الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال الحسن: تنضجهم النار في اليوم سبعين ألف مرة، والعصاة بخلاف هؤلاء فيعذبون وبعد ذلك يموتون.
وقد تختلف أيضاًأحوالهم في طول التعذيب بحسب جرائمهم وآثامهم.
وقد قيل إنه يجوز أن يكونوا متألمين حالة موتهم، غير أن آلام المؤمنين تكون أخف من آلام الكفار، لأن آلام المعذبين وهم موتى أخف من عذابهم وهم أحياء، دليله قوله تعالى:{وحاق بآل فرعون سوء العذاب * النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب} فأخبر أن عذابهم إذا بعثوا أشد من عذابهم وهم موتى.
ومثله ما جاء في حديث البراء من قول الكافر: رب لا تقم الساعة، رب لا تقم الساعة، رب لا تقم الساعة.
يرى أن ما يخلص له من عذاب الآخرة أشد مما هو فيه، وقد يكون ما جاء في الخطباء هو عذابهم في القبور، في أعضاء مخصوصة كغيرهم، كما جاء في حديث سمرة الطويل على ما تقدم.
إلا أن قوله في حديث أسامة بن زيد يوم القيامة يدل على غير ذلك.
وقد يحتمل أن يجمع لهم الأمران لعظم ما ارتكبوه من مخالفة قولهم فعلهم، ونعوذ بالله من ذلك.
باب ما جاء في طعام أهل النار وشرابهم ولباسهم
قال الله تعالى: {فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار} وقال {سرابيلهم من قطران} وقال: {إن شجرة
الزقوم * طعام الأثيم * كالمهل يغلي في البطون} وقال: {لا يذوقون فيها برداً} أي نوماً.
{ولا شراباً * إلا حميماً وغساقاً * جزاء وفاقاً} وقال: {وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقاً} وقال عز من قائل {تسقى من عين آنية * ليس لهم طعام إلا من ضريع} وقال {فليس له اليوم هاهنا حميم * ولا طعام إلا من غسلين} .
قال الهروي: معناه من صديد أهل النار، وما ينغسل ويسيل من أبدانهم.
قلت: وهو الغساق أيضاً.
وذكر ابن المبارك: أخبرنا سفيان، عن منصور، عن إبراهيم وأبي رزين في قوله تعالى {هذا فليذوقوه حميم وغساق} قالا: ما يسيل من صديدهم، وقيل الغساق: القيح الغلظ المنتن.
وذكر ابن وهب، عن عبد الله بن عمر، قال الغساق: القيح الغلظ، لو أن قطرة منه تهراق في المغرب أنتنت أهل المشرق ولو أنها تهراق في المشرق أنتنت أهل المغرب وقيل: الغساق الذي لا يستطيع من شدة برده، وهو الزمهرير.
وقال كعب: الغساق عين في جهنم يسيل إليها حمة كل ذات حمة فستنفع، ويؤتى بالآدمي فيغمس فيها غمسة فيسقط جلده ولحمه عن العظام، فيجر لحمه في كعبيه كما يجر الرجل ثوبه.
وقوله {جزاء وفاقاً} أي وافق أعمالهم الخبيثة.
واختلف في الضريع فقيل: هو النبت ينبت في الربيع، فإذا كان في