الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهو محتاج، والصدقة ربما وضعت في يدي غني» .
باب ما جاء في درج الجنة وما يحصلها للمؤمن
الترمذي رحمه الله، «عن عطاء بن يسار عن معاذ بن جبل قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الجنة مائة درجة، كل درجة منها ما بين السماء والأرض وإن أعلاها الفردوس وأوسطها الفردوس وإن العرش على الفردوس، منها تفجر أنهار الجنة، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس» قال الترمذي: عطاء هذا لم يدرك معاذ بن جبل.
قلت: قد خرجه البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه كما تقدم، فهو صحيح متصل.
وذكر ابن وهب قال: «أخبرني عبد الرحمن بن زياد بن أنعم أنه سمع عتبة بن عبيد الضبي يذكر عمن حدثه أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال يا رسول الله: كم في الجنة من درجة؟ قال: مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين
السماء والأرض أول درجة منها دورها وبيوتها وأبوابها وسررها، ومغاليقها من فضة، والدرجة الثانية دورها وبيوتها وأبوابها وسررها ومغاليقها من ذهب، والدرجة الثالثة دورها وبيوتها وأبوابها وسررها، ومغاليقها من ياقوت ولؤلؤ وزبرجد، وسبع وتسعون درجة لا يعلم ما هي إلا الله» .
الترمذي «عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الجنة مائة درجة لو أن العالمين اجتمعوا في إحداهن لوسعتهم» ، قال: هذا حديث غريب.
ابن ماجه، «عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقال لصاحب القرآن إذا دخل الجنة اقرأ واصعد، فيقرأ ويصعد بكل آية درجة حتى يقرأ آخر شيء معه» .
وخرجه أبو داود، «عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها» .
وذكر أبو حفص عمر بن عبد المجيد القرشي الميانشي في كتاب الاختبار في اللح من الأخبار والآثار «عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: درج الجنة على عدد آي القرآن، لكل آية درجة.
فتلك ستة آلاف ومائتا آية وستة عشر آية، بين كل درجتين مقدار ما بين السماء والأرض، وينتهى به إلى أعلى
عليين، لها سبعون ألف ركن وهي ياقوتة تضيء مسيرة أيام وليالي» .
وقالت عائشة رضي الله عنها: إن عدد آي القرآن على عدد درج الجنة، فليس أحد دخل الجنة أفضل ممن قرأ القرآن.
ذكره مكى رحمه الله.
فصل: قال علماؤنا رحمة الله عليهم: حملة القرآن وقراؤه هم العالمون بأحكامه وبحلاله وحرامه والعاملون بما فيه.
وقال مالك: قد يقرأ القرآن من لا خير فيه، وقد تقدم حديث العباس بن عبد المطلب في أبواب النار، وحديث أبي هريرة فيمن تعلم العلم وقرأ القرآن عجباً ورياء، ما فيه لمن كفاية لمن تدبر.
وروى أبو هدبة إبراهيم بن هدبة قال: «حدثنا أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من تعلم القرآن وعلمه ولم يأخذ بما فيه وحرفه كان عليه شهيداً ودليلاً إلى جهنم، ومن تعلم القرآن وأخذ بما فيه كان له شهيداً ودليلاً إلى الجنة» .
وفي البخاري: «مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن ويعمل به كلأترجة، طعمها طيب وريحها طيب، والمؤمن الذي لا يقرأ القرآن ويعمل به كالثمرة طعمها طيب ولا ريح لها» ، وذكر الحديث.
وقد أشبعنا القول فيه في قارئ القرآن وأحكامه في كتاب التذكار في فضل الأذكار وفي مقدمة: جامع أحكام القرآن ما فيه كفاية