الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يقول: من أشراط الساعة أن يتدافع أهل المسجد الإمامة فلا يجدو إماماً يصلي بهم» .
باب ما جاء أن الأرض تخرج ما في جوفها من الكنوز والأموال
روى الأئمة «عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك الفرات أن يحسر عن كنز من ذهب، فمن حضره فلا يأخذ منه شيئاً» وفي رواية: «عن جبل من ذهب» لفظ البخاري ومسلم، وقال مسلم في رواية:«فيقتتل الناس عليه فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون ويقول كل واحد منهم لعلي أكون أنا الذي أنجو» وقال ابن ماجه [فيقتل الناس عليه فيقتل من كل عشرة تسعة] .
وخرج مسلم والترمذي «عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تقيء الأرض أفلاذ كبدها أمثال الأسطوان من الذهب والفضة، فيجيء القاتل فيقول في هذا قتلت، ويجيء القاطع فيقول في هذا قطعت رحمي، ويجيء السارق فيقول في هذا قطعت يدي، ثم يدعونه لا
يأخذون منه شيئاً» لم يذكر الترمذي السارق وقطع يده، وقال حديث حسن غريب.
فصل
قال الحليمي رحمه الله في كتاب منهاج الدين له، وقال عليه الصلاة والسلام:«يوشك أن يحسر الفرات عن جبل من ذهب فمن حضره فلا يأخذ منه شيئاً» فيشبه أن يكون هذا في آخر الزمان الذي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن المال يفيض فيه فلا يقبله أحد، وذلك زمن عيسى عليه السلام، فلعل بسب هذا الفيض العظيم ذلك الجبل مع ما يغنمه المسلمون من أموال المشركين، ويحتمل أن يكون نهيه عن الأخذ من ذلك الجبل لتقارب الأمر وظهور أشراطه، فإن الركون إلى الدنيا والاستكثار مع ذلك جهل واغترار، ويحتمل أن يكون إذا حرصوا على النيل منه تدافعوا وتقاتلوا، ويحتمل أن يكون لا يجري به مجرى المعدن، فإذا أخذه أحدهم ثم لم يجد من يخرج حق الله إليه لم يوفق بالبركة من الله تعالى فيه، فكان الانقباض عنه أولى.
قال المؤلف رحمه الله: التأويل الأوسط هو الذي يدل عليه الحديث، والله أعلم.