الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تعالى يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة، فيقولون لبيك ربنا وسعديك والخير في يديك، فيقول هل رضيتم، فيقولون: وما لنا لا نرضى يا رب وقد أعطيتنا ما لم تعط أحداً من خلقك فيقول أفلا أعطيكم أفضل من ذلك، فيقولون يا ربنا أي شيء أفضل من ذلك، فيقول أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبداً» ، أخرجه مسلم، بمعناه في حديث فيه طول.
باب رؤية أهل الجنة لله تعالى أحب إليهم مما هم فيه وأقر لأعينهم
وخرج النسائي «عن صهيب قال: قيل لرسول الله هذه الآية {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} قال: إذا دخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، ينادي مناد: يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعداً يريد أن ينجزكموه، فقالوا: لم تبيض وجوهنا وتثقل موازيننا وتجرنا من النار.
قال: فيكش الحجاب فينظروا إليه فو الله ما أعطاهم الله شيئاً أحب إليهم من النظر إلى وجه الله ولا أقر لأعينهم» .
وخرجه أبو داود الطيالسي أيضاً.
أخبرنا الشيخ الراوية: أبو محمد عبد الوهاب قرأ عليه بثغر الاسكندرية حماه الله قرئ على الحافظ السلفي وأنا أسمع قال: «أخبرنا الحاجب أبو الحسن بن العلاف، حدثنا أبو القاسم بن بشران، حدثنا أبو بكر الآجري، حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الحميد الواسطي، حدثنا عبد الوهاب بن عبد الحكم الوراق النيسابوري، حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن صهيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أهل الجنة إذا دخلوا الجنة نودوا أن يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعداً لم تروه قالوا: وما هو ألم يبيض وجوهنا ويزحزحنا عن النار ويدخلنا الجنة؟ قال: فيكشف الحجاب فينظرون إليه فو الله ما أعطاهم الله شيئاً هو أحب إليهم منه، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} .
وكذا أخرجه الإمام أحمد بن حنبل والحارث ابن أبي أسامة، عن يزيد بن هارون.
وانفرد مسلم بإخراجه فرواه» عن أبي بكر ابن أبي شيبة عن يزيد بن هارون، ورواه نوح ابن أبي مريم عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} فقال للذين أحسنوا العمل في الدنيا الحسنى وهي الجنة قال: والزيادة النظر إلى وجهه الكريم.
فأخطأ فيه خطأ بيناً ووهم وهماً قبيحاً.
وذكر ابن المبارك.
قال: أخبرنا أبو بكر الهلالي الهجيمي قال: سمعت أبا موسى الأشعري على منبر البصرة يقول: إن الله يبعث يوم القيامة ملكاً إلى أهل الجنة فيقول هل أنجزكم الله ما وعدكم فينظرون فيرون الحلى والحلل والثمار والأنهار والأزواج المطهرة، فيقولون نعم أنجزنا الله ما وعدنا، فيقول الملك: هل أنجزكم ما وعدكم ثلاث مرات فلا يفقدون شيئاً مما وعدوا.
فيقولون: نعم فيقول: بقي لكم شيء إن الله تعالى يقول {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} ألا إن الحسنى الجنة والزيادة النظر إلى الله تعالى.
فصل: ما رواه النسائي مرفوعاً، وكذلك أبو داود الطيالسي، وأسنداه عن الآجرى، وذكره ابن المبارك موقوفاً يبين حديث مسلم، وأن المعنى بقوله: قال الله
تعالى: قال ملك الله: تريدون شيئاً أزيدكم أن يزيدكم.
وقوله: فيكشف الحجاب: معناه أنه يرفع الموانع من الإدراك عن أبصارهم حتى يروه على ما هو عليه من نعوت العظمة والجلال والبهاء والكمال والرفعة والجمال لا إله إلا هو سبحانه عما يقول الزائفون والمبطلون، فذكر الحجاب إنما هو في حق المخلوق لا في حق الخالق، فهم المحجوبون، والباري جل اسمه وتقدست أسماؤه منزلة عما يحجبه، إذ الحجب إنما يحيط بمقدر محسوس وذلك من نعوتنا، ولكن حجبه عن أبصار خلقه، وبصائرهم.
وإدراكاتهم بما شاء وكيف شاء.
وروي في صحيح الأحاديث، أن الله تعالى إذا تجلى لعباده ورفع الحجب عن أعينهم فإذا رأوه تدفقت الأنهار واصطفت الأشجار، وتجاوبت السرر والغرفات بالصرير والأعين المتدفقات بالخرير واسترسلت الريح المثيرة، وثبت في الدور والقصور المسك الأذفر والكافور وغردت الطيور وأشرقت الحور العين.
ذكره أبو المعالي في كتاب الرد له على السجزي، وقال: وكل ذلك بقضاء الله وقدره وإن لم يكن منها شيء عن الرؤية والنظر،
ولكن الله تعالى يعرف بما شاء ما شاء من آيات عظمته ودلالات هيبته وذلك بمثابة تدكدك الجبل الذي تجلى الله له وترضرضه حتى صار رملاً هائلاً سائلاً والله أعلم.
باب منه في الرؤية
«وعن جرير بن عبد الله قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة البدر فقال: إنكم سترون ربكم عياناً كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها.
فافعلوا ثم قرأ {وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب} » أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح.
وخرج أبو داود «عن أبي رزين العقيلي قال: قلت يا رسول الله، أكلنا يرى الله مخلياً به يوم القيامة؟ قال: نعم.
قلت وما آية ذلك في خلقه؟