الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب ذكر الدابة وصفتها ومتى تخرج ومن أين تخرج وكم لها من خرجة وصفة خروجها وما معها إذا خرجت وحديث الجساسة وما فيها من ذكر الدجال قال الله تعالى: " وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم
"
باب ذكر الدابة وصفتها ومتى تخرج ومن أين تخرج وكم لها من خرجة وصفة خروجها وما معها إذا خرجت وحديث الجساسة وما فيها من ذكر الدجال قال الله تعالى: وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم
وذكر أبو بكر البزار قال: حدثنا عبد الله بن يوسف: حدثنا عبد المجيد بن عبد العزيز، عن موسى بن عبيدة، عن صفوان بن سليم، عن ابن لعبد الله بن مسعود، عن أبيه رضي الله عنه قال: أكثروا من زيادة هذا البيت من قبل أن برفع وينسى الناس مكانه، وأكثروا من تلاوة القرآن من قبل أن يرفع.
قالوا يا أبا عبد الرحمن: هذه
المصاحف ترفع فكيف بما في صدور الرجال؟ قال: يصبحون فيقولون: قد كنا نتكلم بكلام ونقول قولاً فيرجعون إلى شعر الجاهلية وأحاديث الجاهلية وذلك حين يقع القول عليهم.
قال العلماء: معنى وقع القول عليهم: أي وجب الوعيد عليهم لتماديهم في العصيان والعقوق والطغيان وإعراضهم من آيات الله وتركهم تدبرها والنزول على حكمها، وانتهابهم في المعاصي إلى ما لا ينجع معه فيهم موعظة ولا يصرفهم عن غيهم تذكرة يقول عز من قائل ـ فإذا صاروا كذاك:{أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلم} أي دابة تعقل وتنطلق ـ وذلك والله أعلم ليقع لهم العلم بأنه آية من قبل الله تعالى ضرورة فإن الدواب في العادة لا كلام لها ولا عقل.
ابن ماجه، «عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال ذهب بي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى موضع البادية قريب من مكة، فإذا أرض يابسة حولها رمل.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تخرج الدابة من هذا الموضع فإذا فتر في شبر» قال ابن بريدة: فحججت بعد ذلك بسنتين فأرانا عصا له فإذا هو بعصاي هذا وكذا الفتر ما بين السبابة والإبهام إذا فتحتها قاله الجوهري.
وأخرجه الترمذي وقال: حديث حسن.
وذكر أبو داود الطيالسي في مسنده «عن حذيفة قال ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدابة فقال: لها ثلاث خرجات من الدهر: فتخرج في أقصى البادية ولا يدخل ذكرها القرية مكة، ثم تكمن زماناً طويلاً، ثم تخرج خرجة أخرى دون ذلك فيفشو ذكرها في البادية ويدخل ذكرها القرية يعني
مكة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بينما الناس في أعظم المساجد على الله حرمة خيرها وأكرمها على المسجد الحرام لن تدعهم إلا وهي ترغو بين الركن والمقام تنفض عن رأسها التراب فارفض الناس منها شتى ومعاً، وتثبت عصابة من المؤمنين وعرفوا أنهم لن يعجزوا الله فبدأت بهم فجلت وجوههم حتى جعلتها كالكواكب الدري وولت في الأرض لا يدركها طالب ولا ينجو منها هارب، حتى إن الرجل ليتعوذ منها بالصلاة فتأتيه من خلفه، فتقول له يا فلان: الآن تصلي فتقبل عليه فتسمه في وجهه ثم تنطلق ويشترك الناس في الأموال ويصطحبون في الأمصار يعرف المؤمن من الكافر حتى إن المؤمن يقول: يا كافر اقض حقي وحتى إن الكافر يقول يا مؤمن اقض حقي وقد قيل: إنها تسم وجوه الفريقين بالنفخ فتنقش في وجه المؤمن مؤمن وفي وجه الكافر كافر» .
قال المؤلف رحمه الله: ولا يبعد أن تظهر السمة وتتبين بالنفخ فتجمع عليه الأمرين وعلى هذا لا تعارض والله أعلم.
وذكر البغوي أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، حدثنا علي بن الجعد، عن فضيل بن مرزوق الرقاشي الأعز: وسئل عنه يحيى بن معين فقال: ثقة.
عن عطية العوفي عن ابن عمر قال: تخرج الدابة من صدع في الكعبة كجري الفرس ثلاثة أيام لا يخرج ثلثها.
وذكر الميانشي «عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: دابة الأرض تخرج من جياد فيبلغ صدرها الركن ولم يخرج ذنبها بعد وهي دابة ذات وبر وقوائم» .
فصل: هذه الأحاديث وما تقدم من ذكر العلماء في الدابة ويأتي.
يرد قول من قال من المفسرين المتأخرين: إن الدابة إنما هي إنسان متكلم يناظر أهل البدع والكفر ويجادلهم ليتقطعوا، فيهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة.
قال شيخنا أبو العباس: وعلى هذا لا يكون فيها آية خاصة خارقة للعادة ولا يكون من جملة العشر آيات المذكورة في
الحديث، لأن وجود المناظرين والمحتجين على أهل البدع كثير فلا آية خاصة ينبغي أن يذكر من العشر.
قلت: فساد ما قاله هذا المتأخر واضح وأقوال المفسرين بخلافه.
«وروى من حديث هشام بن يوسف القاضي أبي عبد الرحمن الصنعاني، عن رباح بن عبيد الله بن عمر، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بئس الشعب جياد قالوا: وفيم ذلك يا رسول الله؟ قال: تخرج منه الدابة فتصرخ ثلاث صرخات فيسمعها من بين الخافقين لم يتابع رباح على هذا» أخرج الحديث أبو أحمد بن عدي الجرجاني رحمه الله.
وعن عمرو بن العاص قال: تخرج الدابة من مكة من شجرة وذلك في أيام الحج فيبلغ رأسها السحاب وما خرجت رجلاها بعد من التراب ذكره القتبي في عيون الأخبار له.
وأصح أقوال المفسرين بخلاف ما قال: وأنها خلق عظيم يخرج من صدع من الصفا لا يفوتها أحد فتسم المؤمن فينير وجهه وتكتب بين عينيه: مؤمن، وتسم الكافر فيسود وجهه وتكتب بين عينه كافر.
وقال عبد الله بن عمر: تخرج الدابة من جبل الصفا بمكة ينصدع فتخرج منه وقال عبد الله بن عمرو ونحوه، وقال: لو شئت أن أضع قدمي على موضع خروجها لفعلت.
وروي عن قتادة أنها تخرج من تهامة.
وروي أنها تخرج من مسجد الكوفة من حيث نار تنور نوح، وقيل: من أرض الطائف.
وروي عن ابن عمر أنها على خلقة الآدميين وهي في السحاب وقوائمها في الأرض.
وروي عن ابن الزبير: أنها جمعت من خلق كل حيوان.
فرأسها رأس ثور، وعينها عين خنزير، وأذنها أذن فيل، وقرنها قرن أيل، وعنقها عنق نعامة، وصدرها صدر أسد، ولونها لون نمر، وخاصرتها خاصرة هر، وذنبها ذنب
كبش
، وقوائهما قوائم بعير.
بين كل مفصل ومفصل اثنا عشر ذراعاً.
ذكره الثعلبي.
والماوردي وغيرهما.
وحكى النقاش عن ابن عباس: أنها الثعبان المشرف على جدار الكعبة التي اقتلعاها العقاب حتى أرادت قريش بناء الكعبة، ويروى أنها دابة مزعبة شعراً ذات قوائم طولها ستون ذراعاً.
ويقال إنها الجساسة في حديث فاطمة بنت قيس الحديث الطويل.
وخرجه مسلم وذكره الترمذي وأبو داود مختصراً والسياق لمسلم وفيه، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتدرون لم جمعتكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم قال: «إني والله ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة ولكنني جمعتكم لأن تميماً الداري كان رجلاً نصرانياً فبايع وأسلم وحدثني حديثاً وافق الذي كنت أحدثكم عن المسيح الدجال.
حدثني أنه ركب في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلاً من لخم وجذام، فلعب بهم الموج شهراً في البحر ثم أرفأوا إلى جزيرة في البحر حيث مغرب الشمس، قال: فجلسوا في أقرب السفينة فدخلوا الجزيرة فلقيتهم دابة أهلب كثير الشعر لا يدري ما قبله من دبره من كثرة الشعر» .
وقال الترمذي: إن ناساً من أهل فلسطين ركبوا سفينة في البحر فجالت بهم حتى قذفتهم في جزيرة من جزائر البحر، فإذا هم بداية لباسة ناشرة
شعرها، فقالوا: من أنت؟ قالت: أنا الجساسة وذكر الحديث.
راجع سياق مسلم فقالوا: ويلك ما أنت؟ قالت: أنا الجساسة.
قالوا وما الجساسة؟ قالت: أيها القوم انطلقوا إلى هذا الرجل في الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق.
قال لما سمعت لنا رجلاً فرقنا منها أن تكون شيطانة.
قال: فانطلقنا سراعا حتى دخلنا الدير فإذا هو أعظم إنسان رأيناه خلقاً وأشد وثاقاً مجموعة يداه إلى عنقه ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد.
وقال الترمذي: فإذا رجل موثق بسلسلة.
قال أبو داود: فإذا الرجل يجر شعره مسلسلاً في الأغلال ينزو فيها بين السماء والأرض.
قلنا: ويلك ما أنت: قال: قد قدرتم على خبري فأخبروني ما أنتم.
قالوا: نحن ناس من العرب ركبنا سفينة بحرية فصادفنا البحر قد اغتلم فلعب الموج بنا شهراً، ثم أرفأنا إلى جزيرتك هذه فجلسنا في أقربها، فدخلنا الجزيرة فلقينا دابة أهلب كثيرة الشعر لا ندري ما قبله من دبره من كثرة الشعر.
فقلنا: ويلك ما أنت؟ فقالت: أنا الجساسة فقلنا وما الجساسة؟ قالت: اعمدوا إلى هذا الرجل في الدير فإنه إلى خبركم
بالأشواق فأقبلنا إليك سراعا وفزعنا منها وما نأمن أن تكون شيطانة.
فقال: أخبروني عن نخل بيسان.
وقال الترمذي: الذي بين الأردن وفلسطين.
قلنا: عن أي شأنها تستخبر؟ قال: أسألكم عن نخلها هل تثمر؟ قلنا له: نعم.
قال: أما أنها يوشك أن لا تثمر.
قال: أخبروني عن بحيرة طبرية.
قلنا: عن أي شأنها تستخبر؟ قال: هل فيها ماء؟ قالوا: هي كثيرة الماء أما أن ماؤها يوشك أن يذهب.
قال: أخبروني عن عين زغر.
قالوا: عن أي شأنها تستخبر؟ قال هل في العين ماء وهل يزرع أهلها بماء العين؟ قلنا: نعم هي كثيرة الماء وأهلها يزرعون من مائها.
قال أخبرني عن نبي الأميين ما فعل؟ قالوا: قد خرج من مكة ونزل يثرب.
قال: أقاتله العرب؟ قلنا: نعم.
قال: كيف صنع بهم فأخبرناه أنه قد ظهر على من يليه من العرب وأطاعوه.
قال لهم قد كان ذلك؟ قلنا: نعم قال أما إن ذلك هو خير لهم أن يطيعوه وإني مخبركم عني أنا المسيخ الدجال.
وإني أوشك أن يؤذن لي بالخروج فأخرج فأسير في الأرض فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة غير مكة وطيبة هما محرمتان علي كلتاهما كلما أردت أن أدخل واحدة منهما استقبلني ملك بيده السيف مصلتا يصدني عنها وأن على كل نقب منها ملائكة يحرسونها.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وطعن بمخصرته في المنبر هذه طيبة يعني المدينة ألا هل كنت حدثتكم ذلك؟ فقال الناس: نعم.
قال: فإنه أعجبني
حديث تميم الداري فإنه وافق الذي كنت حدثتكم عنه وعن المدينة ومكة، إلا أنه في بحر الشام وبحر اليمن لا بل من قبل المشرق وما هو من قبل المشرق، وأومأ بيده إلى المشرق» قال: حفظت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد خرج ابن ماجه «حديث فاطمة بنت قيس: قالت قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وصعد المنبر وكان لا يصعد عليه مثل ذلك اليوم إلا يوم الجمعة، فاشتد ذلك على الناس فمن بين قائم وجالس فأشار إليهم بيده أن اقعدوا، فو الله ما قمت مقامي إلا لأمر ينفعكم لا رغبة ولا رهبة، ولكن تميم الداري أتاني فأخبرني خبراً منعني القيلولة من الفرح وقرة العين، فأحببت أن أنشر عليكم فرح نبيكم صلى الله عليه وسلم إلا أن ابن عم لتميم الداري أخبرني أن الريح ألجأتهم إلى جزيرة لا يعرفونها، فقعدوا في قوارب السفينة فخرجوا بها فإذا هم بشيء أهدب أسود كثير الشعر.
قالوا لها: ما أنت؟ قالت: أنا الجساسة.
قالوا: أخبرينا.
قالت: ما أنا مخبرتكم شيئاً ولا سائلكتم، وليكن هذا الدير قد رهقتموه فائتوه فإن فيه رجلا بالأشواق إلى أن تخبروه ويخبركم فأتوه فدخلوه عليه، فإذا هم بشيخ موثق شديد الوثاق مظهر الحزن شديد التشكي قال لهم: من أين؟ فقالوا: من الشام.
فقال: ما فعلت العرب؟ قالوا: نحن قوم من العرب عم تسأل؟ قال: ما فعل الرجل الذي خرج فيكم؟ قالوا: خيراً أتى قوماً فأظهره الله عليهم، فأمرهم اليوم جميع إلههم واحد ودينهم واحد ونبيهم واحد.
قال: ما فعلت عين زغر؟ قالوا: خيرا يسقون منها لزروعهم ويستقون منها لشعبهم.
قال: ما فعل نخل بين عمان وبيسان؟ قالوا: يطعم ثمره كل عام.
قال: ما فعلت بحيرة الطبرية؟ قالوا تدفق بجنباتها من كثرة الماء.
قال: فزفر ثلاث زفرات
ثم قال: لو انفلت من وثاقي هذا لم أدع أرضاً إلا وطئتها برجلي هاتين إلا طيبة ليس لي عليها سبيل» .
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إلى هذا انتهى وحيى هذه طيبة والذي نفسي بيده ما فيها طريق ضيق ولا واسع ولا سهل ولا جبل إلا وعليه ملك شاهر سيفه إلى يوم القيامة» .
قال المؤلف رحمه الله: هذا حديث صحيح، وقد خرجه مسلم والترمذي وأبو داود وغيرهم رضي الله عنهم.
وقد قيل: إن الدابة التي تخرج هي الفصيل الذي كان لناقة صالح عليه السلام، فلما قتلت الناقة هرب الفصيل بنفسه فانفتح له حجر فدخل فيه ثم انطبق عليه، فهو فيه إلى وقت خروجه حتى يخرج بإذن الله تعالى.
قلت: ويدل على هذا القول حديث حذيفة المذكور في هذا الباب وفيه: وهي ترغو والرغال إنما هو للإبل والله أعلم.
ولقد أحسن من قال:
واذكر خروج فعيل ناقة صالح
…
يسم الورى بالكفر والإيمان
فصل: وقد استدل من قال من العلماء: إن الدجال ليس ابن صياد بحديث الجساسة وما كان في معناه، والصحيح أن ابن صياد هو الدجال بدلالة ما تقدم وما يبعد أن يكون بالجزيرة ذلك الوقت، ويكون بين أظهر الصحابة في وقت آخر إلى أن فقدوه يوم الحرة، وفي كتاب أبي داود في خبر الجساسة من
حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: شهد جابر أنه هو ابن صياد
قلت فإنه قد مات قال: وإن مات.
قلت: فإنه قد أسلم قال وإن أسلم.
قلت: فإنه قد دخل المدينة.
قال: وإن دخل المدينة.
وذكر سيف بن عمر في كتاب الفتوح والردة: ولما نزل أبو سبرة في الناس على السوس وأحاط المسلمون بها وعليهم الشهربان أخو الهرمزان ناوشوهم القتال.
كل ذلك يصيب أهل السوس من المسلمين.
فأشرف عليهم يوما الرهبان والقسيسيون فقالوا: يا معشر العرب إن مما عهد علماؤنا وأوائلنا أنه لا يفتح السوس إلا ال أو قوم فيهم الدجال.
فإن كان الدجال فيكم فستفتحونها وإن لم يكن فيكم فستفتحونها وإن لم يكن فيكم فلا تعنوا أنفسكم بالحصار.
قال وصاف ابن صياد يومئذ مع النعمان في جند فأتى باب السوس غضبان فدقه برجله وقال: انفتح فطار فتقطعت السلاسل وتكسرت الأغلاق وتفتحت الأبواب ودخل المسلمون، وقصته مع أبي سعيد، وقوله: والله إني لأعرفه وأعرف مولده وأين هو الآن.
وقال الترمذي: وأين هو الساعة من الأرض وأعرف والده كالنص في أنه هو واحتجاجه بأنه مسلم وولد له ودخل المدينة وهو يريد مكة تلبس منه، وأنه سيكفر إذا خرج، وحينئذ لا يولد له ولا يدخل مكة والمدينة، والله أعلم.
وقوله: ارفأوا: أي الجأوا إلى جزيرة لجأوا مرفأ السفينة حيث ترسي، يقال: أرفأت السفينة إذا قربتها من الشط، وذلك الموضع مرفأ، وأرفأت إليه لجأت إليه، وأقرب السفينة هي القوارب الصغار يتصرف بها ركاب السفينة والواحد قارب على غير قياس.
قال الخطابي والماذري: والمهلب: الشعر الغليظ، وقال: أهلب على معنى الحبوان أو الشخص ولو راعى اللفظ لقال هلبا كأحمر وحمر.
والأهلب أيضاً عند بعض أهل اللغة: الذي لا شعر عليه وهو من الأضداد واستفهامهم منها: ظناً منهم أنها ممن لا تعقل، فلما كلمتهم، فرقوا: أي فزعوا.
واغتلام البحر: هيجانه وتلاطم أمواجه وبيسان وزغر: موضعان بالشام بين الأردن وفلسطين.
كما في حديث الترمذي.
قال الحافظ أبو الخطاب بن دحية: كانت بيسان مدينة وفيها سوق كبيرة وعين تسمى عين فلوس يسقى منها، وبحيرة طبرية هي بحيرة عظيمة طولها عشرة أميال وعرضها ستة أميال وموجها في سور قلعتها وهي عميقة تجري فيها السفن ويصاد منها السمك وماؤها حلو فرات، وبين بحيرة طبرية وبيت المقدس نحو من مائة ميل وهي من الأردن ولزمتها