الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب منه وما جاء في ذكر البصرة والأيلة وبغداد والإسكندرية
أبو داود الطيالسي قال: حدثنا الحشرج بن نباتة الكوفي، حدثنا سعيد بن جيهان «عن عبد الرحمن بن أبي بكرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لتنزلن طائفة من أمتي أرضاً يقال لها البصرة ويكثر بها عددهم ونحلهم، ثم يجيء قوم من بني قنطورا عراض الوجوه صغار الأعين، حتى ينزلوا على جسر لهم يقال له دجلة، فيتفرق المسلمون ثلاث فرق: أما فرقة فتأخذ بأذناب الإبل فتلحق البادية فهلكت، وأما فرقة فتأخذ على أنفسها وكفرت وهذه وتلك سواء، وأما فرقة فيجعلون عيالاتهم خلف ظهورهم ويقاتلون فقتلاهم شهداء، ويفتح الله على بقيتهم» .
وخرجه أبو داود السختياني في سننه بمعناه.
فقال: «حدثنا محمد بن يحيى بن فارس قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال: حدثني سعيد بن جيهان:
حدثنا مسلم بن أبي بكرة قال: سمعت أبي يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ينزل ناس من أمتي بغائط يسمونه البصرة عند نهر يقال له دجلة يكون عليه جسر يكثر أهلها وتكون من أمصار المهاجرين.
قال ابن يحيى وهو محمد.
قال معمر: ويكون من أمصار المسلمين، فإذ كان آخر الزمان جاء بنو قنطورا عراض الوجوه صغار الأعين حتى ينزلوا على شط النهر فيتفرق أهلها ثلاث فرق: فرقة تأخذ أذناب البقر والبرية وهلكوا، وفرقة يأخذون لأنفسهم وكفروا، وفرقة يجعلون ذريتهم خلف ظهورهم ويقاتلون وهم الشهداء» .
قال أبو داود: و «حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثني إبراهيم بن صالح بن درهم قال: سمعت أبي يقول: انطلقنا حاجين فإذا رجل فقال لنا: إلى جنبكم قرية يقال لها الأيلة قلنا: نعم.
قال: من يضمن لي منكم أن يصلي في مسجد العشار ركعتين أو أربعاً ويقول لأبي هريرة.
سمعت خليلي يقول: إن الله بيعث من مسجد العشار يوم القيامة شهداء لا يقوم مع شهداء بدر غيرهم» .
ذكر الخطيب أبو بكر بن أحمد بن ثابت في تاريخ بغداد أنبأنا أبو القاسم الأزهري، «حدثنا أحمد بن محمد بن موسى قال: حدثنا أحمد بن جعفر بن المنادني قال: ذكر في إسناد شديد الضعف، عن سفيان الثوري، عن أبي
إسحاق الشيباني، عن أبي قيس عن علي رضي الله عنه أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تبنى مدينة بين الفرات ودجلة يكون فيها شر ملك بني العباس وهي الزوراء يكون فيها حرب مقطعة تسبى فيها النساء ويذبح فيها الرجال كما تذبح الغنم» قال أبو قيس فقيل لعلي رضي الله عنه يا أمير المؤمنين: قد سماها رسول الله صلى الله عليه وسلم الزوراء، فقال: لأن الحرب تزور في جوانبها حتى تطبقها.
وقال أرطأة بن المنذر قال رجل لابن عباس وعنده حذيفة بن اليمان أخبرني عن تفسيرقوله تعالى {حم * عسق} فأعرض عنه حتى أعاد ثلاثاً، فقال حذيفة: أنا أنبأك بها قد عرفت لم تركها.
نزلت في رجل من أهل بيته يقال له عبد الإله أو عبد الله ينزل على نهر من أنهار المشرق يبني عليه مدينتين بشق النهر بينهما شقاً، فإذا أراد الله زوال ملكهم وانقطاع دولتهم بعث الله على إحداها ناراً ليلاً فتصبح سوداء مظلمة، فتحترق كلها كأنها لم تكن في مكانها فتصبح صاحبتها متعجبة كيف قلبت فما هو إلا بياض يومها حتى يجتمع فيها كل جبار عنيد، ثم يخسف الله بها وبهم جميعاً فذلك {حم * عسق} أي عزيمة من عزمات الله وفتنة وقضاء حم أي حم ما هم كائن ع عدلاً منه س سيكون ق واقع في هاتين المدينتين.
ونظير هذا التفسير ما «روى جرير بن عبد الله البجلي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تبنى مدينة بين دجلة ودجيل وقطربل والفرات يجتمع فيها جبابرة الأرض تجيء إليها الخزائن يخسف بها.
وفي رواية يخسف بأهلها فلهي أسرع ذهاباً في الأرض من الوتد الجيد في الأرض الرخوة» وقرأ ابن عباس [حم عسق] بغير عين وكذلك هو في مصحف عبد الله بن مسعود، حكاه الطبري.
وقال العباس وكان علي يعرف الفتن بها.
وقد روي حديث الزوراء محمد بن زكريا الغلابي، وأسند عن «علي عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: أما هلاكها على يد السفياني كأني بها، والله قد صارت خاوية على عروشها» ومحمد بن زكريا قال الدارقطني كان يضع الحديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وذكر ابن وهب، عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه قيل له بالاسكندرية: إن الناس قد فزعوا فأمر بسلاحه وفرسه فجاءه رجل فقال من أين هذا الفزع؟ قال: سفن تراءت من ناحية قبرس.
قال: انزعوا عن فرسي.
قال: قلنا اصلحك الله إن الناس قد ركبوا.
فقال: ليس هذا بملحمة الإسكندرية إنما يأتون من ناحية المغرب من نحو أنطابلس فيأتي مائة ثم مائة حتى عدد تسعمائة.
وخرج الوائلي أبو نصر في كتاب الإبانة من حديث رشدين بن سعد، عن عقيل، عن الزهري، عن كعب قال: إني لأجد في كتاب الله المنزل على موسى بن عمران أن للإسكندرية شهداء يستشهدون في بطحائها خير من مضى وخيرمن بقى، وهم الذين يباهي الله عز وجل بهم شهداء بدر.
فصل
قوله: المجان يفتح الجيم جمع مجن بكير الميم وهو الترس والمطرقة هي التي قد عدلت بطراق، وهو الجلد الذي يغشاه شبه
وجوههم في عرضها ونتوء وجناتها بالترسة والمطرقة.
وفي الصحاح والمجان المطرقة التي يطرق بعضها على بعض كالنعل المطرقة المخصوفة، ويقال: أطرقت بالجلد والعصب أي لبست وترس مطرق، وقوله: نعالهم الشعر أي يصنعون من الشعر حبالاً ويصنعون منها نعالاً كما يصنعون منه ثيابهم، ويشهد لهذا قوله يلبسون الشعر ويمشون في الشعر هذا ظاهره، ويحتمل أن يريد بذلك أن شعورهم كثيفة طويلة فهي إذ أسدلوها كاللباس وذوائبها لوصولها إلى أرجلهم كالنعال، والأول أظهر والله أعلم.
وقوله: ذلف الأنف أي غلاظها يقال: أنف إذا كان فيه غلظ وانبطاح وأنوف ذلف، والاصطلام: الاستئصال وأصله من الصلم وهو القطع.
قوله: بغائط الغائط المطمئن من الأرض، والبصرة الحجارة الرخوة وبها سميت البصرة، وبنوا قنطورا هم الترك يقال إن قنطورا جارية كانت لإبراهيم عليه السلام ولدت له أولاداً من نسلهم الترك.
وقيل: هم من ولد يافث وهم أجناس كثيرة، فمنهم أصحاب مدن وحصون، ومنهم قوم في رؤوس الجبال والبراري والشعاب ليس لهم عمل غير الصيد، ومن لم يصد منهم ودج دابته فشوى الدم في مصران فأكله، وهم يأكلون الرخم والغربان وغيرهما وليس لهم دين، ومنهم من كان على دين المجوسية، ومنهم من تهود وملكهم الذي يقال له خاقان يلبس الحرير وتاج الذهب ويحتجب كثيراً، وفيهم بأس شديد، وفيهم سحر وأكثرهم مجوس.
وقال وهب بن منبه: الترك بنو عم يأجوج وز مأجوج يعني أنهم كلهم من ولد يافث.
وقيل: إن أصل الترك أو بعضهم من اليمن من حمير، وقيل فيهم: إنهم من بقايا قوم تبع، والله أعلم.
ذكره أبو عمر بن عبد البر في كتاب الإبانة.
باب
ذكر أبو نعيم الحافظ «عن سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: