الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وسيأتي في القصاص.
وفي أبواب النار جملة منها إن شاء الله تعالى.
باب لا تخرج روح عبد مؤمن أو كافر حتى يبشر وأنه يصعد بها
ابن المبارك قال: أخبرنا حيوة قال: أخبرني أبو صخر عن محمد بن كعب القرظي قال: إذا استنقعت نفس العبد المؤمن جاءه ملك الموت فقال: السلام عليك يا ولي الله، الله يقرئك السلام ثم نزع بهذه الآية {الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم} .
وقال ابن مسعود: إذا جاء ملك الموت ليقبض روح المؤمن قال: ربك يقرئك السلام.
وعن البراء بن عازب في قوله: {تحيتهم يوم يلقونه سلام} فيسلم ملك الموت على المؤمن عند قبض روحه، لا يقبض روحه حتى يسلم عليه.
وقال مجاهد: إن المؤمن ليبشر بصلاح ولده من بعده لتقر عينه.
ابن ماجه «عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تحضر
الملائكة فإذا كان الرجل صالحاً قالوا: أخرجي أيتها النفس الطيبة كانت في الجسد الطيب.
أخرجي حميدة وأبشري روح وريحان ورب راض غير غضبان.
فلا يزال يقال لها ذلك حتى تخرج، ثم يعرج بها إلى السماء، فيفتح لها فيقال: من هذا؟ فيقولون: فلان بن فلان فيقال: مرحباً بالنفس الطيبة كانت في الجسد الطيب.
ادخلي حميدة وأبشري بروح وريحان ورب راض غير غضبان.
فلا يزال يقال لها ذلك حتى تنتهي إلى السماء التي فيها الله تعالى.
فإذا كان الرجل السوء قال: اخرجي أيتها النفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث.
أخرجي ذميمة وأبشري بجحيم وغساق لآخر من شكله أزواج.
فلا يزال يقال لها ذلك حتى تخرج، ثم يعرج بها إلى السماء فيستفتح لها فيقال: من هذا؟ فيقال: فلان.
فيقال: لا مرحباً بالنفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث.
ارجعي ذميمة فإنها لا تفتح لك أبواب السماء.
فترسل من السماء ثم تصير إلى القبر» .
خرجه عن أبي بكر بن أبي شبيبة.
قال: حدثنا شبابة بن يسار، سوار عن أبي ذئب عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة وهذا إسناد صحيح ثابت اتفق على رجاله البخاري ومسلم ما عدا ابن أبي شيبة فإنه لمسلم وحده خرجه عبد بن حميد أيضاً «عن ابن أبي ذئب قال محمد بن عمر، فحدثني سعيد بن يسار عن أبي هريرة عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الميت تحضرة الملائكة، فإذا كان الرجل الصالح قالوا: اخرجي أيتها الروح الطيبة» فذكره مسلم «عن أبي هريرة قال: إذا خرجت روح العبد المؤمن تلقاها ملكان يصعدان بها» .
قال حماد: فذكر من طيب ريحها وذكر المسك: قال ويقول أهل السماء: روح طيبة جاءت من قبل الأرض.
صلى الله عليك وعلى جسد كنت تعمرينه.
فينطلق بها إلى ربه ثم يقول: انطلقوا بها إلى آخر الأجل، وإن الكافر إذا خرجت روحه قال حماد: وذكر من نتنها وذكر لعناً.
ويقول أهل السماء: روح خبيثة جاءت من قبل الأرض قال: فيقال: انطلقوا بها إلى آخر الآجل قال أبو هريرة: فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم ريطة كانت عليه على أنفه هكذا.
البخاري.
عن عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه» ، فقالت عائشة ـ أو بعض أزواجه: إنا لنكره الموت فقال: «ليس ذاك ولكن المؤمن إذا حضره الموت بشر برضوان من الله وكرامته فليس شيء أحب إليه مما أمامه فأحب لقاء الله وأحب الله لقاءه وإن الكافر إذا حضره الموت بشر بعذاب الله وعقوبته فليس شيء أكره إليه مما أمامه فكره لقاء الله وكره الله لقاءه،» أخرجه مسلم وابن ماجه من حديث عائشة وابن المبارك من حديث أنس رضي الله عنه.
فصل: هذا الحديث.
وإن كان مفسراً مبيناً.
فقد روي عن عائشة رضي الله عنها في تفسير هذا الحديث أنها قالت لشريح بن هاني وقد سألها عما سمعه من أبي هريرة وليس بالذي تذهب إليه، ولكن إذا شخص البصر وحشرج الصدر واقشعر الجلد تشنجت الأصابع فعند ذلك من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه.
خرجه مسلم.
وروي عنها أيضاً في تفسيره أنها قالت إذا أراد الله بعبد خيراً قيض به قبل موته بعام ملكاً فسدده ووقفه حتى يقول الناس: مات فلان خير ما كان، فإذا أحضر ورأى ثوابه تهوع نفسه أو قال تهوعت نفسه، فذلك حين أحب لقاء الله وأحب الله لقاءه، وإذا أراد الله بعبده شراً قيض له قبل موته بعام شيطاناً فأضله وفتنه حتى يقول الناس مات فلان شر ما كان فإذا أحضر ورأى ما ينزل به من العذاب تبلغ نفسه فذلك حين يكره لقاء الله وكره الله لقاءه.
وخرج الترمذي في أبواب القدر «عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن الله عز وجل إذا أراد بعبد خيراً استعمله.
فقيل: كيف يستعمله يا رسول الله؟ قال: يوفقه لعمل صالح قبل الموت» .
قال أبو عيسى هذا حديث صحيح.
قال الشيخ المؤلف رحمه الله ومنه الحديث الآخر: «إذا أراد الله بعبده خيراً عسله.
قالوا يا رسول الله وما عسله؟ قال: يفتح الله له عملاً صالحاً بين يدي موته متى يرضى عنه من حوله» .
وعن قتادة في تفسير قوله تعالى: {فروح وريحان} قال: الروح: الرحمة، والريحان: تتلقاه به الملائكة عند الموت.
وروى ابن جريج «عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لعائشة: في تفسير قوله تعالى: {حتى إذا جاء أحدهم الموت قال: رب ارجعون} إذا عاين المؤمن الملائكة قالوا: نرجعك إلى الدنيا؟ فيقول إلى دار الهموم والأحزان؟ ويقول قدماً إلى الله عز وجل، وأما الكافر فيقولون: نرجعك إلى الدنيا؟ فيقول: {ارجعون * لعلي أعمل صالحاً} الآية وأما قوله في الحديث حتى ينتهي إلى السماء التي فيها الله تعالى
فالمعنى أمر الله وحكمه وهي السماء السابعة التي عندها سدرة المنتهى التي إليها يصعد ما يعرج به من الأرض ومنها يهبط ما ينزل به منها» .
كذا في صحيح مسلم من حديث الإسراء.
وفي حديث البارء أنه ينتهي به إلى السماء وسيأتي إن شاء الله تعالى.
وقد كنت تكلمت مع بعض أصحابنا القضاة ممن له علم ونظر، ومعنا جماعة من أهل النظر فيما ذكر أبو عمر بن عبد البر من قوله:{الرحمن على العرش استوى} فذكرت له هذا الحديث فما كان منه إلا أن بادر إلى عدم صحته ولعن رواته وبين أيدينا رطب نأكله، فقلت له: الحديث صحيح خرجه ابن ماجه في السنن ولا ترد
الأخبار بمثل هذا القول، بل تتأول وتحمل على ما يليق من التأويل والذين رووا لنا الصلوات الخمس وأحكامها، فإن صدقوا هنا صدقوا هناك وإن كذبوا هناك ولا تحصل الثقة بأحد منهم فيما يرويه.
وقد خرج البزار في مسنده «من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن المؤمن إذا احتضر أتته الملائكة بحريرة فيها مسك وضبائر ريحان فتسل روحه كما تسل الشعرة من العجين ويقال: {يا أيتها النفس المطمئنة * ارجعي إلى ربك راضية} مرضياً عنك إلى روح الله وكرامته، فإذا خرجت روحه وضعت على ذلك المسك والريحان وطيت عليها الحريرة وذهب بها إلى