الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
له يحيى: تلقائي ضاحكاً كأنك آمن؟ فأوحى الله تبارك وتعالى إليهما: إن أحبكما إلي أحسنكما ظناً بي ذكره الطبري.
وقال زيد بن أسلم: «يؤتي بالرجل يوم القيامة، فيقال: انطلقوا به إلى النار فيقول: يا رب فأين صلاتي وصيامي؟ فيقول الله تعالى: اليوم أقنطك من رحمتي كما كنت تقنط عبادي من رحمتي» .
وفي التنزيل: قال: {ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون} وسيأتي لهذا الباب مزيد بيان في باب سعة رحمة الله وعفوه يوم القيامة، إن شاء الله تعالى.
باب تلقين الميت لا إله إلا الله
مسلم «عن أبي سعيد الخدري.
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقنوا موتاكم لا إله إلا الله» .
وذكر ابن أبي الدنيا «عن زيد بن أسلم قال: قال عثمان بن عفان: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا احتضر الميت فلقنوه لا إله إلا الله فإنه ما من عبد يختم له بها موته إلا كانت زاده إلى الجنة» ، وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: احضروا موتاكم ولقنوهم: لا إله إلا الله وذكروهم فإنهم يرون ما لا ترون.
وذكر أبو نعيم «من حديث مكحول عن إسماعيل بن عياش بن أبي معاذ عتبة ابن حميد عن مكحول عن وائلة بن الأسقع عن النبي صلى الله عليه وسلم: احضروا موتاكم ولقنوهم لا إله إلا الله وبشروهم بالجنة فإن الحكيم من الرجال يتحير عند ذلك المصرع وإن الشيطان أقرب ما يكون من ابن آدم عند ذلك المصرع.
والذي نفسي بيده لمعانية ملك الموت أشد من ألف ضربة السيف، والذي نفسي بيده لا تخرج نفس عبد من الدنيا حتى يتألم كل عرق منه على حياله» .
غريب من حديث مكحول لم نكبته إلا من حديث إسماعيل.
فصل: قال علماؤنا: تلقين الموتى هذه الكلمة سنة مأثورة عمل بها المسلمون.
وذلك ليكون آخر كلامهم لا إله إلا الله فيختم له بالسعادة، وليدخل في عموم «قوله عليه السلام من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة» .
أخرجه أبو داود من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه، صححه أبو محمد عبد الحق، ولينبه المحتضر على ما يدفع به الشيطان، فإنه يتعرض للمحتضر ليفسد عليه عقيدته، على ما يأتي.
فإذا تلقهنا المحتضر وقالها مرة واحدة فلا تعاد عليه
ليلاً بفجر، وقد كره أهل العلم الإكثار من التلقين، والإلحاح عليه إذا هو تلقنها أو فهم ذلك عنه.
قال ابن المبارك: لقنوا الميت لا إله إلا الله فإذا قالها فدعوه.
قال أبو محمد عبد الحق: وإنما ذلك لأنه يخاف عليه إذا لج عليه بها أن يتبرم ويضجر، ويثقلها الشيطان عليه، فيكون سبباً لسوء الخاتمة.
وكذلك أمر ابن المبارك أن يفعل به.
قال الحسن بن عيسى: قال لي ابن المبارك: لقني ـ يعني الشهادة ـ ولا تعد علي إلا أن أتكلم بكلام ثان، والمقصود أن يموت الرجل وليس في قلبه إلا الله عز وجل لأن المدار على القلب، وعمل القلب هو الذي ينظر فيه، وتكون النجاة به.
وأما حركة اللسان دون أن تكون ترجمة عما في القلب فلا فائدة فيها، ولا عبر عندها.
قلت: وقد يكون التلقين بذكر الحديث عند الرجل العالم كما ذكر أبو نعيم
أن أبا زرعة كان في السوق وعنده أبو حاتم، ومحمد بن سلمة.
والمنذر بن شاذان وجماعات من العلماء، فذكروا حديث التلقين فاستحيوا من أبي زرعة فقالوا: يا أصحابنا تعالوا نتذاكر الحديث.
فقال محمد بن سلمة: حدثنا ضحاك بن مخلد، حدثنا أبو عاصم، قال حدثنا عبد الحميد بن جعفر عن صالح بن أبي غريب ولم يجاوزه.
وقال أبو حاتم: حدثنا بندار، حدثنا أبو عاصم، عن عبد الحميد بن جعفر، عن صالح بن أبي غريب ولم يجاوزه والباقوت سكوت.
فقال أبو زرعة وهو في السوق: «حدثنا أبو عاصم عن عبد الحميد بن جعفر عن صالح بن أبي غريب، عن كثير بن مرة الحضرمي، عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كان آخر كلامه لا
إله إلا الله دخل الجنة» وفي رواية «حرمه الله على النار» وتوفي رحمه الله.
ويروى عن عبد الله بن شبرمة أنه قال: دخلت مع عامر الشعبي على مريض نعوده فوجدناه لما، ورجل يلقنه الشهادة ويقول له: لا إله إلا الله وهو يكثر عليه فقال له الشعبي.
ارفق به، فكلم المريض وقال: إن تلقني أو لا تلقني.
فإني لا أدعها ثم قرأ {وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها} فقال الشعبي الحمد لله الذي نجى صاحبنا هذا.
وقيل للجنيد رحمه الله عند موته: قل لا إله إلا الله فقال ما نسيته فأذكره.
قلت: لا بد من تلقين الميت، وتذكيره الشهادة، وإن كان على غاية من