الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هي لصغيرة بحرة ولا بحر، لأن البحر مذكر، وتصغيره بحيرة، وعين زغر بضم الزاي وفتح الغين وامتناع صرفه للعلمية والعدل لأنه معدول عن زاغر كعمر معدول عن عامر، وزعم الكلبي أن زغر اسم امرأة نسبت هذه العين إليها، فإن كان ما قاله حقاً فلأن هذه المرأة استنبطتها واتخذت أرضها داراً لها.
فنسبت إليها.
ذكره ابن دحية في كتاب البشارات والإنذارات له من تأليفه.
وقوله عليه الصلاة والسلام: «إلا أنه في بحر الشام أو بحر اليمن» .
شك أو ظن منه عليه الصلاة والسلام أو قصد على الإبهام على السامع، ثم نفى ذلك وأضرب عنه بالتحقيق فقال:«لا بل من قبل المشرق» ، ثم أكد ذلك بما الزائدة وبالتكرار اللفظي فما زائدة لا نافية، فاعلم ذلك.
باب طلوع الشمس من مغربها وإغلاق باب التوبة وكم يمكث الناس بعد ذلك
؟
وخرج الترمذي والدارقطني.
«عن صفوان بن عسال المرادي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن بالمغرب باباً مفتوحاً للتوبة مسيرة سبعين سنة لا يغلق حتى تطلع الشمس من نحوه» قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وقال سفيان: [قبل الشام خلقه الله تعالى يوم خلق السموات والأرض مفتوحاً يعين التوبة لا يغلق حتى تطلع الشمس منه] قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وذكر أبو إسحاق الثعلبي وغيره من المفسرين في حديث فيه طول، «عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ما معناه: أن الشمس تحبس على الناس حتى تكثر المعاصي في الأرض ويذهب المعروف فلا يأمر به أحد، ويفشو المنكر فلا ينهى عنه أحد مقدار ليلة تحت العرش كلما سجدت واستأذنت ربها عز وجل من أين تطلع لم يحر إليها جواب، حتى يوافيها القمر فيسجد معها ويستأذن من أين يطلع فلا يجر إليه جواب، حتى يجلسا مقدار ثلاث ليالي للشمس وليلتين للقمر، فلا يعرف ما طول تلك الليلة إلا المتهجدون في الأرض، وهم يومئذ عصابة قليلة في كل بلدة من بلاد المسلمين، فإذا تم لهما مقدار ثلاث ليال أرسل الله تعالى إليهما جبريل عليه السلام، فيقول: إن الرب سبحانه وتعالى يأمركما أن ترجعا إلى مغاربكما فتطلعا منه، وأنه لا ضوء لكما عندنا ولا نور فيطلعان من مغاربهما أسودين لا ضوء للشمس ولا نور للقمر مثلهما في كسوفهما قبل ذلك، فذلك قوله تعالى {وجمع الشمس والقمر} وقوله {إذا الشمس كورت} فيرتفعان كذلك مثل البعيرين والفرسين، فإذا ما بلغ الشمس والقمر سرة السماء وهي نصفها جاءهما جبريل فأخذ بقرونها وردهما إلى المغرب فلا يغربهما من مغاربهما، ولكن يغربهما من باب التوبة، ثم يرد المصراعين ثم يلتئم بينهما فيصير كأنه لم يكن بينهما صدع، فإذا أغلق باب التوبة لم يقبل لعبد بعد ذلك توبة ولم تنفعه حسنة يعملها من كان قبل ذلك محسناً، فإنه يجري عليه ما كان عليه قبل ذلك اليوم، فذلك قوله
تبارك وتعالى {يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً} .
ثم إن الشمس والقمر يكسبان بعد ذلك الضوء والنور، ثم يطلعان على الناس ويغربان كما كان قبل ذلك يطلعان ويغربان» وذكر الميانشي وقال عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم «ويبقى الناس بعد طلوع الشمس من مغربها عشرين ومائة سنة» .
فصل
قال العلماء: وإنما لا ينفع نفساً إيمانها عند طلوعها من مغربها لأنه خلص إلى قلوبهم من الفزع ما تخمد معه كل شهوة من شهوات النفس، وتفتر كل قوة من قوى البدن، فيصير الناس كلهم لإيقانهم بدنو القيامة في حال من حضره الموت في انقطاع الدواعي إلى أنواع المعاصي عنهم وبطلانها من أبدانهم، فمن تاب في مثل هذه الحال لم تقبل توبته كما لا تقبل توبة من حضره الموت.
قال صلى الله عليه وسلم: «إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر» أي تبلغ روحه رأس حلقه وذلك وقت المعاينة الذي يرى فيه مقعده من الجنة ومقعده من النار، فالمشاهد لطلوع الشمس من مغربها مثله.
وعلى هذا ينبغي أن تكون توبة كل من شاهد ذلك أو كان كالمشاهد له مردودة ما عاش، لأن علمه بالله تعالى وبنبيه صلى الله عليه وسلم وبوعده قد صار ضرورة، فإن امتدت أيام الدنيا إلى أن ينسى الناس من هذا الأمر العظيم ما كان ولا يتحدثون عنه إلا قليلاً، فيصير الخبر عنه خاصاً وينقطع التواتر عنه، فمن أسلم في ذلك الوقت أو تاب قبل منه، والله أعلم.
وقد قيل: إن الحكمة في طلوع الشمس من مغربها أن إبراهيم عليه السلام قال لنمرود: {فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر} وإن الملحدين والمنجمين عن آخرهم ينكرون ذلك ويقولون: هو غير كائن فيطلعها الله تعالى يوماً من المغرب ليرى المنكرين لذلك قدرته من أن الشمس في قدرته إن شاء أطلعها من المشرق وإن شاء أطلعها من المغرب، وعلى هذا يحتمل أن يكون رد التوبة والإيمان على من آمن وتاب من المنكرين لذلك المكذبين لخبر النبي صلى الله عليه وسلم، فأما المصدق فإنه تقبل توبته وينفعه إيمانه قبل ذلك، والله أعلم.
وروي عن ابن عباس أنه قال: لا يقبل من كافر عمل ولا توبة إذا أسلم حين يراها إلا من كان صغيراً يومئذ فإنه لو أسلم بعد ذلك قبل منه ومن كان مؤمناً مذنباً فتاب من الذنب قبل منه.
وروي عن عمران بن حصين أنه قال: إنمالم تقبل وقت الطلوع حتى تكون صيحة فيهلك فيها كثير من الناس، فمن أسلم أو تاب في ذلك الوقت ثم هلك لم تقبل توبته، ومن تاب بعد ذلك قبلت توبته.
ذكره الليث السمرقندي في تفسيره.
فصل
واختلفت الروايات في أول الآيات، فروي أن طلوع الشمس من مغربها أولها على ما وقع حديث مسلم في هذا الباب.
وقيل: خروج الدجال.
وهذا القول أولى القولين وأصح لقوله عليه الصلاة والسلام: «إن الدجال خارج فيكم لا محالة» الحديث بطوله.
فلو كانت الشمس طلعت قبل ذلك من مغربها لم ينفع اليهود إيمانهم
أيام عيسى عليه السلام، ولو لم ينفعهم لما صار الدين واحداً بإسلام من أسلم منه.
وقد تقدم القول مبيناً في هذا، وأن أول الآيات الخسوفات، فإذا نزل عيسى عليه السلام وقتل الدجال خرج حاجاً إلى مكة، فإذا قضى حجة انصرف إلى زيارة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فإذا وصل إلى قبر الرسول صلى الله عليه وسلم أرسل الله عند ذلك ريحاً عنبرية فتقبض روح عيسى عليه السلام ومن معه من المؤمنين، فيموت عيسى عليه السلام ويدفن مع النبي صلى الله عليه وسلم في روضته، ثم تبقى الناس حيارى سكارى فيرجع أكثر أهل الإسلام إلى الكفر والضلالة وتستولي أهل الكفر على من بقي من أهل الإسلام، فعند ذلك تطلع الشمس من مغربها، وعند ذلك يرفع القرآن من صدور الناس ومن المصاحف، ثم تأتي الحبشة إلى بيت الله فينقضونه حجراً حجراً ويرمون بالحجارة في البحر، ثم تخرج حينئذ دابة الأرض تكلمهم، ثم يأتي دخان يملأ ما بين السماء والأرض، فأما المؤمن فيصيبه مثل الزكام، وأما الكافر والفاجر فيدخل في أنوفهم فيثقب مسامعهم ويضيق أنفاسهم، ثم يبعث الله ريحاً من الجنوب من قبل اليمن مسها مس الحرير وريحها ريح المسك، فتقبض روح المؤمن والمؤمنة، وتبقى شرار الناس ويكون الرجال لا يشبعون من النساء والنساء لا يشبعن من الرجال، ثم يبعث الله الرياح فتلقيهم في البحر.
هكذا ذكر بعض العلماء الترتيب في الأشراط وفيه بعض اختلاف، وقد تقدمت الإشارة إليه فيما تقدم، والله أعلم.