الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال: وأخبرنا رشدين عن ابن أنعم عن حبان بن أبي جبلة قال: [إن نساء الدنيا من دخل منهن الجنة فضلن على العين بما عملن في الدنيا] وروى مرفوعاً: [إن الأدميات أفضل من الحور العين بسبعين ألف ضعف] .
باب ما جاء أن الأعمال الصالحة مهور الحور العين
قال الله تعالى: {وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار} إلى قوله {ولهم فيها أزواج مطهرة} .
وروى الترمذي الحكيم أبو عبد الله في نوادر الأصول قال: حدثنا الخطاب أبو الخطاب قال: حدثنا سهل بن حماد أبو عتاب، قال: حدثنا جرير بن أيوب البجلي قال: حدثنا الشعبي عن نافع بن بردة، عن أبي مسعود الغفاري من الحور العين في خيمة من درة مجوفة مما نعت الله {حور مقصورات في الخيام} على كل امرأة منهن سبعون حلة ليس منها حلة على لون الأخرى، ويعطى سبعين لوناً من الطيب ليس منهن لون على ريح الآخر، لكل امرأة منهن سبعون سريراً من ياقوتة حمراء موشحة بالدر والياقوت، على كل سرير سبعون فراشاً على كل فراش أريكة، لكل امرأة منهن سبعون ألف وصيفة لحاجتها، وسبعون ألف وصيف، مع كل وصيف صحفة من ذهب
فيها لون من طعام تجد لآخر لقمة لذة لا تجد لأوله، ويعطى زوجها مثل ذلك على سرير من ياقوت أحمر عليه سوران من ذهب موشح بياقوت أحمر، هذا بكل يوم صامه من شهر رمضان سوى ما عمل من الحنسات] .
وخرج أبو عيسى الترمذي «من حديث المقدام بن معدي كرب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: للشهيد عند الله ست خصال» .
الحديث وفيه «ويزوج باثنتين وسبعين زوجة من الحور العين» ، وقد تقدم في باب ما ينجي من أهوال القبر وفتنته.
قلت: وهذا يؤكد ما ذكرناه في حديث أبي هريرة لكل واحد منهم زوجتان، أن ذلك من نساء الدنيا، وقال يحيى بن معاذ: ترك الدنيا شديد، وفوت الجنة أشد، وترك الدنيا مهر الآخرة ويقال: مهر الحور العين كنس المساجد.
رفعه الثعلبي «من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كنس المساجد مهور الحور العين» ، «وعن أبي قرصافة أيضاً سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إخراج
القمامة من المسجد مهور الحور العين» ، القمامة الكناسة والجمع: قمام.
قاله الجوهري.
«وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: مهور الحور العين قبضات التمر وفلق الخبز» ، ذكره الثعلبي أيضاً وقال أبو هريرة:[يتزوج أحدكم فلانة بنت فلان بالمال الكثير ويدع الحور العين باللقمة والتمرة والكسوة] .
وقال محمد بن النعمان المقري: كنت قاعداً عند الجلا المقرى بمكة في المسجد الحرام إذ مر بنا شيخ طويل نحيل الجسم عليه أطمار خلقة، فقام إليه الجلا ووقف معه ساعة ثم انصرف إلينا فقال: هل تعرفون من هذا الشيخ؟ فقلنا: لا، فقال: ابتاع من الله حوراء بأربعة آلاف ختمة، فلما أكملها رآها في المنام في حليها وحللها فقال: من أنت؟ فقالت: أنا الحور التي ابتعتني من الله تعالى بأربعة آلاف ختمة هذا الثمن فما نحلتي أنا منك؟ قال: ألف ختمة، قال الجلا: فهو يعمل فيها بعد.
وروى عن سحنون أنه قال: كان بمصر رجل يقال له سعيد، وكانت له أم من المتعبدات، وكانت إذا قام من الليل يصلي تقوم والدته خلفه، فإذا غلب عليه النوم ونعس تناديه والدته: يا سعيد إنه لا ينام من يخاف النار ويخطب الحور الحسان فيقوم مرعوباً.
ويروى عن ثابت أنه قال: كان أبي من القوامين لله في سواد الليل،
قال: رأيت ذات ليلة في منامي امرأة لا تشبه النساء، فقلت لها: من أنت؟ فقالت حوراء أمة الله، فقلت لها: زوجيني نفسك، فقالت: اخطبني من عند ربي وأمهرني فقلت: وما مهرك؟ فقال: طول التهجد وأنشدوا:
يا خاطب الحور في خدرهاو طالباً ذلك على قدرها
انهض بجد لا تكن وانياًو جاهد النفس على صبرها
وجانب الناس وارفضهم وحالف الوحدة في ذكرها
وقم إذا الليل بدا وجهه وصم نهاراً فهو من مهرها
فلو رأت عيناك إقبالها وقد بدت رمانتا صدرها
وهي تماشي بين أترابها وعقدها يشرق في نحرها
لهان في نفسك هذا الذيتراه في دنياك من زهرها
وقال مضر القارئ: غلبني النوم ليلة فنمت عن حزبي فرأيت في منامي فيما يرى النائم جارية كأن وجهها القمر المستتم ومعها رق فقالت: أتقرأ أيها الشيخ؟ قلت: نعم، فقالت: اقرأ هذا الكتاب، ففتحه فإذا فيه مكتوب: فو الله ما ذكرته قط إلا ذهب عني النوم.
ألهتك اللذائذ والأماني
…
عن الفردوس والظل الدواني
ولذة نومة عن خير عيش
…
مع الخيرات في غرف الجنان
تيقظ من منامك إن خيراً
…
من النوم التهجد بالقران
وقال مالك بن دينار: كان لي أحزاب أقرؤها كل ليلة، فنمت ذات ليلة، فإذا أنا في المنام بجارية ذات حسن وجمال وبيدها رقعة، فقالت: أتحسن أن تقرأ؟ فقلت: نعم، فدفعت إلي الرقعة، فإذا فيها مكتوب هذه الأبيات: