الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقوله: كقفاص الغنم هو داء يأخذها لا يلبثها قاله أبو عبيدة، لأن القفاص الموت العجل ويقال بالسين، وقيل هو داء يأخذ في الصدر كأنه يكسر العنق، وقد انقضت هذه الخمس، وعاش عوف بن مالك إلى زمن عبد الله بن مروان سنة ثلاث وسبعين من الهجرة وقد أربى بصفين على المائة، وقال الواقدي: مات عوف بن مالك بالشام سنة ثلاث وتسعين، فإن صح ما قال فقد مات في أيام الوليد بن عبد الملك بن مروان إن لم يكن تصحيفاً منه، والله أعلم.
باب ما ذكر في ملاحم الروم وتواترها وتداعي الأمم على أهل الإسلام
ابن ماجه، «عن عوف بن مالك الأشجعي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون بينكم وبين بني الأصفر هدنة فيغدرون بكم فيسيرون إليكم في ثمانين راية تحت كل راية اثنا عشر ألفاً» .
و «عن ذي مخمر، وكان رجلاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ستصالحكم الروم صلحاً آمناً، ثم تغزون أنتم وهم
عدوا فتنصرون وتغنمون وتقتسمون وتسلمون، ثم تنصرفون حتى تنزلوا بمرج ذي تلول فيرفع رجل من أهل الصليب صليبه، فيقول غلب الصليب فيغضب رجل من المسلمين فيقوم إليه فيدفعه، فعند ذلك تغدر الروم ويجمعون الملحمة، فيأتون تحت ثمانين راية اثنا عشر ألفاً» .
وأخرجه أبو داود وزاد «ويثور المسلمون إلى أسلحتهم فيقتتلون فيكرم الله تلك العصابة بالشهادة» .
وأخرجه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده وإسناده صحيح ثابت.
وذو مخمر بالميم لا غير، وهو ابن أخي النجاشي قاله الأوزاعي، وقد عده أبو عمر في موالي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قاله ابن دحية.
وخرجا جميعاً عن ابن ماجه، وأبو داود، «عن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الملحمة الكبرى وفتح قسطنطنية وخروج الدجال في سبعة أشهر»
وخرجه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
«وعن عبد الله بن بشر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الملحمة وفتح المدينة ست سنين ويخرج الدجال في السابعة» خرجه ابن ماجه وأبو داود، وقال أبو داود: هذا صحيح من حديث عيسى.
قلت: يريد حديث معاذ المذكور قبله.
مسلم عن بشير بن جابر قال: هاجت ريح حمراء بالكوفة، فجاء رجل ليس له هجيراً ألا يا عبد الله بن مسعود جاءت الساعة.
قال: فقعد وكان متكئاً فقال: إن الساعة لا تقوم حتى لا يقسم ميراث ولا يفرح بغنيمة، ثم قال بيده هكذا ونحاها نحو الشام، فقال: عدو يجمعون لأهل الأسلام وتجمع لهم أهل الإسلام قلت: الروم تعني؟ قال: نعم ويكون عند ذلك القتال ردة شديدة فيشترط المسلمون
شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة، فيقتتلون حتى يحجر بينهم الليل فيبقى هؤلاء وهؤلاء كل غير غالب وتفنى الشرطة، ثم يشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة فيقتتلون حتى يمسوا فيبقى هؤلاء وهؤلاء كل غير غالب وتفنى الشرطة، ثم يشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة فيقتتلون حتى يمسوا فيبقى هؤلاء وهؤلاء كل غير غالب وتفنى الشرطة، وإذا كان اليوم الرابع نهد إليهم بقية الإسلام فيجعل الله الدائرة عليهم فيقتتلون مقتلة إما قال لم ير مثلها.
وإما قال لا يرى مثلها، حتى إن الطائر ليمر بجثمانهم فما يخلفهم حتى يخر ميتاً فيتعادى بنو الأب كانوا مائة فلا يجدون بقي منهم إلا الرجل الواحد، فبأي غنيمة يفرح وبأي ميراث يقسم، فبينما هم كذلك إذ سمعوا بناس هم أكثر من ذلك، فجاءهم الصريخ، فقال: إن الدجال قد خرج في ذراريهم فيرفضون ما بأيديهم ويقبلون فيبعثون عشر فوارس طليعة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لأعرف أسماءهم وأسماء آبائهم وألوان خيولهم هم خير فوارس على ظهر الأرض أو من خير فوارس يومئذ.
أبو داود «عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها.
فقال قائل من القوم: من قلة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهاية وليقذفن في قلوبكم الوهن، فقال قائل يا رسول الله وما الوهن؟ قال: حب الدنيا وكراهة الموت» .
فصل
قوله: بني الأصفر.
يعني الروم، وفي تسميتهم بذلك قولان.
أحدهما: أن جيشاً من الحبشة غلبوا على ناحيتهم في بعض الدهر، فوطئوا نساءهم فولدن أولاداً صفراً.
قاله ابن الأنباري.
الثاني: أنهم نسبوا إلى الأصفر ابن الروم بن عيصو بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام قاله ابن إسحاق، وهذا أشبه من القول الأول.
والهدنة: الصلح والغاية الراية، كما جاء مفسراً في الحديث بعده.
سميت بذلك لأنها تشبه السحابة لمسيرها في الجو، والغاية والصابة السحابة، وقد رواها بعض رواة البخاري تحت ثمانين غابة بباء مفردة النقطة، وهي الأجمة شبه اجتماع رماحهم وكثرتها بالأجمة التي هي
الغابة، والصحيح الأول لأنها تظل الأجناد لكثرة راياتهم واتصال أويلتهم وعلاماتهم كالسحاب الذي يظل الإنسان.
وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن تحت كل غاية اثني عشر ألفاً فجملة العدو تسعمائة ألف وستون ألفاً» ذكره الحافظ أبو الخطاب بن دحية.
وقد روي مرفوعاً في حديث فيه طول عن حذيفة: أن الله تعالى يرسل ملك الروم وهو الخامس من الهرقل يقال له ضمارة وهو صاحب الملاحم.
فيرغب إلى المهدي في الصلح، وذلك لظهور المسلمين على المشركين فيصالحه إلى سبعة أعوام فيضع عليهم الجزية عن يد وهم صاغرون، فلا تبقى لرومي حرمة ويكسرون لهم الصليب، ثم يرجع المسلمون إلى دمشق، فبينما الناس كذلك إذا برجل من الروم قد التفت فرأى أبناء الروم وبناتهم في القيود والأغلال فتعير نفسخ فيرفع الصليب ويرفع صوته فيقول: ألا من كان يعبد الصليب فينصره، فيقوم رجل من المسلمين فيكسر الصليب ويقول: الله أغلب وأنصر، فحينئذ يغدرون وهم أولى بالغدر فيجمعون عند ذلك ملوك الروم في بلادهم خفية، فيأتون إلى بلاد المسلمين حيث لا يشعر بهم المسلمون، والمسلمون قد أخذوا منهم الأمن وهم على غفلة أنهم مقيمون على الصلح، فيأتون أنطاكية في اثني عشر ألف راية تحت كل راية اثنا
عشر ألفاً، فلا يبقى بالجزيرة ولا بالشام ولا بأنطاكية نصراني إلا ويرفع الصليب، فعند ذلك يبعث المهدي إلى أهل الشام والحجاز واليمن والكوفة والبصرة والعراق يعرفهم بخروج الروم وجمعهم، ويقول لهم أعينوني على جهاد عدو الله وعدوكم، فيبعث إليه أهل المشرق أنه قد جاء عدو من خراسان على ساحل الفرات وحل بنا ما شغلنا عنك، فيأتي إليه بعض أهل الكوفة والبصرة، ويخرج إليه المهدي، ويخرج معهم المسلمون إلى لقائهم فيلتقي بهم المهدي ومن معه من المسلمين فيأتون إلى دمشق فيدخلون فيها فتأتي الروم إلى دمشق فيكونون عليها أربعين يوماً، فيفسدون البلاد ويقتلون العباد ويهدمون الديار ويقطعون الأشجار، ثم إن الله تعالى ينزل صبره ونصره على المؤمنين فيخرجون إليه، فتشتد الحرب بينهم ويستشهد من المسلمين خلق كثير، فيا لها من وقعة ومقتلة ما أعظمها وما أعظم هولها، ويرتد من العرب يومئذ أربع قبائل سليم ونهد وغسان وطي، فيلحقون بالروم وينتصرون مما يعاينون من الهول العظيم والأمر الجسيم، ثم إن الله تعالى ينزل النصر والصبر والظفر على المسلمين، فيقتل من الروم مقتلة عظيمة حتى يخوض الخيل في دمائهم وتشتعل الحرب بينهم، حتى إن الحديد يقطع بعضه بعضاً، وإن الرجل من المسلمين ليطعن العلج بالسفود فينفذه وعليه الدرع من الحديد، فيقتل المسلمون من المشركين خلقاً كثيراً حتى تخوض الخيل في الدماء وبنصر الله تعالى المسلمين ويغضب على الكافرين، وذلك رحمة من الله تعالى لهم، فعصابة من المسلمين يومئذ خير خلق الله والمخلصين من عباد الله ليس فيهم مارد ولا مارق ولا شارد ولا مرتاب ولا منافق، ثم إن المسلمين يدخلون إلى بلاد الروم ويكبرون
على المدائن والحصون، فتقع أسوارها بقدرة الله، فيدخلون المدائن والحصون ويغنمون الأموال ويسبون النساء والأطفال، ويكون أيام المهدي أربعين سنة.
عشر سنين في المغرب، واثنتا عشرة سنة بالكوفة، واثنتا عشرة بالمدينة، وستة بمكة، وتكون منيته فجأة بينما الناس كذلك إذ تكلم الناس بخروج الدجال اللعين، وسيأتي من أخبار المهدي ما فيه كفاية إن شاء الله تعالى.
وقوله: ليس له هجير.
الدأب والعادة.
يقال: ما زال ذلك هجيراه وإهجيراه وإجيراه أي دأبه وعادته، وهاجت: أي تحركت ريح حمراء أي شديدة احمرت لها الشجر وانكشفت الأرض، فظهرت حمرتها.
ولما رأى ذلك الرجل جاء مجيء الخائف من قرب الساعة والشرطة هنا بضم الشين أول طائفة من الجيش تقاتل.
سموا بذلك لعلامة تميزوا بها.
والأشراط العلامات، وتفنى الشرطة أي تقتل.
وتفيء ترجع.
ومنه حتى تفيء إلى أمر الله، ونهد تقدم ومنه سمي النهد نهداً لتقدمه الصدر.
والدايرة ويروي والدائرة والمعنى متقارب.
قال الأزهري: الدائرة الدولة تدور على الأعداد، والدائرة النصر والظفر يقال: لمن الدائرة، أي لمن الدولة، وعلى من الدائرة؟ أي الهزيمة.
قاله أبو عبيد الهروي: والجنبات جمع جنبة وهي الجانب، ويروى بجثمانهم أي