الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أهواؤهم عليهم أتتهم الشياطين فدعتهم إلى اليهودية والنصرانية بأهوائهم يميناً وشمالاً.
قلت: وهذا أيضاً يقوي ما أخذناه من أطفال المشركين في الجنة، وحديث عياض بن حماد خرجه مسلم في صحيحه وحسبك حسبك.
وللعلماء في الفطرة أقول قد ذكرناها في كتاب جامع أحكام القرآن من سورة الروم، والحمد لله.
باب منه وفي ثواب من قدم ولدا
مسلم عن أبي حسان قال: قلت لأبي هريرة رضي الله عنه أنه مات لي ابنان فما أنت محدثي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تطيب به أنفسنا عن موتانا؟ قال: نعم صغارهم دعاميص الجنة يتلقى أحدهم أباه أو قال أبويه فأخذ بثوبه أو قال بيده كما آخذ أنا بصنيعة ثوبك هذا فلا يتناهى أو قال فلا ينتهي حتى يدخله الله وأبويه الجنة.
وخرج أبو داود الطيالسي قال: «حدثنا شعبة، عن معاوية بن قرة، عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يختلف إليه رجل من الأنصار معه ابن له، فقال له
رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم: أتحبه يا فلان؟ فقال: نعم.
قال: أحبك الله كما أحبه ففقده النبي صلى الله عليه وسلم، فسأله عنه فقالوا يا رسول الله مات ابنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما ترضى أو لا ترضى أن لا تأتي باباً من أبواب الجنة إلا جاء يسعى حتى يفتحه لك فقالوا يا رسول الله: أله واحده ألم لنا كلنا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بل لكلكم» .
ذكره أبو عمر في التمهيد أيضاً.
وقال هذا حديث حسن ثابت صحيح.
وخرج أبو داود الطيالسي في مسنده قال: «حدثنا هشام عن قتادة عن راشد عن عبادة بن الصامت: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: والنفساء يجرها ولدها يوم القيامة بسرره إلى الجنة» .
فصل
هذا الحديث يدل على أن صغار أولاد المؤمنين في الجنة، وهو قول أكثر أهل العلم كما بينا في الباب قبل هذا وهو مقتضى ظاهر قول الله عز وجل {والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم} كما تقدم.
وقد أنكر بعض العلماء
الخلاف فيهم، وهذا فما عدا أولاد الأنبياء عليهم السلام، فإنه قد تقرر الإجماع على أنهم في الجنة.
حكاه أبو عبد الله المازري.
ودعاميص: جمع دعموص وهو دويبة تغوص في الماء والجمع دعاميص ودعامص قال الأعشى:
فما ذنبنا أن حاش لي بحر علمكم
…
وبحرك ساج لا يوارى الدعامصا
وقد قيل: إن الدعموص يراد به الآذن على الملوك المتصرف بين أيدهم.
قال أمية ابن الصلت:
دعموص أبواب الملوك، وجانب للخرق فاتح.
وهذا هو المراد بالحديث.
وفي صحيح البخاري «عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: من مات له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث كانوا له حجاباً من النار وأدخله الجنة» .
قال المؤلف رحمه الله: قوله عليه الصلاة والسلام: لم يبلغوا الحنث معناه عند أهل العلم: لم يبلغوا الحلم ولم يبلغوا أن يلزمهم حنث.
وقد روى الترمذي «عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قدم ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحلم كانوا له حصناً حصيناً من النار.
قال أبو ذر قدمت اثنين قال واثنين.
فقال أبي بن كعب سيد القراء قدمت واحداً.
قال وواحداً ولكن إنما ذاك عند الصدمة الأولى» .
قال أبو عيسى: هذا حديث غريب، وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه.
خرجه ابن ماجه أيضاً.
وفي هذا كله دليل على أن أطفال المسلمين في الجنة لأن الرحمة إذا نزلت بآبائهم استحال أن يرحموا من أجل من ليس بمرحوم.
قال أبو عمر بن عبد البر: وهذا إجماع من العلماء في أن أطفال المسلمين في الجنة ولم يخالف في ذلك إلا فرقة شذت من المجرة، فجعلتهم في المشية وهو قول مهجور مردود بإجماع الحجة الذين لا يجوز مخالفتهم ولا يجوز على مثلهم الغلط.
إلا ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من أخبار الآحاد الثقات العدول وأن قوله صلى الله عليه وسلم: «الشقي من شقى في بطن أمه وأن الملك ينزل فيكتب أجله ورزقه» الحديث مخصوص.
وأن مات من أطفال المسلمين قبل الاكتساب فهو ممن سعد وهو في بطن أمه ولم يشق بدليل الأحاديث والإجماع.
وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم لعائشة: «إن الله خلق الجنة وخلق لها أهلاً، وهم في أصلاب آبائهم، وخلق النار، وخلق لها أهلاً وهم في أصلاب آبائهم» ساقط ضعيف مردود بالإجماع والآثار، وطلحة بن يحيى الذي