبر المنكرة عن الضحاك.
(2)
انظر: المعجم الكبير 10/ 248 - 256.
(3)
انظر: مَجمع الزوائد 6/ 303 - 310.
(4)
انظر: الأضداد 33 - 34.
(5)
انظر: مسائل نافع بن الأزرق 62 - 79.
نافع بن الأزرق التي حققها الدكتور محمد الدالي عن مخطوطتها المحفوظة في المكتبة الظاهرية بدمشق.
* الطريق الثالث: رواية أَبي الحَسَنِ عليِّ بن مسلم، عن عبدالعزيز بن صالح البُرجُميِّ، عن أبي شهاب الحنَّاط عبدِ ربه بن نافع، عن أبي بكرٍ الهُذَليِّ، عن عكرمة مولى ابن عباس.
فأما أبو شِهاب الحنَّاط عبد ربه بن نافع الكوفي المدائني، المتوفى سنة 172 هـ، فقد وثَّقَهُ يَحْيى بنُ معينٍ، وقال يَحيى القطان:«لم يكن بالحافظ» (1). فهو من الرواة المختلف فيهم بين الحُفَّاظ.
وأما أبو بكر الهُذَلِيُّ وهو سُلْمَى بنُ عبد الله بن سُلْمَى، فقد ضعَّفه أَحْمدُ بن حنبل، وابنُ مَعين، وعليُّ بن المديني، والنسائي، والدارقطنيُّ، وهو متروك الحديث، توفي سنة 159 هـ (2). وأما عبدالعزيز بن صالح البُرْجُمِيُّ فلا يُعرف (3).
* الطريق الرابع: ذكرها المبرد (4) فقال: «حدّث أبو عبيدةَ مَعمرُ بنُ المُثَنَّى التيميُّ النَّسَّابَةُ، عن أُسامةَ بنِ زيدٍ، عَن عكرمةَ (5). وقد أورد المُبردُ من هذا الطريق سبعَ مسائل.
(1) انظر: سير أعلام النبلاء 8/ 226 - 227.
(2)
تاريخ بغداد 9/ 223 - 226، ميزان الاعتدال 4/ 497، تهذيب التهذيب 12/ 47.
(3)
فالأَثَرُ بِهذا الإسناد ضعيفٌ جِدًّا؛ لوجود أبي بكر الهُذَليُّ في إسناده، وعدم معرفة البُرْجُمِيِّ. وقد رُويَ من هذه الطريق أربع وثلاثون مسألة. انظر: مسائل نافع بن الأزرق 18.
(4)
الكامل 3/ 1144 - 1145.
(5)
والأَثَرُ بِهذا الإسناد ضعيفٌ؛ للانقطاعِ بينَ المُبَرِّدِ وأَبي عُبيدةَ، فأَبو عبيدةَ مات سنة 210 هـ، والمُبرد ولد سنة 210 هـ فلم يدركه، ولم يسمع منه.
وأُسَامةُ بنُ زيدٍ في كتبِ التراجمِ اثنان مدنيَّانِ في طبقةٍ واحدةٍ، وهُما من المتِّفِقِ من الأَسْماءِ، ولم أَجد ما أُفرِّقُ بهِ بينَهما. فالأولُ أسامةُ بنُ زيدِ بنِ أَسلمَ العدويُّ، مَولاهم المَدنيُّ، ضعيفٌ مِنْ قِبَلِ حِفظهِ، ماتَ في خِلافةِ المنصورِ. والثاني أسامةُ بن زيدٍ الليثيُّ مولاهم أَبو زيدٍ المدنيّ، صَدوقٌ يَهِمُ، مات 153 هـ. انظر: تقريب التهذيب 123 - 124.