الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وذكره أيضاً العامري في شرح الشهاب له.
قلت: حقيقة الذكر طاعة الله تعالى في امتثال أمره واجتناب نهيه.
قال سعيد بن جبير: الذكر طاعة الله فمن لم يطعه لم يذكره، وإن أكثر التسبيح والتهليل وقراءة القرآن.
ولفظه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من أطاع الله فقد ذكره وإن كان ساكتاً، ومن عصى الله فقد نسيه وإن كان قارئاً مسبحاً» .
قال المؤلف رحمه الله: وهذا والله أعلم لأنه كالمستهزئ والمتهاون ومن اتخذ آيات الله هزواً.
وقد قال العلماء في تأويل قوله تعالى: {ولا تتخذوا آيات الله هزواً} أي لا تتركوا أمر الله فتكونوا مقصرين لاعبين، قالوا ويدخل في هذه الآية الاستغفار من الذنب قولاً مع الإصرار فعلاً.
وكذا كل ما كان في هذا المعنى.
والله أعلم.
باب ما لأدنى أهل الجنة ولا لأعلاهم
مسلم «عن المغيرة بن شعبة يرفعه إلى رسوله الله صلى الله عليه وسلم قال: سأل موسى عليه السلام ربه، فقال: يا رب ما أدنى أهل الجنة منزلة؟ قال: هو رجل يأتي بعدما يدخل أهل الجنة الجنة، فيقول: أي رب كيف وقد نزل الناس منازلهم وأخذوا أخذاتهم فيقال له: أترضى أن يكون لك مثل ملك من ملوك الدنيا؟ فيقول: رضيت رب فيقول: لك ذلك ومثله معه، ومثله، ومثله، فقال في الخامسة، رضيت رب، فيقول: هذا لك وعشرة
أمثاله، ولك ما اشتهت نفسك، ولذت عينك، فيقول: رضيت، قال: يا رب فأعلاهم منزلة، قال: أولئك الذين أردت.
غرست كرامتهم بيدي وختمت عليها فلم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر قال: ومصداقه من كتاب الله، {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين} » وقد روي موقوفاً عن المغيرة قوله.
البخاري، «عن عبد الله هو ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن آخر أهل الجنة دخولاً الجنة، وآخر الناس خروجاً من النار، رجل يخرج حبوا، فيقول له ربه: ادخل الجنة فيقول: رب الجنة ملأى، فيقول له ذلك ثلاث مرات كل ذلك يعيد عليه الجنة ملأى، فيقول: إن لك مثل الدنيا عشر مرات» وقد تقدم هذا.
وروي «عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: إن أدنى أهل الجنة منزلة من له سبع قصور قصر من ذهب، وقصر من فضة، وقصر من در، وقصر من زمرد، وقصر من ياقوت وقصر لا تدركه الأبصار، وقصر على لون العرش، في كل قصر من الحلى والحلل والحور العين ما لا يعلمه إلا الله عز وجل» ذكره القتبي في عيون الأخبار له، وفي مراسل الحسن «عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أدنى أهل الجنة منزلة الذير يركب في ألف ألف من خدمه» الحديث وقد تقدم.