الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فارجعا إليه فيلتمع من كل واحد منهما برقة تكاد تخطف الأبصار نوراً، فيختلطان بنور العرش، فذلك قوله تعالى {إنه هو يبدئ ويعيد} .
ذكره الثعلبي في كتاب العرائس له، والله أعلم.
باب ما جاء في صفة جهنم وحرها وشدة عذابها
الترمذي «عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أوقد على النار ألف سنة حتى احمرت، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى ابيضت، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى اسودت فهي سوداء مظلمة» قال أبو عيسى وحديث أبي هريرة في هذا الباب موقوف أصح ولا أعلم أحداً رفعه غير يحيى بن أبي بكير عن أبي شريك.
ابن المبارك، عن أبي هريرة قال: إن النار أوقدت ألف سنة فابيضت ثم أوقدت ألف سنة فاحمرت، ثم أقوقدت ألف سنة فاسودت فهي مظلمة كسواد الليل.
مالك، عن عمه أبي سهيل بن مالك، عن أبيه، عن أبي هريرة أنه قال ترونها كناركم لهي أشد سواداً من القار والقار: هو الزفت.
ابن المبارك قال: أخبرنا سفيان، عن سليمان عن أبي ظبيان، عن سلمان قال: النار سوداء لا يضيء لهبها ولا جمرها ثم قرأ {كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها} .
مالك، و «عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أصح ناركم التي توقدون جزء من سبعين جزءاً من نار جهنم.
قالوا يا رسول الله: وإن كانت لكافية.
قال: فإنها فضلت بتسعة وستين جزءا» أخرجه مسلم وزاد: كلها مثل حرها.
ابن ماجه، «عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ناركم هذه جزء من سبعين جزءاً من نار جهنم ولولا أنها أطفئت بالماء مرتين ما كان لأحد فيها منفعة» .
وفي خبر آخر، عن ابن عباس، وهذه النار قد ضربت بماء البحر سبع مرات ولولا ذلك ما انتفع بها.
ذكره أبو عمر رحمه الله، وقال عبد الله بن مسعود: ناركم هذه جزء من سبعين جزءاً من نار جهنم، ولولا أنه ضرب بها البحر عشر مرات ما انتفعتم منها بشيء] .
وسئل ابن عباس عن نار الدنيا مم خلقت؟ قال: من نار جهنم غير أنها أطفئت بالماء سبعين مرة ولولا ذلك ما قربت لأنها من نار جهنم.
مسلم «عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يؤتى بأنعم أهل الدنيا يوم القيامة من أهل النار فيصبغ في النار صبغة ثم يقال: يا ابن آدم هل رأيت خيراً قط، هل مر بك نعيم قط؟ فيقول: لا.
والله يا رب، ويؤتى بأشد الناس بؤساً في الدنيا من أهل الجنة فيصبغ صبغة في الجنة فيقال له: هل رأيت بؤساً قط، هل مر بك شدة قط؟ فيقول: لا والله يا رب ما مر بي بؤس قط، ولا رأيت شدة قط» .
وخرج البزار في مسنده، «عن أبي هريرة قال في مسنده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان في المسجد مائة ألف أو يزيدون ثم تنفس رجل من أهل النار لأحرقهم» .
فصل: قوله: ناركم هذه التي يوقد ابن آدم جزء من سبعين جزء من نار جهنم يعني أنه لو جمع كل ما في الوجود من النار التي يوقدها ابن آدم لكانت جزءاً من جزءاً من أجزاء جهنم المذكور: بيانه، أنه لو جمع حطب الدنيا فأوقد كله حتى صار ناراً لكان الجزء الواحد من أجزاء نار جهنم الذي هو من سبعين جزءاً أشد من حر نار الدنيا، كما بينه في آخر الحديث.
وقوله: وإن كانت لكافية إن هنا مخففة من الثقيلة عن البصريين نظيره {وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله} أي إنها كانت كافية فأجابهم النبي صلى الله عليه وسلم: «بأنها كما فضلت عليها في المقدار والعدد بتسعة وستين فضلت عليها أيضاً في شدة الحر بتسعة وستين ضعفاً» .
وقال كعب الأحبار: والذي نفس كعب بيده، لو كنت بالمشرق والنار بالمغرب، ثم كشف عنها لخرج دماغك من منخريك من شدة حرها.
يا قوم هل لكم بهذا قرار؟ أم لكم على هذا صبر؟ يا قوم طاعة الله أهون عليكم من هذا العذاب فأطيعوه.