المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌نبذ من أقوال العلماء في تفسير كلمات وآيات من القرآن وردت في ذكر الجنة وأهلها - التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة

[القرطبي]

فهرس الكتاب

- ‌باب النهي عن تمني الموت والدعاء به لضر نزل في المال والجسد

- ‌باب جواز تمني الموت والدعاء به خوف ذهاب الدين

- ‌باب ذكر الموت والاستعداد له

- ‌في أمور تذكر الموت والأخرة ويزهد في الدنيا

- ‌باب منه، وما يقال عند دخول المقابر وجواز البكاء عندها

- ‌باب المؤمن يموت بعرق الجبين

- ‌باب منه في خروج نفس المؤمن والكافر

- ‌باب ما جاء أن للموت سكرات وفي تسليم الأعضاء بعضها على بعض وفيما يصير الإنسان إليه

- ‌باب الموت كفارة لكل مسلم

- ‌باب لا يموت أحد وهو يحسن بالله الظن وفي الخوف من الله تعالى

- ‌باب تلقين الميت لا إله إلا الله

- ‌باب من حضر الميت فلا يلغو وليتكلم بخير وكيف الدعاء للميت إذا مات وفي تغميضه

- ‌باب منه وما يقال عند التغميض

- ‌باب ما جاء أن الميت يحضر الشيطان عند موته وجلساؤه في الدنيا وما يخاف من سوء الخاتمة

- ‌باب ما جاء في سوء الخاتمة وما جاء أن الأعمال بالخواتيم

- ‌بالب ما جاء في رسل ملك الموت قبل الوفاة

- ‌باب متى تنقطع معرفة العبد من الناس وفي التوبة وبيانها. وفي التائب من هو

- ‌باب لا تخرج روح عبد مؤمن أو كافر حتى يبشر وأنه يصعد بها

- ‌باب ما جاء في تلاقي الأرواح في السماء والسؤال عن أهل الأرض وفي عرض الأعمال

- ‌باب منه

- ‌باب في شأن الروح وأين تصير حين تخرج من الجسد

- ‌باب كيفية التوفي للموتى؟ واختلاف أحوالهم في ذلك

- ‌باب ما جاء في صفة ملك الموت عن قبض روح المؤمن والكافر

- ‌باب ما جاء أن ملك الموت عليه السلام هو القابض لأرواح الخلق وأنه يقف على كل بيت في كل يوم خميس مرات وعلى كل ذي روح كل ساعة وأنه ينظر في وجوه العباد كل يوم سبعين نظرة

- ‌باب ما جاء في سبب قبض ملك الموت لأرواح الخلق

- ‌باب ما جاء أن الروح إذا قبض تبعه البصر

- ‌باب ما جاء في تزاور الأموات في قبورهم واستحسان الكفن لذلك

- ‌باب الإسراع بالجنازة وكلامها

- ‌باب بسط الثوب على القبر عند الدفن

- ‌باب ما جاء في قراءة القرآن عند القبر حالة الدفن وبعده وأنه يصل إلى الميت ثواب ما يقرأ ويدعى ويستغفر له ويتصدق عليه

- ‌باب يدفن العبد في الأرض التي خلق منها

- ‌باب ما جاء أن كل عبد يذر عليه من تراب حفرته وفي الرزق والأجل، وبيان قوله تعالى " مخلقةً وغير مخلقةٍ

- ‌باب مايتبع الميت إلى قبره وبعد موته وما يبقى معه فيه

- ‌باب ما جاء في هول المطلع

- ‌باب ماجاء أن القبر أول منازل الآخرة وفي البكاء عنده، وفي حكمه والاستعداد له

- ‌باب ما جاء في اختيار البقعة للدفن

- ‌باب يختار للميت قوم صالحون يكون معهم

- ‌باب ما جاء أن الموتى يتزاورون في قبورهم واستحسان الكفن لذلك

- ‌باب ما جاء في كلام القبر كل يوم وكلامه للعبد إذا وضع فيه

- ‌باب ما جاء في ضغط القبر على صاحبه وإن كان صالحاً

- ‌باب منه وما جاء أن الميت يعذب ببكاء أهله عليه وهم من شر الناس له

- ‌باب ما ينجي من ضغطة وفتنته

- ‌باب ما يقال عند وضع الميت في قبره وفي اللحد في القبر

- ‌باب الوقوف عن القبر قليلاً بعد الدفن والدعاء بالتثبيت له

- ‌باب ما جاء في تلقين الإنسان بعد موته شهادة الإخلاص في لحده

- ‌باب في نسيان أهل الميت ميتهم وفي الأمل والغفلة

- ‌باب في رحمة الله بعبده إذا أدخل في قبره

- ‌باب متى يرتفع ملك الموت عن العبد؟ وبيان قوله تعالى: " وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد " وقوله تعالى: " لتركبن طبقاً عن طبق

- ‌باب في سؤال الملكين للعبد وفي التعوذ من عذاب القبر وعذاب النار

- ‌باب ذكر حديث البراء المشهور الجامع لأحوال الموتى عند قبض أرواحهم وفي قبورهم

- ‌الرد على الملحدة

- ‌الفصل الأول

- ‌الفصل الثاني

- ‌الفصل الثالث

- ‌الفصل الرابع

- ‌الفصل الخامس

- ‌الفصل السادس

- ‌باب ما جاء في صفة الملكين صلوات الله عليهما وصفة سؤالهما

- ‌باب اختلاف الآثار في سعة القبر على المؤمنين بالنسبة إلى أعمالهم

- ‌باب ما جاء في عذاب القبر وأنه حق وفي اختلاف عذاب الكافرين وفي قبورهم وضيقها عليهم

- ‌باب منه في عذاب الكافر في قبره

- ‌باب ما يكون منه عذاب القبر واختلاف أحوال العصاة فيه بحسب اختلاف معاصيهم

- ‌باب ماجاء في بشرى المؤمن في قبره

- ‌باب ما جاء في التعوذ من عذاب القبر وفتنته

- ‌باب ما جاء أن البهائم تسمع عذاب القبر

- ‌باب ما جاء أن الميت يسمع ما يقال

- ‌باب ما ينجي المؤمن من أهوال القبر وفتنته وعذابه

- ‌باب ما جاء أن الميت يعرض عليه مقعده بالغداة والعشي

- ‌باب ما جاء أن أرواح الشهداء في الجنة دون أرواح غيرهم

- ‌باب كم الشهداء؟ ولم سمي شهيداً؟ ومعنى الشهادة

- ‌باب ما جاء أن الإنسان يبلى ويأكله التراب إلا عجب الذنب

- ‌باب لا تأكل الأرض أجساد الأنبياء ولا الشهداء. وأنهم أحياء

- ‌باب في انقراض هذا الخلق وذكر النفخ والصعق وكم بين النفختين؟ وذكر البعث والنشر والنار

- ‌باب في قول الله تعالى

- ‌باب يفنى العباد ويبقى الملك الله وحده

- ‌باب البرزخ

- ‌باب ذكر النفخ الثاني للبعث في الصور

- ‌باب منه في صفة البعث وما آية ذلك في الدنيا وأول ما يخلق من الإنسان رأسه

- ‌باب في بعث النبي صلى الله عليه وسلم من قبره

- ‌باب ما جاء في بعث الأيام والليالي ويوم الجمعة

- ‌باب ما جاء أن العبد المؤمن إذا قام من قبره يتلقاه الملكان اللذان كانا معه في الدنيا وعمله

- ‌باب أين يكون الناس؟ " يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات

- ‌باب منه أمور تكون قبل الساعة

- ‌باب الحشر ومعناه الجمع

- ‌باب بيان الحشر إلى الموقف كيف هو وفي أرض المحشر

- ‌باب الجمع بين آيات وردت في الكتاب في الحشر ظاهرها التعارض

- ‌باب ما جاء في حشر الناس إلى الله عز وجل حفاة عراة غرلاً وفي أول من يكسى منهم وفي أول ما يتكلم من الإنسان

- ‌باب منه وبيان قوله تعالى: " لكل امرىء منهم يومئذ شأن يغنيه

- ‌الجزء الأول من باب قول النبي صلى الله عليه وسلم من سره أن ينظر إلى يوم القيامة فليقرأ " إذا الشمس كورت " و" إذا السماء انفطرت " و" إذا السماء انشقت " وفي أسماء يوم القيامة

- ‌الجزء الثاني من باب قول النبي صلى الله عليه وسلم من سره أن ينظر إلى يوم القيامة فليقرأ " إذا الشمس كورت " و" إذا السماء انفطرت " و" إذا السماء انشقت " وفي أسماء يوم القيامة

- ‌باب ما يلقي الناس في الموقف من الأهوال العظام والأمور الجسام

- ‌باب ما ينجي من أهوال يوم القيامة ومن كربها

- ‌باب في الشفاعة العامة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم لأهل المحشر

- ‌باب ما جاء أن هذه الشفاعة هي المقام المحمود

- ‌باب من أسعد الناس بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌باب ما جاء في تطاير الصحف عند العرض والحساب

- ‌باب في قوله تعالى " يوم تبيض وجوه وتسود وجوه

- ‌باب في قوله تعالى " ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه " الآية

- ‌باب ما يسأل عنه العبد وكيفية السؤال

- ‌باب ما جاء أن الله تعالى يكلم العبد ليس بينه وبينه ترجمان

- ‌باب القصاص يوم القيامة ممن استطال في حقوق الناس وفي حسبه لهم حتى ينصفوا منه

- ‌باب في إرضاء الله تعالى الخصوم يوم القيامة

- ‌باب أول من يحاسب أمة محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌باب أول ما يحاسب عليه العبد من عمله: الصلاة وأول ما يقضى فيه بين الناس: الدماء، وفي أول من يدعى للخصومة

- ‌باب ما جاء في شهادة أركان الكافر والمنافق عليهما ولقائهما الله عز وجل

- ‌باب ما جاء في شهادة الأرض والليالي والأيام بما عمل فيها وعليها وفي شهادة المال على صاحبه وقوله تعالى: " وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد

- ‌باب لا يشهد العبد على شهادة في الدنيا إلا شهد بها يوم القيامة

- ‌باب ما جاء في سؤال الأنبياء وفي شهادة هذه الأمة للأنبياء على أممهم

- ‌باب ما جاء في الشهداء عند الحساب

- ‌باب ما جاء في شهادة النبي صلى الله عليه وسلم على أمته

- ‌باب ما جاء في عقوبة مانعي الزكاة وفضيحة الغادر والغال في الموقف وقت الحساب

- ‌باب منه وذكر الولاة

- ‌باب ما جاء في حوض النبي صلى الله عليه وسلم في الموقف وسعته وكثره أوانيه وذكر أركانه ومن عليها

- ‌باب فقراء المهاجرين أول الناس ورود الحوض على النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌باب ذكر من يطرد عن الحوض

- ‌باب ما جاء أن لكل نبي حوضاً

- ‌باب ما جاء في الكوثر الذي أعطيه صلى الله عليه وسلم في الجنة

- ‌أبواب الميزان باب ما جاء في الميزان وأنه حق

- ‌باب منه وبيان كيفية الميزان ووزن الأعمال فيه ومن قضى لأخيه حاجة

- ‌باب منه وذكر أصحاب الأعراف

- ‌باب إذا كان يوم القيامة تتبع كل أمة ما كانت تعبد فإذا بقي في هذه الأمة منافقون امتحنوا وضرب الصراط

- ‌باب كيف الجواز على الصراط وصفته ومن يحبس عليه ويزل عنه، وفي شفقة النبي صلى الله عليه وسلم على أمته عند ذلك، وفي ذكر القناطر قبله والسؤال عليها وبيان قوله تعالى: " وإن منكم إلا واردها

- ‌باب ما جاء في شعار المؤمنين على الصراط

- ‌باب فيمن لا يوقف على الصراط طرفة عين

- ‌باب ثلاثة مواطن لا يخطئها النبي صلى الله عليه وسلم لعظم الأمر فيها وشدته

- ‌باب في تلقي الملائكة للأنبياء وأممهم بعد الصراط وفي هلاك أعدائهم

- ‌باب ذكر الصراط الثاني وهو القنطرة التي بين الجنة والنار

- ‌باب من دخل النار من الموحدين مات واحترق ثم يخرجون بالشفاعة

- ‌باب فيمن يشفع لهم قبل دخول النار من أجل أعمالهم الصالحة وهم أهل الفضل في الدنيا

- ‌باب في الشافعين لمن دخل النار وما جاء أن النبي صلى الله عليه وسلم يشفع رابع أربعة وذكر من يبقى في جهنم بعد ذلك

- ‌باب منه في الشفعاء وذكر الجهنميين

- ‌باب معرفة المشفوع فيهم بأثر السجود وبياض الوجوه

- ‌باب ما يرجى من رحمة الله تعالى ومغفرته وعفوه يوم القيامة

- ‌باب منه وفي أول ما يقول الله تعالى للمؤمنين وفي أول ما يقولون له

- ‌باب حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات

- ‌باب احتجاج الجنة والنار وصفة أهلهما

- ‌باب منه في صفة أهل الجنة وأهل النار

- ‌باب ما جاء في أكثر أهل الجنة وأكثر أهل النار

- ‌باب ما جاء أن العرفاء في النار

- ‌باب لا يدخل الجنة صاحب مكس ولا قاطع رحم

- ‌باب ما جاء في أول ثلاثة يدخلون الجنة وأول ثلاثة يدخلون النار

- ‌باب ما جاء في أول من تسعر بهم جهنم

- ‌باب فيمن يدخل الجنة بغير حساب

- ‌باب أمة محمد صلى الله عليه وسلم شطر أهل الجنة وأكثر

- ‌باب في ذكر أبواب جهنم وما جاء فيها وفي أهوالها وأسمائها أجارنا الله منها برحمته وفضله إنه ولي ذلك والقادر عليه

- ‌باب ما جاء أن النار لما خلقت فزعت الملائكة حتى طارت أفئدتها

- ‌باب ما جاء في البكاء عند ذكر النار والخوف منها

- ‌باب ما جاء فيمن سأل الله الجنة واستجار به من النار

- ‌باب ما في تقرر من الكتاب والسنة

- ‌باب ما جاء في جهنم وأنها أدراك ولمن هي

- ‌باب ما جاء أن جهنم تسعر كل يوم وتفتح أبوابها إلا يوم الجمعة

- ‌باب ما جاء في قول الله تعالى " لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم

- ‌باب منه وفي بعد أبواب جهنم بعضها عن بعض وما أعد الله تعالى فيها من العذاب

- ‌باب ما جاء في عظم جهنم وأزمتها وكثرة ملائكتها وفي عظم خلقها وتفلتها من أيديهم وفي قمع النبي صلى الله عليه وسلم إياها وردها عن أهل الموقف

- ‌باب منه وفي كلام جهنم وذكر أزواجها وأنه لا يجوزها إلا من عنده جواز

- ‌باب ما جاء أن التسعة عشر خزنة جهنم

- ‌باب ما جاء في سعة جهنم وعظم سرادقها وبيان قوله تعالى " وإذا ألقوا منها مكاناً ضيقاً مقرنين

- ‌باب ما جاء أن جهنم في الأرض وأن البحر طبقها

- ‌باب ما جاء في قوله تعالى " وإذا البحار سجرت " وما جاء أن الشمس والقمر يقذفان في النار

- ‌باب ما جاء في صفة جهنم وحرها وشدة عذابها

- ‌باب منه وما جاء في شكوى النار وكلامها وبعد قعرها وأهوالها وفي قدر الحجر الذي يرمى به فيها

- ‌باب ما جاء في مقامع أهل النار وسلاسلهم وأغلالهم وأنكالهم

- ‌باب منه وما جاء في كيفية دخول أهل النار النار

- ‌باب منه في رفع لهب النار أهل النار حتى يشرفوا على أهل الجنة

- ‌باب ما جاء أن في جهنم جبالاً وخنادق وأودية وبحاراً وصهاريج وآبارً وجباباً وتنانير وسجوناً وبيوتاً وجسوراً وقصوراً وأرحاء ونواعير وحيات أجارنا الله منها وفي وعيد من شرب الخمر والمسكر وغيره

- ‌باب منه: وفي بيان قوله تعالى: " فلا اقتحم العقبة " وفي ساحل جهنم ووعيد من يؤذي المؤمنين

- ‌باب ما جاء في قوله تعالى " وقودها الناس والحجارة

- ‌باب ما جاء في تعظيم جسد الكافر وأعضائه بحسب اختلاف كفره وتوزيع العذاب على العاصي المؤمن بحسب أعمال الأعضاء

- ‌باب ما جاء في شدة عذاب أهل المعاصي وإذا يتهم أهل النار بذلك

- ‌باب منه وفي عذاب من عذب الناس في الدنيا

- ‌باب ما جاء في شدة عذاب من أمر بالمعروف ولم يأته ونهى عن المنكر وأتاه، وذكر الخطباء، وفيمن خالف قوله فعله وفي أعوان الظلمة كلاب النار

- ‌باب ما جاء في طعام أهل النار وشرابهم ولباسهم

- ‌باب منه وما جاء أن أهل النار يجوعون ويعطشون وفي دعائهم وإجابتهم

- ‌باب ما جاء في بكاء أهل النار ومن أدناهم عذابا فيها

- ‌باب ما جاء أن لكل مسلم فداء من النار من الكفار

- ‌باب في قوله تعالى " وتقول هل من مزيد

- ‌باب ذكر آخر من يخرج من النار وآخر من يدخل الجنة وفي تعيينه وتعيين قبيلته واسمه

- ‌باب منه وما جاء في خروج الموحدين من النار وذكر الرجل الذي ينادي: يا حنان يا منان، وبيان قوله تعالى: " إنها عليهم مؤصدة. في عمد ممددة "، وفي أحوال أهل النار

- ‌باب منه ـ وذكر الرجل الذي ينادي: يا حنان يا منان، وبيان قوله تعالى " فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون. على الأرائك ينظرون. هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون

- ‌باب ما جاء في ميراث أهل الجنة منازل أهل النار

- ‌باب ما جاء في خلود أهل الدارين وذبح الموت على الصراط ومن يذبحه

- ‌بسم الله الرحمن الرحيم ـ أبواب الجنة وما جاء فيها وفي صفتها ونعيمها

- ‌باب صفة أهل الجنة في الدنيا

- ‌باب منه ـ وهل تفضل جنة جنة

- ‌باب صغة الجنة ونعيمها وما أعد الله لأهلها فيها

- ‌باب ما جاء في أنهار الجنة وجبالها وما جاء في الدنيا منها

- ‌باب منه وما جاء في رفع هذه الأنهار آخر الزمان عند خروج يأجوج ومأجوج، ورفع القرآن والعلم

- ‌باب من أين تفجر أنهار الجنة

- ‌باب ما جاء أن الخمر شراب أهل الجنة ومن شربه في الدنيا لم يشربه في الآخرة وفي لباس أهل الجنة وآنيتهم

- ‌باب ما جاء في أشجار الجنة وفي ثمارها وما يشبه ثمر الجنة في الدنيا

- ‌باب في كسوة الجنة وكسوة أهلها

- ‌باب ما جاء أن شجر الجنة وثمارها تنفتق عن ثياب الجنة وخيلها ونجبها

- ‌باب ليس في الجنة شجرة إلا وساقها من ذهب

- ‌باب ما جاء في نخيل الجنة وثمرها وخيرها

- ‌باب في الزرع في الجنة

- ‌باب ما جاء في أبواب الجنة وكم هي؟ ولمن هي؟ وفي تسميتها وسعتها

- ‌باب ما جاء في درج الجنة وما يحصلها للمؤمن

- ‌باب ما جاء في غرف الجنة ولمن هي

- ‌باب ما جاء في قصور الجنة ودورها وبيوتها وبما ينال ذلك المؤمن

- ‌باب ما جاء في قوله تعالى: " وفرش مرفوعة

- ‌باب ما جاء في خيام الجنة وأسواقها وتعارف أهل الجنة في الدنيا وعبادتهم فيها

- ‌باب لا يدخل الجنة أحد إلا بجواز

- ‌باب أول الناس يسبق إلى الجنة الفقراء

- ‌باب منه في الحور العين وكلامهن وجواب نساء الآدميات وحسنهن

- ‌باب ما جاء أن الأعمال الصالحة مهور الحور العين

- ‌باب في الحور العين ومن أي شيء خلقن

- ‌باب إذا ابتكر الرجل امرأة في الدنيا كانت زوجته في الآخرة

- ‌باب ما جاء أن في الجنة أكلاً وشراباً ونكاحاً حقيقة ولا قذر فيها ولا نقص ولا نوم

- ‌باب المؤمن إذا اشتهى الولد في الجنة كان حمله ووضعه وسنه في ساعة واحدة

- ‌باب ما جاء أن كل ما في الجنة دائمر لا يبلى ولا يفنى ولا يبيد

- ‌باب ما جاء أن المرأة من أهل الجنة ترى زوجها من أهل الدنيا في الدنيا

- ‌باب ما جاء في طير الجنة وخيلها وإبلها

- ‌باب ما جاء أن الحناء سيد ريحان الجنة وأن الجنة حفت بالريحان

- ‌باب ما جاء أن الشاة والمعزى من دواب الجنة

- ‌باب ما جاء أن للجنة ربضاً وريحاً وكلاماً

- ‌باب ما جاء في أن الجنة قيعان وأن غراسها سبحان الله والحمد لله

- ‌باب ما جاء أن الذكر نفقة بناء الجنة

- ‌باب ما لأدنى أهل الجنة ولا لأعلاهم

- ‌باب رضوان الله تعالى لأهل الجنة أفضل من الجنة

- ‌باب رؤية أهل الجنة لله تعالى أحب إليهم مما هم فيه وأقر لأعينهم

- ‌باب منه وفي سلام الله تعالى عليهم

- ‌باب منه وبيان قوله تعالى " ولدينا مزيد

- ‌نبذ من أقوال العلماء في تفسير كلمات وآيات من القرآن وردت في ذكر الجنة وأهلها

- ‌باب ما جاء في أطفال المسلمين والمشركين

- ‌باب منه وفي ثواب من قدم ولدا

- ‌باب ما جاء في نزل أهل الجنة وتحفهم إذا دخلوها

- ‌باب ما جاء أن مفتاح الجنة لا إله إلا الله والصلاة

- ‌باب الكف عمن قال: لا إله إلا الله

- ‌باب ما جاء أن المؤمن حرام دمه وماله وعرضه وفي تعظيم حرمته عند الله تعالى

- ‌باب إقبال الفتن ونزولها كمواقع القطر والظلل ومن أين تجيء والتحذير منها وفضل العبادة عندها

- ‌باب ما جاء في رحى الإسلام ومتى تدور

- ‌باب ما جاء أن عثمان رضي الله عنه لما قتل سل سيف الفتنة

- ‌باب ـ لايأتي زمان إلا والذي بعده شر منه وفي ظهور الفتن

- ‌باب ما جاء في الفرار من الفتن وكسر السلاح وحكم المكره عليها

- ‌باب منه والأمر بلزوم البيوت عند الفتن

- ‌باب منه وكيف التثبت في الفتنة والاعتزال عنها وفي ذهاب الصالحين

- ‌باب الأمر بتعليم كتاب الله واتباع ما فيه ولزوم جماعة المسلمين عند غلبة الفتن وظهورها وصفة دعاة آخر الزمان والأمر بالسمع والطاعة للخليفة وإن ضرب الظهور وأخذ المال

- ‌باب منه إذا التقى المسلمان بسيفهما فالقاتل والمقتول في النار

- ‌باب جعل الله بأس هذه الأمة بينها

- ‌باب ـ ما يكون من الفتن وإخبار النبي صلى الله عليه وسلم بها

- ‌باب ذكر الفتنة التي تموج موج البحر وقول النبي صلى الله عليه وسلم: " هلاك أمتي على يد أغيلمة من سفهاء قريش

- ‌باب ما جاء في بيان مقتل الحسين رضي الله عنه ولا رضي عن قاتله

- ‌باب ما جاء أن اللسان في الفتنة أشد من وقع السيف

- ‌باب الأمر بالصبر عند الفتن وتسليم النفس للقتل عندها والسعيد من جنبها

- ‌باب ـ جعل الله في أول هذه الأمة عافيتها وفي آخرها بلاءها

- ‌باب جواز الدعاء بالموت عند الفتن وما جاء أن بطن الأرض خير من ظهرها

- ‌باب أسباب الفتن والمحن والبلاء

- ‌باب منه وما جاء أن الطاعة سبب الرحمة والعافية

- ‌أبواب الملاحم ـ باب أمارات الملاحم

- ‌باب ما ذكر في ملاحم الروم وتواترها وتداعي الأمم على أهل الإسلام

- ‌باب منه وبيان قوله تعالى " حتى تضع الحرب أوزارها

- ‌باب ما جاء في قتال الترك وصفتهم

- ‌باب في سياقة الترك للمسلمين وسياقة المسلمين لهم

- ‌باب منه وما جاء في ذكر البصرة والأيلة وبغداد والإسكندرية

- ‌باب ما جاء في فضل الشام وأنه معقل من الملاحم

- ‌باب ما جاء أن الملاحم إذا وقعت بعث الله جيشاً يؤيد به الدين

- ‌باب ما جاء في المدينة ومكة وخرابهما

- ‌باب ـ في الخليفة الكائن في آخر الزمان المسمى بالمهدي وعلامة خروجه

- ‌باب ـ منه في المهدي وخروج السفياني عليه وبعثه الجيش لقتاله وأنه الجيش الذي يخسف به

- ‌باب منه آخر في المهدي وذكر من يوطئ له ملكه

- ‌باب منه آخر في المهدي وصفته واسمه وإعطائه ومكثه وأنه يخرج مع عيسى عليه السلام فيساعده على قتال الدجال

- ‌باب منه في المهدي ومن أين يخرج وفي علامة خروجه وأنه يبايع مرتين ويقاتل السفياني ويقتله

- ‌باب ما جاء أن المهدي يملك جبل الديلم والقسطنطينية ويستفتح رومية وأنطاكية وكنيسة الذهب وبيان قوله تعالى " فإذا جاء وعد أولاهما " الآية

- ‌باب ما جاء في فتح القسطنطينية من أين تفتح وفتحها علامة خروج الدجال ونزول عيسى عليه السلام وقتله إياه

- ‌باب أشراط الساعة وعلاماتها

- ‌باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " بعثت أنا والساعة كهاتين

- ‌باب أمور تكون بين يدي الساعة

- ‌باب كيف يقبض العلم

- ‌باب ما جاء أن الأرض تخرج ما في جوفها من الكنوز والأموال

- ‌باب في ولاة آخر الزمان وصفتهم وفيمن ينطق في أمر العامة

- ‌باب إذا فعلت هذه الأمة خمس عشرة خصلة حل بها البلاء

- ‌باب في رفع الأمانة والإيمان عن القلوب

- ‌باب في ذهاب العلم ورفعه وما جاء أن الخشوع والفرائض أول علم يرفع من الناس

- ‌باب في دروس الإسلام وذهاب القرآن

- ‌باب العشر آيات التي تكون قبل الساعة وبيان قوله تعالى: " اقتربت الساعة وانشق القمر

- ‌باب ما جاء أن الآيات بعد المائتين

- ‌باب ما جاء فيمن يخسف به أو يمسخ

- ‌باب ـ ذكر الدجال وصفته ونعته

- ‌فصل ـ الإيمان بالدجال وخروجه حق

- ‌باب ما يمنع الدجال أن يدخله من البلاد إذ خرج

- ‌باب منه وما جاء أنه إذا خرج يزعم أنه الله ويحصر المؤمنين في بيت المقدس

- ‌باب منه وفي عظم خلق الدجال وعظم فتنته وسبب خروجه وصفة حماره وسعة خطوه وفي حصره المسلمين في جبال الدخان وكم ينكث في الأرض وفي نزول عيسى عليه السلام وقت السحر لقتل الدجال ومن اتبعه

- ‌باب منه آخر في خروج الدجال وما يجيء به من الفتن والشبهات وسرعة سيره في الأرض وكم يلبث فيها، وفي نزول عيسى عليه السلام ونعته كم يكون في الأرض يومئذ من الصلحاء وفي قتله الدجال واليهود وخروج يأجوج ومأجوج وموتهم، وفي حج عيسى وتزويجه ومكثه في ا

- ‌فصل في الاختلاف في لفظة المسيح حواري عيسى عليه السلام إذا نزل

- ‌باب ما جاء في أن حواري عيسى عليه السلام إذا نزل ـ هم أصحاب الكهف وفي حجهم معه

- ‌باب ما جاء أن عيسى إذا نزل يجد في أمة محمد صلى الله عليه وسلم خلقاً من حواريه

- ‌باب ما جاء أن الدجال لا يضر مسلماً

- ‌باب ما ذكر من أن ابن صياد: الدجال واسمه صاف ويكنى أبا يوسف وسبب خروجه وصفة أبويه وأنه على دين اليهود

- ‌فصل في اختلاف الناس في ابن صياد

- ‌باب في ما جاء في نقب يأجوج ومأجوج السد وخروجهم وصفتهم وفي لباسهم وطعامهم وبيان قوله تعالى " فإذا جاء وعد ربي جعله دكاً

- ‌باب ذكر الدابة وصفتها ومتى تخرج ومن أين تخرج وكم لها من خرجة وصفة خروجها وما معها إذا خرجت وحديث الجساسة وما فيها من ذكر الدجال قال الله تعالى: " وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم

- ‌باب طلوع الشمس من مغربها وإغلاق باب التوبة وكم يمكث الناس بعد ذلك

- ‌باب خراب الأرض والبلاد قبل الشام

- ‌باب لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض: الله الله

- ‌باب على من تقوم الساعة

الفصل: ‌نبذ من أقوال العلماء في تفسير كلمات وآيات من القرآن وردت في ذكر الجنة وأهلها

الخدري مرفوعاً.

وذكر أبو نعيم عن خالد بن معدان عن كثير بن مرة قال: إن

من المزيد أن تمر السحابة بأهل الجنة فتقول: ما تريدون أن أمطركم فلا يتمنون شيئاً إلا مطروا قال خالد: يقول كثير لئن أشهدني الله ذلك لأقولن لها أمطرينا جواري مزينات وقد تقدم من حديث ابن عمرو أكرمهم على الله من ينظر إلى الله غدوة وعشية، وهذا يدل على أن أهل الجنة في الرؤية مختلفو الحال.

وقد روي عن أبي يزيد البسطامي أنه قال: إن لله تعالى عباداً لو حجبهم في الجنة ساعة لاستغاثوا من الجنة ونعيمها كما يسغيث أهل النار من النار وعذابها.

‌نبذ من أقوال العلماء في تفسير كلمات وآيات من القرآن وردت في ذكر الجنة وأهلها

من ذلك قوله تعالى: {ونزعنا ما في صدورهم من غل} قال ابن عباس أول ما يدخل أهل الجنة الجنة تعرض لهم عينان فيشربون من إحدى العينين فيذهب الله تعالى ما في قلوبهم من غل، ثم يدخلون العين الأخرى فيغتسلون فيها فتشرق ألوانهم وتصفوا وجوههم وتجري عليهم نضرة النعيم.

وقال علي رضي الله عنه في قوله تعالى {وسقاهم ربهم شراباً طهوراً}

ص: 1018

قال: إذا توجه أهل الجنة إلى الجنة مروا بشجرة يخرج من تحت ساقها عينان فيشربون من إحداهما فتجري عليهم بنضرة النعيم فلا تتغير أبشارهم ولا تشتعث أشعارهم أبداً، ثم يشربون من الأخرى فيخرج ما في بطونهم من الأذى ثم تستقبلهم خزنة الجنة فتقول لهم:{سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين} .

وذكره ابن المبارك قال: أخبرنا معمر عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي أنه تلا هذه الآية {وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاؤوها} وجدوا عند باب الجنة شجرة يخرج من ساقها عينان، فعمدوا إلى أحداهما كأنما أمروا بها فاغتسلوا منها فلم تشعث رؤوسهم بعدها أبداً ولم تغير جلودهم بعدها أبداً كأنما دهنوا بالدهن، ثم عمدوا إلى الأخرى فشربوا منها فطهرت أجوافهم وغسلت كل قدر فيها وتتلقاهم على كل باب من أبواب الجنة ملائكة {سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين} ، ثم تتلقاهم الولدان يطيفون بهم كما يطيف ولدان الدنيا بالحميم يجيء من الغيبة يقولون: أبشر أعد الله لك كذا وكذا، ثم يذهب الغلام منهم إلى الزوجة من أزواجه فيقول قد جاء فلان باسمه الذي كان يدعى في الدنيا فتقول له: أنت رأيته؟ فيستخفها الفرح حتى تقوم على أسكفة الباب، ثم ترجع فتجيء فتنظر إلى تأسيس بنيانه من جندل اللؤلؤ أخضر وأصفر وأحمر من كل لون ثم يجلس فينظر فإذا زرابي مبثوثة وأكواب موضوعة ونمارق مصفوفة ثم يرفع رأسه إلى سقف بنيانه فلولا أن الله قدر ذلك لأذهب

ص: 1019

بصره إنما هو مثل البرق، ثم يقول: كما أخبرنا تعالى {الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله} .

وذكر القتيبي في عيون الأخبار له مرفوعاً «عن علي رضي الله عنه أنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله عز وجل {يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا} ما هؤلاء الوفد؟ قال: يحشرون ركباناً ثم قال: والذي نفسي بيده أنهم إذا خرجوا من قبورهم ركبوا نوقاً عليهم رحائل الذهب مرصعة بأنواع الجوهر فتسير بهم إلى باب الجنة قال: وعند باب الجنة شجرة ينبع من أصلها عينان فيشربون من إحداى تلك العيون فإذا بلغ الشراب البطن طهرهم الله به من دنس الدنيا وقذرها فذلك قوله تعالى {وسقاهم ربهم شراباً طهوراً} قال: ثم يغتسلون من العين الأخرى فلا تشعث رؤوسهم ولا تتغير ألوانهم قال: ثم يضربون حلق أبواب الجنة فلو سمعت الخلائق طنين الأبواب لافتتنوا بها، فيبادر رضوان فيفتح لهم فينظرون إلى حسن وجهه فيخرون ساجدين فيقول لهم رضوان يا أولياء الله: أنا قيمكم الذي وكلت بكم وبمنازلكم فينطلق بهم إلى قصور من فضة شوفاتها من ذهب يرى ظاهرها من باطنها من النور والرقة والحسن قال فيقول أولياء الله عند ذلك يا رضوان: لمن هذا؟ فيقول: هذا لكم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فلولا أن الموت يرفع عن أهل الجنة لمات أكثرهم فرحاً، قال: ثم يريد أحدهم أن يدخل قصره فيقول له رضوان اتبعني حتى أريك ما أعد الله لك قال: فيمر به فيريه قصوراً وخياماً وما أعطاه الله عز وجل قال: ثم يأتي به إلى غرفة من ياقوته من أسفلها إلى أعلاها مائة ذراع قد لونت بجميع الألوان على جنادل الدر والياقوت، وفي الغرفة سرير طوله فرسخ في عرض مثل ذلك عليه من

ص: 1020

الفراش كقدر خمسين غرفة بعضها فوق بعض.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذلك قوله عز وجل {وفرش مرفوعة} وهي من نور والسرير من نور، وعلى رأس ولي الله تاج له سبعون ركناً في كل ركن سبعون ياقوتة تضيء وقد رد الله وجهه كالبدر وعليه طوق ووشاح يتلألأ من نور، وقد سور بثلاثة أسورة: سوار من الذهب وسوار من فضة وسوار من لؤلؤ، فذلك قوله تعالى {يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير} » .

وقوله تعالى {جنات عدن يدخلونها} قال ابن عباس الجنات سبع: دار الجلال، ودار السلام، وجنة عدن، وجنة المأوى، وجنة الخلد، وجنة الفردوس، وجنة النعيم.

وقيل: إن الجنان أربع لأن الله تعالى قال: {ولمن خاف مقام ربه جنتان} .

وقال بعد ذلك {ومن دونهما جنتان} ولم يذكر سوى هذه الأربع جنة خامسة، فإن قيل فقد قال جنة المأوى قيل جنة المأوى اسم لجميع الجنان يدل عليه أنه تعالى قال:{فلهم جنات المأوى نزلا بما كانوا يعملون} والجنة اسم الجنس، فمرة يقال جنة ومرة يقال جنات، وكذلك جنة عدن وجنات عدن لأن العدن الإقامة وكلها دار الإقامة كما أن كلها مأوى المؤمنين، وكذلك دار الخلد ودار السلام لأن جميعها للخلود والسلامة من كل خوف وحزن، وكذلك جنات النعيم وجنة النعيم لأن كلها مشحونة بأصناف النعيم، ذكره الحليمي في كتاب منهاج الدين له وقال: إنما منعنا أن نجعل كل واحدة من العدن والمأوى والنعيم جنة سوى الأخرى، لأن الله تعالى إن كان سمي شيئاً من هذه الأسماء جنة في موضع فقد سمي الجنات كلها بذلك الاسم في موضع آخر، فعلمنا أن هذه الأسماء ليست لتميز جنة من جنة، ولكنها للجنان أجمع.

لا سيما وقد أتى الله بذكر العدد فلم يثبت إلا

ص: 1021

أربعاً، وقد أثبت لهذه الجنان أبواباً فقال:[وفتحت أبوابها]، وقال عليه الصلاة والسلام:«إن أبواب الجنة ثمانية» فيحتمل أن يكون ذلك، لأن لكل جنة من الجنان الأربع بابين، ووصف أهل الجنة فصنفهم صنفين: أحدهما السابقون المقربون والآخرون أصحاب اليمين، فعلمنا أن السابقين أهل الجنتين العليتين في قوله:{ولمن خاف مقام ربه جنتان} وأهل اليمين أهل الجنتين الدنييتين {ومن دونهما جنتان} وبهذا جاءت الروايات.

وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى: {ولمن خاف مقام ربه جنتان} إلى قوله {ومن دونهما جنتان} قال: فتلك للمقربين وهاتان لأصحاب اليمين وعن أبي موسى الأشعري نحو ذلك.

قوله تعالى: {يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤاً} قال المفسرون: ليس أحد من أهل الجنة إلا وفي يده ثلاثة أسورة: سوار من ذهب وسوار من فضة وسوار من لؤلؤ وقال هنا: {من ذهب ولؤلؤاً} وقال في آية أخرى: {وحلوا أساور من فضة} .

وفي الصحيح: تبلغ حلية المؤمن حيث تبلغ الوضوء، وقريء [لؤلؤا] بالنصب على معنى ويحلون لؤلؤاً وأساور: جمع أسورة وأسورة واحدها سوار فيها ثلاث لغات ضم السين وكسرها وأسوار، قال المفسرون: لما كانت الملوك تلبس في الدنيا الأساور والتيجان جعل الله ذلك لأهل الجنة إذ هم ملوك قوله تعالى: {ولباسهم فيها حرير} .

ص: 1022

روي عن يحيى بن سلام، عن حماد بن سلمة، عن أبي المهزم عن أبي هريرة قال:[دار المؤمن في الجنة درة مجوفة في وسطها شجرة تنبت الحلل ويأخذ بأصبعه، أو قال بأصبعه سبعين حلة منظمة باللؤلؤ والزبرجد والمرجان] .

وأخرجه ابن المبارك بهذا السند عن حماد عن أبي المهزم قال: سمعت أبا هريرة يقول: [إن دار المؤمن في الجنة من لؤلؤة فيها أربعون بيتاً في وسطها شجرة تنبت الحلل، فيذهب فيأخذ بأصبعيه سبعين حلة منظمة باللؤلؤ والزبرجد والمرجان] وقد تقدم هذا المعنى وأبو المهزم ضعيف.

وروى عن أبي هريرة أنه قال: بلغني أن ولي الله يلبس حلة ذات وجهين يتجاوبان بصوت مليح تقول التي تلي جسده: أنا أكرم على ولي الله منك.

أنا أمس بدنه وأنت لا تمسينه وتقول التي تلي وجهه: أنا أكرم على ولي الله منك، أنا أرى وجهه وأنت محجوبة لا ترين وجهه.

وقد تقدم أن من لبسه في الدنيا لم يلبسه في الآخرة، من حديث أبي سعيد الخدري.

صححه أبو عمرو رحمه الله وقال: هذا عندي على نحو المعنى الذي نزعنا به في شارب الخمر أنه إذا دخل الجنة لا يشرب فيها خمراً ولا يذكرها ولا يراها ولا تشتهيها نفسه، فكذلك لابس الحرير في الدنيا إن لم يتب منه.

ص: 1023

قلت: وكذلك من استعمل آنية الذهب والفضة ولم يتب من استعمالها.

وقد روي «عن أبي موسى الأشعري أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من استمع إلى صوت غناء لم يؤذن له أن يسمع الروحانيين، فقيل: ومن الروحانيون يا رسول الله؟ قال قراء أهل الجنة» خرجه الترمذي أبو عبد الله في نوادر الأصول، وقد قيل: إن حرمانه الخمر ولباسه الحرير وشربه في إناء الذهب والفضة واستماعه للروحانيين إنما هو في الوقت الذي يعذب في النار ويسقى من طينة الخبال، فإذا خرج من النار بالشفاعة أو بالرحمة العامة المعبر عنها في الحديث بالقبضة أدخل الجنة ولم يحرم شيئاً منها لا خمراً ولا حريراً ولا غيره، لأن حرمان شيء من لذات الدنيا لمن كان في الجنة نوع عقوبة ومؤاخذة، والجنة ليست بدار عقوبة ولا مؤاخذة فيها بوجه من الوجوه.

قلت: وحديث أبي سعيد الخدري وأبي موسى الأشعري يرد هذا القول وكما لا يشتهي منزلة من هو أرفع منه وليس ذلك لعقوبة، كذلك لا يشتهي خمر الجنة ولا حريرها ولا يكون ذلك عقوبة.

قوله تعالى {ويلبسون ثياباً خضراً من سندس وإستبرق} وقال {عاليهم ثياب سندس خضر وإستبرق} الإستبرق: الديباج الصفيق الكثيف، والسندس: الرقيق الخفيف، وخص الأخضر لأنه الموافق للبصر، لأن البياض يبدد النظر ويؤلم والسواد يورم والخضرة لون بين السواد والبياض وتلك تجمع الشعاع.

ص: 1024

قوله تعالى: {متكئين فيها على الأرائك} الأرائك: جمع أريكة وهي السرر في الحجل، وقال {متكئين على سرر مصفوفة} .

وروي «عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الرجل من أهل الجنة ليتزوج في شهر واحد ألف حوراء يعانق كل واحدة منهن مقدار عمره في الدينا» .

وروي عن ابن عباس أنه قال: إن الرجل من أهل الجنة ليعانق الحور سبعين سنة لا يملها ولا تمله كلما أتاها وجدها بكراً، وكلما رجعت إليه عادت إليه شهوته فيجامعها بقوة سبعين رجلاً لا يكون بينهما مني يأتي من غير مني منه ولا منها.

وقال المسيب بن شريك: «قال النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى {إنا أنشأناهن إنشاء * فجعلناهن أبكاراً * عرباً أتراباً} قال: هي عجائز الدنيا أنشأهن الله خلقاً جديداً كلما أتاهن أزواجهن وجدوهن أبكاراً، فلما سمعت عائشة ذلك قالت: واوجعاه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ليس هناك وجع» .

وذكر يحيى بن سلام عن صاحب له، «عن أبان بن عياش، عن شهر بن حوشب، عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الرجل من أهل الجنة ليتنعم مع زوجته في تكأة واحدة سبعين عاماً فتناديه أبهى منها وأجمل من غرفة أخرى: أما آن لنا منك دولة بعد فيلتفت إليها فيقول: من أنت؟ فتقول: أنا من اللاتي قال الله تعالى {ولدينا مزيد} فيتحول إليها يتنعم معها سبعين عاماً في تكأة واحدة فتناديه أبهى وأجمل من غرفة أخرى: أما آن لنا منك دولة بعد فيلتفت إليها فيقول: من أنت؟ فتقول: أنا من اللاتي قال الله تعالى {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا

ص: 1025

يعملون} فيتحول إليها فيتنعم معها في تكأة واحدة سبعين عاماً فهم كذلك يزورون» ، قال تعالى:{وزوجناهم بحور عين} الحور: البيض في قول قتادة والعامة، والعين: العظام العيون.

وقال قتادة في قوله تعالى: {إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون} يعني في الآخرة في شغل فاكهون.

قال: يعني افتضاض العذارى فاكهون، قال الحسن: مسرورون {هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون} قوله تعالى {أولئك لهم رزق معلوم} فيه قولان: أحدهما حين يشتهونه، قال مقاتل: الثاني بمقدار الغداة والعشي قاله ابن السائب.

قال الله تعالى {ولهم رزقهم فيها بكرة وعشياً} قال العلماء: ليس في الجنة ليل ولا نهار وإنما هم في نور أبداً، وإنما يعرفون مقدار الليل بإرخاء الحجب وإغلاق الأبواب، ويعرفون مقدار النهار برفع الحجب وفتح الأبواب، ذكره أبو الفرج بن الجوزي.

وخرج أبو عبد الله الترمذي في نوادر الأصول له «من حديث أبان عن الحسن وأبي قلابة قال: قال رجل يا رسول الله: هل في الجنة من ليل؟ قال: وما هيجك على هذا؟ قال: سمعت الله تعالى يقول في الكتاب {ولهم رزقهم فيها بكرة وعشياً} فقلت: الليل بين البكرة والعشي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس هناك ليل

ص: 1026

إنما هو ضوء ونور الغدو على الرواح والرواح على الغدو، ويأتيهم طرف الهدايا لمواقيت الصلاة التي كانوا يصلون فيها وتسلم عليهم الملائكة» .

قوله تعالى ذكره: فواكه جمع فاكهة قال الله تعالى {وأمددناهم بفاكهة ولحم مما يشتهون} وهي الثمار كلها رطبها ويابسها.

قاله ابن عباس، وقال مجاهد في قوله تعالى {ودانية عليهم ظلالها} يعني ظلال الشجر {وذللت قطوفها تذليلا} أي ذللت ثمارها يتناولن منها كيف شاءوا.

إن قام ارتفعت بقدره، وإن قعد تدلت إليه، وإن اضطجع تدلت إليه حتى يتناولها.

وذكر ابن المبارك قال: أخبرنا شريك عن أبي إسحاق عن البراء {ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلاً} قال: أهل الجنة يأكلون الثمار من الشجر كيف شاءوا جلوساً ومضطجعين وكيف شاءوا؟ واحد القطوف قطف بكسر القاف.

وذكر ابن وهب «قال: أخبرنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم أن رسول الله: إن خلق أهل الجنة إذا دخلوا الجنة ستون ذراعاً كالنخلة السحوق يأكلون من ثمار الجنة قياماً» .

وذكر يحيى بن سلام، «عن عثمان، عن نعيم بن عبد الله، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده إن الجنة ليتناولون من قطوفها وهم متكئون على فراشهم فما تصل إلى في أحدهم حتى يبدل مكانها أخرى.

قوله تعالى {يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب} » .

ص: 1027

روي «عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن أدنى الجنة منزلة الذي يقوم على رأسه عشرة آلاف خادم بيد كل خادم صحفتان واحدة ذهب والأخرى فضة كل واحدة لون لا يشبه الأخرى» ذكره القتبي في عيون الأخبار.

وقال المفسرون: يطوف على أدناهم منزلة سبعين ألف غلام بسبعين ألف صحفة من ذهب يفدى عليه بها في كل واحدة منها لون ليس في صاحبتها، يأكل من آخرها كما يأكل من أولها، ويجد طعم آخرها كما يجد طعم أولها لا يشبه بعضه بعضاً ويراع عليه بمثلها، ويطوف على أرفعهم درجة كل يوم سبعمائة ألف غلام مع كل غلام صحفة من ذهب فيها ألوان الطعام ليس في صاحبتها يأكل من آخرها كما يأكل من أولها، ويجد طعم آخرها كما يجد طعم أولها لا يشبه بعضه بعضاً وأكواب، أي: ويطاف عليهم بأكواب كما قال تعالى {ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب} قال قتادة: الكوب: المدور القصير العتق القصير العروة، والإبريق المستطيل الطويل العنق الطويل العروة.

وقال ابن عزيزة: أكواب: أباريق لا عرى لها ولا خراطيم واحدها كوب، قاله الأخفش وقطرب، وقال الجوهري في الصحاح: الكوب كوز لا عروة له، ونحوه قوله مجاهد والسدي وهو مذهب أهل اللغة: التي لا آذان لها

ص: 1028

ولا عرى {كانت قواريرا * قوارير من فضة} أي اجتمع فيها صفاء القوارير في بياض الفضة وذلك أن لكل قوم من تراب أرضهم قوارير، قال: وإن تراب الجنة فضة فهي قوارير من فضة، قاله ابن عباس، وقال: هي في صفاء الفضة، وفي ذلك دليل على أن أرض الجنة من فضة، إذ المعهود الدنيا اتخاذ الآنية من الأرض يرى باطنها من ظاهرها وظاهرها من باطنها كالقوارير يرى الشراب من جدر القوارير وهذا لا يكون في فضة الدنيا {قدروها تقديراً} أي في أنفسهم فأتتهم على نحو ما قدروا واشتهوا من صغار وكبار وأوساط هذا تفسير قتادة.

وقال ابن عباس ومجاهد: أتوا بها على قدر رتبهم بغير زيادة ولا نقصان، والمعنى قدرتها الملائكة التي تطوف عليهم ويسقون فيها كأساً أي من كأس كما قال، في الآية الأخرى:{إن الأبرار يشربون من كأس} يعني الخمر، قال {يطاف عليهم بكأس من معين} أي من خمر، والمعين: الماء الجاري الظاهر لا فيها غول، أي لا تغتال عقولهم ولا يصيبهم منها صداع {ولا هم عنها ينزفون} أي لا تذهب عقولهم بشربها، يقال: الخمر غول للحليم، والحرب غول للنفوس.

أي تذهب بها.

وقرأ حمزة والكسائي: ينزفون بكسر الزاي من أنزف القوم إذا حان منهم النزف وهو السكر، كما يقال: أحصد الزرع إذا حان حصاده وأقطف الكرام إذا حان قطافه، وأركب المهر إذا حان ركوبه، وقيل: المعنى لا ينفذون شرابهم لأنه دأبهم، والكأس عند أهل اللغة اسم شامل لكل إناء مع شرابه فإن كان فارغاً فليس بكأس {كان مزاجها

ص: 1029

كافوراً} قال الكلبي كافوراً عيناً في الجنة يشرب بها أي منها وقيل الباء زائدة والمعنى: يشربها ومنه تنبت بالدهن أي تبنت الدهن وقال {كان مزاجها زنجبيلاً} وكانت العرب تنستطيب الزنجبيل وتضرب به المثل وبالخمر ممزوجين، فخاطبهم الله بما كانوا عارفين ويستحبون كأنه يقول: لكم في الآخرة مثل ما تستحبون في الدنيا إن آمنتم {عيناً فيها تسمى سلسبيلاً} السلسبيل اسم العين، والسلسبيل في اللغة صفة لما كان غاية في السلاسة، وقال تعالى {يسقون من رحيق} يعني الشراب وهي الخمر {مختوم * ختامه مسك} قال مجاهد: يختم به آخر جرعة، وقيل: المعنى إذا شربوا هذا الرحيق ففنى ما في الكأس وانقطع الختم ذلك بطعم المسك.

وقال عبد الله بن مسعود في قوله تعالى {ختامه مسك} خلطه ليس بخاتم يختم.

ألم تر إلى قول المرأة من نسائكم خلطه من الطيب كذا وكذا إنما خلطه مسك ليس بخاتم يختم.

ذكره ابن المبارك وابن وهب واللفظ لابن وهب

ص: 1030

وذكر ابن المبارك عن أبي الدرداء {ختامه مسك} قال: شراب أبيض مثل الفضة يختمون به آخر شربتهم.

لو أن رجلاً من أهل الدنيا أدخل يده ثم أخرجها لم يبق ذو روح إلا وجد ريح طيبها.

وفي ذلك {فليتنافس المتنافسون} أي في الدنيا بالأعمال الصالحة، قال {ومزاجه من تسنيم} أي ومزاج ذلك الشراب {عيناً يشرب بها المقربون} قال قتادة: يشرب بها المقربون صرفا وتمزج لسائر أهل الجنة، وتسنيم أشرف شراب في الجنة، وأصل التسنيم في اللغة الارتفاع فهي عين ماء تجري من علو إلى أسفل ومنه سنام البعير لعلوه من بدنه، وكذلك تسنيم القبور وقد تسنم العيون والمياه فتشرف عليهم تجري من أعلى العرش يحقق ذلك ما رواه أبو مقاتل «عن صالح ابن سعيد عن أبي سهل عن الحسن بن علي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أربع عيون في الجنة عينان تجريان من تحت العرش إحداهما التي ذكرها الله {يفجرونها تفجيراً} والأخرى {نضاختان} من فوق العرش إحداهما التي ذكرها الله سلسبيلا والأخرى التنسيم» .

ذكره الترمذي الحكيم في نوادر الأصول في الأصل التاسع والثمانين وقال: التنسيم للمعذبين خاصة شرباً لهم.

والكافور للأبرار شرباً لهم.

والكافور للأبرار شرباً لهم والكافور يمزج للأبرار من التنسيم شرابهم، وأما الزنجبيل والسلسبيل فللأبرار منها مزاج.

هكذا ذكره

ص: 1031

في التنزيل وسكت عن ذلك لمن هي له شرب فما كان للأبرار مزاجاً فهو للمقربين صرفاً، وما كان للأبرار صرفاً فهو لسائر أهل الجنة مزاجاً.

والأبرار هم الصادقون.

والمقربون هم الصديقون.

قال الحسن: خمر الجنة أشد بياضاً من اللبن وأحلى من العسل.

وفي التنزيل {بكأس من معين * بيضاء لذة للشاربين} أي لذيذة يقال شراب لذيذ إذا كان طيباً.

قوله تعالى: {وعندهم قاصرات الطرف} أي نساء قد قصرن طرفهن على أزواجهن فلا ينظرون إلى غيرهم.

قال ابن زيد: إن المرأة منهن لتقول لزوجها: وعزة ربي ما أرى في الجنة شيئاً أحسن منك.

وعين: عظام العيون الواحدة منهن عيناء {كأنهن بيض مكنون} أي مصون.

وقال الحسن وابن زيد شبههن ببيض تكنه النعامة بالريش من الريح والغبار فلونه أبيض في صفرة وهو أحسن ألوان النساء.

وقيل المراد بالبيض: اللؤلؤ كقوله {وحور عين * كأمثال اللؤلؤ المكنون} أي في أصدافه.

وقال {فيهن خيرات حسان} يعني النساء.

الواحدة خيرة وأصله خيرات فخفف كهين ولين.

ابن المبارك قال: أنبأ الأوزاعي عن حسان بن عطية، عن سعيد بن أبي عامر

ص: 1032

قال: لو أن خيرة من خيرات حسان اطلعت من السماء لأضاءت لها، ولقهر ضوء وجهها الشمس والقمر، ولنصيف تكساه خيرة خير من الدنيا وما فيها.

النصيف: القناع وقوله: حسان أي حسان الخلق.

وإذا قال تعالى {حسان} فمن يقدر أن يصف حسنهن حور أي بيض مقصورات أي محبوسات في الخيام جمع خيثمة.

وقد تقدم صفتها.

وقال ابن عباس: الخيمة درة مجوفة فرسخ في مثله لها أربع آلاف مصراع من ذهب.

ذكره ابن المبارك: أنبأنا همام عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس.

وذكر عن أبي الدرداء قال: الخيمة لؤلؤة واحدة لها سبعون باباً كلها در.

وعن أبي الأحوص {حور مقصورات في الخيام} قال: الدر المجوف.

وقال الترمذي الحكيم في قوله تعالى: {حور مقصورات في الخيام} قال: بلغنا في الرواية أن سحابة مطرت من العرش فخلقن من قطرات الرحمة، ثم ضرب على كل واحدة خيمة على شاطئ الأنهار لسعتها أربعون ميلاً، وليس لها في ذلك باب حتى إذا حل ولي الله بالجنة انصدعت الخيمة عن باب ليعلم ولي الله أن أبصار المخلوقين من الملائكة والخدم لم تأخذها، فهي مقصورة قد قصر بها عن أبصار المخلوقين، وذكر الدارقطني في كتاب المديح عن المعتمر بن سليمان قال: إن في الجنة نهراً ينبت الجواري الأبكار.

ص: 1033

والرفرف: المجالس قاله قتادة، وقيل: فضول المجالس.

وقال أبو عبيد: الرفرف: العرش.

وقال الترمذي الحكيم: إن الرفرف شيء إذا استوى عليه صاحبه رفرف وأهوى به كالمرجاح يميناً وشمالاً ورفعاً وخفضاً يتلذذ به مع أنيسته، فإذا ركبوا الرفارف أخذ إسرافيل في السماع، فيروي في الخبر أنه ليس أحد من خلق الله أحسن صوتاً من إسرافيل، فإذا أخذ في السماع قطع على أهل سبع سموات صلاتهم وتسبيحاتهم، فإذا ركبوا الرفارف أخذ إسرافيل في السماع بأنواع الأغاني تسبيحاً وتقديساً للملك القدوس، فلم تبق شجرة في الجنة إلا وردت، ولم يبق ستر ولا باب إلا ارتج وانفتح، ولم تبق حلقة على باب إلا طنت بأنواع طنينها، ولم يبق أجمة من آجام الذهب إلا وقع أهبوب الصوت في مقاصبها، فزمرت تلك المقاصب بفنون الزمر، ولم تبق جارية من جوار الحور العين إلا غنت بأغانيها والطير بألحانها، ويوحي الله تبارك وتعالى إلى الملائكة أن جاوبوهم وأسمعوا عبادي الذي نزهوا أسماعهم عن مزامير الشيطان فيجاوبون بألحان وأصوات روحانية، فتختلط هذه الأصوات فتصير رجة واحدة، ثم يقول الله عز وجل ذكره: يا داود قم عند ساق العرش تجدني، فيندفع داود بتمجيد ربه بصوت يعم الأصوات ويجليها وتتضاعف اللذة، وأهل الخيام من تلك الرفارف تهوي بهم وقد حفت بهم أفانين اللذات والأغاني، فذلك قوله تعالى {فهم في روضة يحبرون} .

ص: 1034

وعن يحيى بن أبي كثير في قوله تعالى {فهم في روضة يحبرون} قال: الروضة اللذات والسماع، قوله تعالى {وعبقري حسان} العبقري الفرش له.

قال ابن عباس: الواحدة عبقري وهي النمارق أيضاً في قوله تعالى {ونمارق مصفوفة} والزرابي البسط مبثوثة، معناه: مبسوطة وقيل منسوجة بالدر والياقوت، وقوله تعالى:{وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين} يعني أهل الجنة من غير السابقين وأهل الجنة كلهم أصحاب يمين {في سدر مخضود} وهو الذي نزع شوكه وقد تقدم {وطلح منضود} أي بعضه على بعض.

وقال المفسرون: الطلح شجر الموز ها هنا وهو عند العرب شجر حسن اللون لخضرته، وإنما خص بالذكر لأن قريشاً كانوا يتعجبون من خضرته وكثرة ظلاله من طلح وسدر، فخوطبوا ووعدوا لما يحبون مثله، قاله مجاهد وغيره، قوله تعالى {ولهم فيها أزواج مطهرة} قال مجاهد: مطهرة من البول والغائط والحيض والنخام والبصاق والمني والولد، ذكره ابن المبارك.

أنبأنا ابن جريج، عن مجاهد فذكره {وهم فيها خالدون} أي باقون لا خروج لهم منها، وقد تقدم.

وقال مجاهد أيضاً في قوله تعالى {على سرر متقابلين}

ص: 1035