الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
البخاري في تفسيره مسنداً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يكشف الله عن ساقه النبي يوم القيامة فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة» ، وقد أشفقت من تأويل الحديث، وعدلت عن منكر به، وكذا أشفقت من صفة الميزان وزيفت قول واصفيه وجعلته متحيزاً إلى العالم الملكوتي، فإن الحسنات والسيئات أعراض ولا يصح وزن الأعراض إلا بميزان ملكوتي.
قال المؤلف: قد ذكرنا الميزان وبينا القول فيه، وفي الأعمال الموزونة غاية البيان بالأخبار الصحيحة والحسان، وبينا القول هنا في كشف الساق بحيث لم يبق فيه لأحد ريب ولا مخالفة ولا شقاق.
فالله الحمد على ما به أنعم وفهم وعلم.
باب كيف الجواز على الصراط وصفته ومن يحبس عليه ويزل عنه، وفي شفقة النبي صلى الله عليه وسلم على أمته عند ذلك، وفي ذكر القناطر قبله والسؤال عليها وبيان قوله تعالى: " وإن منكم إلا واردها
"
باب كيف الجواز على الصراط وصفته ومن يحبس عليه ويزل عنه، وفي شفقة النبي صلى الله عليه وسلم على أمته عند ذلك، وفي ذكر القناطر قبله والسؤال عليها وبيان قوله تعالى: وإن منكم إلا واردها
روي عن بعض أهل العلم أنه قال: لن يجوز أحد الصراط حتى يسأل في سبع قناطر، أما القنطرة الأولى: فيسأل عن الإيمان بالله، وهي شهادة أن لا إله إلا الله، فإن أجاز بها مخلصاً، والإخلاص قول وعمل جاز، ثم يسأل على القنطرة الثانية عن الصلاة، فإن جاؤ بها تامة جاز، ثم يسأل على القنطرة الثالثة عن صوم شهر رمضان، فإن جاء به تاماً جاز، ثم يسأل على القنطرة الرابعة عن
الزكاة فإن جاء بها تامة جاز، ثم يسأل في الخامسة عن الحج والعمرة فإن جاء بهما تامتين جاز، ثم يسأل في القنطرة السادسة عن الغسل والوضوء فإن جاء بهما تأمين جاز، ثم يسأل في السابعة وليس في القناطر أصعب منها فيسأل عن ظلامات الناس.
وذكره أبو حامد في كتاب كشف علم الآخرة: أنه إذا لم يبق في الموقف إلا المؤمنون والمسلمون والمحسنون والعارفون والصديقون والشهداء والصالحون والمرسلون ليس فيهم مرتاب ولا منافق ولا زنديق فيقول الله تعالى: يا أهل الموقف من ربكم؟ فيقولون: الله، فيقول لهم: أتعرفونه؟ فيقولون: نعم.
فيتجلى لهم ملك عن يسار العرش، لو جعلت البحار السبع في نقره إبهامه لما ظهرت، فيقول لهم بأمر الله: أنا ربكم.
فيقولون: نعوذ بالله منك، فيتجلى لهم ملك عن يمين العرش لو جعلت البحار الأربعة عشر في نقرة إبهامه لما ظهرت فيقول لهم أنا ربكم: فيقولون: نعوذ بالله منك، فيتجلى لهم الرب سبحانه في صورة غير صورته التي كانوا يعرفونه، وسمعوا وهو يضحك فيسجدون له جميعهم، فيقول: أهلا بكم ثم ينطلق بهم سبحانه إلى الجنة فيتبعونه فيمر بهم على الصراط.
والناس أفواج: المرسلون، ثم النبيون، ثم الصديقون، ثم الشهداء، ثم المؤمنون، ثم العارفون، ثم المسلمون.
منهم المكبوب لوجهه، ومنهم المحبوس في الأعراف، ومنهم قوم قصروا عن تمام الإيمان.
فمنهم من يجوز الصراط مائة عام، وآخر يجوز على ألف، ومع ذلك كله لن تحرق النار من رأى ربه عياناً لا يضام في رؤيته.
فتوهم نفسك يا أخي إذا صرت على الصراط ونظرت إلى جهنم تحتك سوداء مظلمة قد لظى سعيرها وعلا لهيبها وأنت تمشي أحياناً وتزحف أخرى، قال:
أبت نفسي تتوب فما احتيالي
…
إذا برز العباد لذي الجلال
وقاموا من قبورهم سكارى
…
بأوزار كأمثال الجبال
وقد نصب الصراط لكي يجوزوا
…
فمنهم من يكب على الشمال
ومنهم من يسير لدار عدن
…
تلقاه العرائس بالغوالي
يقول له المهمين يا وليي
…
غفرت لك الذنوب فلا تبالي
وقال آخر:
إذا مد الصراط على جحيم
…
تصول على العصاة وتستطيل
فقوم في الجحيم لهم ثبور
…
وقوم في الجنان لهم مقيل
وبان الحق وانكشف الغطاء
…
وطال الويل واتصل العويل
قال: قلت بأبي أنت وأمي وأي شيء كمر البرق؟ قال: «ألم تر إلى البرق كيف يمر ويرجع في طرفة عين؟ ثم كمر الريح، ثم كمر الطير وشد الرجال تجري بهم أعمالهم ونبيكم صلى الله عليه وسلم قائم على الصراط يقول: رب
سلم سلم حتى تعجز أعمال العباد حتى يجيء الرجل ولا يستطيع السير إلا زاحفاً» .
وروي «من حديث حذيفة أيضاً.
وذكر مسلم أيضاً من حديث أبي سعيد الخدري وفيه: ثم يضرب الجسر على جهنم وتحل الشفاعة ويقولون: اللهم سلم سلم قيل: يا رسول الله، وما الجسر؟ قال: دحض مزلة فيه خطاطيف وكلاليب وحسكة تكون بنجد فيها شوكة يقال لها السعدان: فيمر المؤمنون كطرف العين وكالبرق وكالريح وكالطير وكأجاويد الخيل والركاب فناج مسلم ومخدوش مرسل ومكردس في نار جهنم» الحديث وسيأتي بتمامه إن شاء الله تعالى.
وفي رواية قال أبو سعيد الخدري: «بلغني أن الجسر أدق من الشعر وأحد من السيف» وفي رواية «أرق من الشعر» رواها مسلم.
وخرج ابن ماجه حديث أبي سعيد الخدري قال: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يوضع الصراط بينم ظهراني جهنم على حسك كحسك السعدان، ثم يستجيز الناس فناج مسلم ومخدوج به ثم ناج ومحتبس به ومنكوس فيها» .
وذكر ابن المبارك قال: حدثنا هشام بن حسان، عن موسى، عن أنس عن عبيد بن عمير [أن الصراط مثل السيف على جسر جهنم وأن لجنبتيه كلاليب وحسكا، والذي نفسي بيده إنه ليؤخذ بالكلوب الواحد أكثر من ربيعة ومضر] .
وأخبرنا رشدين بن سعد، عن عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال قال:[بلغنا أن الصراط يوم القيامة يكون على بعض الناس أدق من الشعر وعلى بعض الناس مثل الوادي الواسع] أعمل.
قال: وأخبرنا عوف عن عبد بن سفيان العقيلي قال: [يجوز الناس يوم القيامة على الصراط على قدر إيمانهم وأعمالهم، فيجوز الرجل كالطرف في السرعة وكالسهم المرمى وكالطائر السريع الطيران وكالفرس الجواد المضمر ويجوز الرجل يعدو عدواً، والرجل يمشي مشياً حتى سكون آخر من ينجو يحبو حبواً] .
وذكر هناد بن السري، حدثنا عبد الله بن نمير، حدثنا سفيان، حدثنا سلمة بن كهيل عن أبي الزعفراء قال: قال عبد الله [يأمر الله بالصراط فيضرب على جهنم] .
قال: [فيمر الناس على قدر أعمالهم.
أولهم كلمح البرق، ثم كمر الريح، ثم كأسرع البهائم، ثم كذلك حتى يمر الرجل سعياً وحتى يمر الرجل ماشياً، ثم يكون آخرهم يتلبط على بطنه يقول
يا رب لم أبطأت بي؟ فيقول: لم أبطئ بك إنما أبطأ بك عملك] .
قال: وحدثنا أبو معاوية، عن إسماعيل بن مسلم، عن قتادة قال: قال عبد الله ابن مسعود: [تجوزون الصراط بعفو الله وتدخلون الجنة برحمة الله وتقتسمون المنازل بأعمالكم] .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الزالون على الصراط كثير.
وأكثر من يزل عنه النساء» ذكره أبو الفرج بن الجوزي.
وقال المصطفى صلى الله عليه وسلم: «فإذا صار الناس على طرف الصراط نادى ملك من تحت العرش: يا فطرة الملك الجبار جوزوا على الصراط، وليقف كل عاص منكم وظالم.
فيا لها من ساعة ما أعظم خوفها وما أشد حرها، يتقدم فيها من كان في الدينا ضعيفاً مهيناً، ويتأخر عنها من كان في الدنيا عظيماً مكيناً، ثم يؤذن لجميعهم بعد ذلك بالجواز على الصراط على قدر أعمالهم في ظلمتهم وأنوارهم، فإذا عصف الصراط بأمتي نادوا: وامحمداه
فأبادر من شدة إشفاقي عليهم وجبريل آخد بحجزتي، فأنادي رافعاً صوتي رب أمتي أمتي لا أسألك اليوم نفسي، ولا فاطمة ابنتي والملائكة قيام عن يمين الصراط ويساره ينادون: رب سلم سلم.
وقد عظمت الأهوال واشتدت الأوجال، والعصاة يتساقطون عن اليمين والشمال والزبانية يتلقونهم بالسلاسل والأغلال وينادونهم: أما نهيتم عن كسب الأوزار؟ أما خوفتم عذاب النار؟ أما أنذرتم كل الإنذار، أما جاءكم النبي المختار؟» ذكره أبو الفرج بن الجوزي أيضاً في كتاب روضة المشتاق والطريق إلى الملك الخلاق.
فتفكر الآن فيما يحل بك من الفزع بفؤادك إذا رأيت الصراط ودقته، ثم وقع بصرك على سواد جهنم من تحته، ثم قرع سمعك شهيق النار وتغيظها، وقد كلفت أن تمشي على الصراط مع ضعف حالك، واضطراب قلبك، وتزلزل قدمك وثقل ظهرك بالأوزار، المنعة لك من المشي على بساط الأرض، فضلاً عن حدة الصراط.
فكيف بك إذا وضعت عليه إحدى رجليك فأحسست بحدته، واضطررت إلى أن ترفع القدم الثاني، والخلائق بين يديك يزلون ويعثرون، وتتناولهم زبانية النار بالخطاطيف والكلاليب، وأنت إليهم كيف ينكسون فتسفل إلى جهة النار رؤوسهم، وتعلو أرجلهم فيا له من منظر ما أفظعه، ومرتقى ما أصبعه، ومجاز ما أضيقه.
فصل: ذهب بعض من تكلم على أحاديث هذا الباب في وصف الصراط بأنه أدق من الشعر وأحد من السيف أن ذلك راجع إلى يسره وعسره على قدر الطاعات والمعاصي.
ولا يعلم حدود ذلك إلا الله تعالى لخفائها وغموضها.
وقد جرت العادة بتسمية الغامض الخفي: دقيق.
فضرب المثل له بدقة الشعر.
فهذا والله أعلم من هذا الباب.
ومعنى قوله: «وأحد من السيف» : أن الأمر الدقيق الذي يصعد من عند الله تعالى إلى الملائكة في إجازة الناي على الصراط يكون في نفاذ حد السيف ومضيه إسراعاً منهم إلى طاعته وامتثاله.
ولا يكون له مرد كما أن السيف إذا نفذ بحدة وقوة ضاربة في شيء لم يكن له بعد ذلك مرد.
وإما أن يقال: إن الصراط نفسه أحد من السيف وأدق من الشعر، فذلك مدفوع بما وصف من أن الملائكة يقومون بجنبيه وأن فيه كلاليب وحسكاً أي أن من يمر عليك يقع على بطنه، ومنهم من يزل ثم يقوم.
وفيه أن من الذين يمرون عليه من يعطى النور بقدر موضع قدميه.
وفي ذلك إشارة إلى أن للمارين عليه موطئ الأقدام ومعلوم أن رقة الشعر لا يحتمل هذا كله.
وقال بعض الحفاظ: إن هذه اللفظة ليست ثابتة.
قال المؤلف: ما ذكره القاتل مردود بما ذكرنا من الأخبار، وأن الإيمان يجب بذلك.
وأن القادر على إمساك الطير في الهواء قادر على أن يمسك عليه المؤمن فيجزيه أو يمشيه ولا يعدل عن الحقيقة إلى المجاز إلا عند الاستحالة ولا استحالة في ذلك، للآثار الواردة في ذلك وثباتها بثقل الأئمة العدول {ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور} .
؟
وعن يحيى بن اليمان: رأيت رجلاً نام وهو أسود الرأس واللحية شاب يملأ العين، فرأى في منامه كأن الناس قد حشروا، وإذا بنهر من نار، وجسر يمر الناس عليه، فدعى فدخل الجسر، فإذا هو كحد السيف يمر يميناً وشمالاً، فأصبح أبيض الرأس واللحية.
فصل: أحاديث هذا الباب تبين لك معنى الورود المذكور في القرآن في قوله عز وجل: {وإن منكم إلا واردها} .
روي عن ابن عباس وابن مسعود وكعب الأحبار أنهم قالوا: الورود المرور على الصراط.
رواه السدي عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقيل: الورود الدخول.
روي عن ابن مسعود وعن ابن عباس أيضاً وخالد بن معدان وابن جريج وغيرهم، وحديث أبي سعيد الخدري نص في ذلك على ما يأتي، فيدخلها العصاة بجرائمهم، والأولياء بشفاعتهم.
وذكر ابن المبارك قال: أخبرنا سفيان عن رجل عن خالد بن معدان قال: قالوا ألم يعدنا ربنا أنا نرد النار فقال: إنكم مررتم بها وهي خامدة.
قال ابن المبارك وأخبرنا سعيد الجيزي عن أبي الليل، عن غنيم، عن أبي العوام، عن كعب أنه تلا هذه الآية:{وإن منكم إلا واردها} قال: هل تدرون ما ورودها؟ قالوا: الله أعلم.
قال: فإن ورودها أن يجاء بجهنم وتمسك للناس كأنها متن إهالة حتى إذا استقرت عليها أقدام الخلق برهم وفاجرهم نادى مناد: أن خذي أصحابك، وذرى أصحابي.
فتخسف بكل ولي لها.
لهي أعلم بهم من الوالد بولده وينجو المؤمنون.
وقال مجاهد: ورود المؤمنين هو الحمى التي تصيب المؤمن في دار الدنيا وهي حظ المؤمن من النار فلا يردها.
وأسند أبو عمر بن عبد البر في ذلك حديثاً في التمهيد، «عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد مريضاً من وعك به فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أبشر فإن الله تعالى يقول: هي ناري أسلطها على عبدي المؤمن لتكون حظه من النار» .
وقالت طائفة: الورود النظر إليها في القبر فينجي منها الفائز، ويصلاها قدر عليه دخولها، ثم يخرج منها بالشفاعة أو بغيرها من رحمة الله تعالى، واحتجوا بحديث ابن عمر:[إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي] الحديث.
وقيل: المراد بالورود الإشراف على جهنم والإطلاع عليها والقرب منها.
وذلك أنهم يحضرون موضع الحساب وهو بقرب جهنم فيرونها وينظرون إليها في حالة الحساب، ثم ينجي الله الذين اتقوا مما نظروا إليه، ويصار بهم إلى الجنة ونذر الظالمين أي يؤمر بهم إلى النار، قال الله تعالى:{ولما ورد ماء مدين} أي أشرف عليه لا أنه دخله «وروت حفصة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يدخل النار أحد من أهل بدر، والحديبية قال: فقلت يا رسول الله: وأين قول الله عز وجل: {وإن منكم إلا واردها} ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {ثم ننجي الذين اتقوا} » خرجه مسلم من حديث أم مبشر قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم عند حفصة.
الحديث.
وقيل: الخطاب للكفار في قوله تعالى: {وإن منكم إلا واردها} روى وكيع، عن شعبة، عن عبد الله بن السائب، عن رجل، عن ابن عباس أنه قال في قول الله عز وجل:{وإن منكم إلا واردها} قال: هذا خطاب للكفار.
وروي عنه أنه كان يقرأ {وإن منهم} رداً على الآيات التي قبلها من الكفار قوله: {فوربك لنحشرنهم والشياطين ثم لنحضرنهم} و {أيهم أشد} .
{ثم لنحن أعلم بالذين هم أولى بها صليا * وإن منكم} .
وكذلك قرأ عكرمة وجماعة.
وقالت فرقة: المراد منكم: الكفرة.
والمعنى: قل لهم يا محمد وإن منكم.
وقال الجمهور: المخاطب العالم كله ولا بد من ورود الجميع وعليه نشأ الخلاف في الورود كما ذكرنا والصحيح أن الورود: الدخول لحديث أبي سعيد كما ذكرنا.
وفي مسند الدرامي أبي محمد، «عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يرد الناس النار ثم يصدرون عنها بأعمالهم
فأولهم كلمح البرق ثم كالريح ثم كحضر الفرس، ثم كالراكب في رحله، ثم كشد الرجل في مشيه» .
وقال صلى الله عليه وسلم: «لا يموت لأحد من المسلمين ثلاثة من الولد فتمسه النار إلا تحلة القسم» خرجه الأئمة.
قال الزهري كأنه يريد هذه الآية {وإن منكم إلا واردها} ذكره أبو داود الطيالسي في مسنده، وهذا يبين لك ما ذكرناه لأن المسيس حقيقته في اللغة المماسة إلا أنها تكون برداً وسلاماً على المؤمنين وينجون منها سالمين، قال: خالد بن معدان: إذا دخل أهل الجنة الجنة قالوا: ألم يقل ربنا إنا نرد النار؟ فيقال: قد وردتموها فلقيتموها رماداً.
قلت: والذي يجمع شتات الأقوال: أن يقال إن من وردها، ولم تؤذه بلهبها وحرها فقد أبعد عنها ونجي منها، نجانا الله منها بفضله وكرمه، وجعلنا ممن وردها سالماً، وخرج منها غانماً.
وروي ابن جريج عن عطاء قال: قال أبو راشد الحروري لابن عباس {لا يسمعون حسيسها} فقال له ابن عباس: أمجنون أنت؟ فأين قوله تعالى: {وإن منكم إلا واردها} وقوله: {فأوردهم النار} وقوله: {إلى جهنم ورداً} .
ولقد كان من دعاء من مضى اللهم أخرجني من النار سالماً وأدخلني الجنة فائزاً.
وقد أشفق كثير من العلماء من تحقق الورود، والجهل بالصدر،