الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال مقاتل: قال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: الفقيه من لم يقنط الناس من رحمة الله تعالى ولم يرخص لهم في معاصي الله عز وجل.
باب حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات
مسلم «عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات» .
خرجه البخاري أيضاً والترمذي وقال: حديث صحيح غريب.
وخرج الترمذي «عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لما خلق الله الجنة أرسل جبريل إلى الجنة فقال: انظر إليها وإلى ما أعددت لأهلها فيها.
قال فجاءها ونظر إليها وإلى ما أعد الله لأهلها فيها قال: فرجع إليه وقال: وعزتك لا يسمع بها أحد إلا دخلها.
قال: فأمر بها فحفت بالمكاره فقال: فأرجع إليها فانظر إلى ما أعددت لأهلها فيها.
قال: فرجع إليها فإذا هي قد حفت بالمكاره فرجع إليه فقال: وعزتك لقد خفت أن لا يدخلها أحد.
قال اذهب إلى النار فانظر إليها وإلى ما أعددت لأهلها فيها فإذا هي يركب بعضها بعضاً فرجع إليه فقال: وعزتك لقد خفت ألا يسمع بها أحد فيدخلها فأمر بها فحفت بالشهوات، فقال ارجع إليها فرجع إليها فقال: وعزتك لقد خشيت ألا ينجو منها أحد إلا دخلها» .
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
فصل: المكاره: كل ما يشق على النفس ويصعب عليها عمله كالطهارة في السبرات وغيرها من أعمال الطاعات، والصبر على المصائب، وجميع المكروهات.
والشهوات: كل ما يوافق النفس ويلائمها وتدعو إليه ويوافقها.
وأصل الحفاف الدائر بالشيء المحيط به الذي لا يتوصل إليه بعد أن يتحظى، فمثل صلى الله عليه وسلم المكاره والشهوات بذلك، فالجنة لا تنال إلا بقطع مفاوز المكاره والصبر عليها، والنار لا ينجو منها إلا بترك الشهوات وفطام النفس عنها.
وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه مثل طريق الجنة وطريق النار بتمثيل آخر فقال: «طريق الجنة حزن بربوة، وطريق النار سهل بسهوة» ذكره صاحب الشهاب.
والحزن: هو الطريق الوعر المسلك.
والربوة: هو المكان المرتفع وأراد به أعلى ما يكون من الروابي.
والسهوة: بالسين المهملة هو الموضع السهل الذي لا غلط فيه ولا وعورة.
وقال القاضي أو بكر بن العربي في سراج المريدين له ومعنى قوله عليه السلام: «حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات» أي جعلت على حافاتها وهي جوانبها ويتوهم الناس أنه ضرب فيها المثل فجعله في