الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عقرب، لكل عقرب منها سبعون ألف فقارة، في كل فقارة منها قلة سم لا ينتهي الكافر ولا المنافق حتى يواقع ذلك كله.
ذكره ابن وهب في كتاب الأهوال له، ومثله لا يقال من جهة الرأي فهو توقف لأنه إخبار عن مغيب، والله تعالى أعلم.
باب ما جاء في عظم جهنم وأزمتها وكثرة ملائكتها وفي عظم خلقها وتفلتها من أيديهم وفي قمع النبي صلى الله عليه وسلم إياها وردها عن أهل الموقف
وذكر أبو حامد في كتاب كشف علوم الآخرة أنهم يأتون بها تمشي على أربع قوائم وتقاد بسبعين ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك بيد كل واحد حلقة لو جمع حديد الدنيا كله ما عدل منها بحلقة واحدة على كل حلقة سبعون ألف زبني لو أمر زبني منهم أن يدك الجبال لدكها وأن يهد الأرض لهداها، وأنها إذا انفلتت من أيديهم لم يقدروا على إمساكها لعظم شأنها، فيجثو كل من في الموقف على الركب حتى المرسلون، ويتعلق إبراهيم وموسى وعيسى بالعرش.
هذا قد نسي الذبيح وهذا قد نسي هارون وهذا قد نسي مريم عليهم السلام وكل واحد منهم يقول: نفسي نفسي لا أسألك اليوم غيرها قال: وهو الأصح عندي صلى الله عليه وسلم يقول «أمتي أمتي سلمها يا رب ونجها يا رب» وليس في الموقف من تحمله ركبتاه وهو قوله تعالى: {وترى كل أمة جاثية} الآية وعند تفلتها تكبو من الغيظ والحنق وهو قوله تعالى: {إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظاً وزفيراً} أي
تعظيماً لغيظها وحنقها يقول الله تعالى: {تكاد تميز من الغيظ} أي تكاد تنشق نصفين من شدة غيظها، فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمر الله تعالى ويأخذ بخطامها ويقول «ارجعي مدحورة إلى خلقك حتى يأتيك أهلك أفواجاً» فتقول: خلي سبيلي فإنك يا محمد حرام علي، فينادي مناد من سرادقات العرش اسمعي منه وأطيعي له، ثم تجذب وتجعل عن شمال العرش ويتحدث أهل الموقف بجذبها فيخف وجلهم وهو قوله تعالى:{وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين} وهناك تنصب الموازين على ما تقدم.
فصل: هذا يبين لك ما قلناه أن جهنم اسم علم لجميع النار، ومعنى: يؤتى بها يجاء بها من المحل الذي خلقها الله تعالى فيه، فتدار بأرض المحشر حتى لا يبقى للجنة طريق إلا الصراط كما تقدم.
والزمام ما يزم به الشيء أي يشد ويربط به، وهذه الأزمة التي تساق بها جهنم تمنع من خروجها على أرض المحشر فلا يخرج منها إلا الأعناق التي أمرت بأخذ من شاء الله بأخذه على ما تقدم ويأتي وملائكتها كما وصفهم الله غلاظ شداد.
وقد ذكر ابن وهب، «حدثنا عبد الرحمن بن زيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في خرنة جهنم: ما بين منكبي أحدهم كما بين المشرق والمغرب» .
وقال ابن عباس: ما بين منكبي الواحد منهم مسيرة سنة، وقوة الواحد منهم أن يضرب بالمقمعة فيدفع بتلك الضربة بسعين ألف إنسان في قعر جهنم.
وأما قوله تعالى: {عليها تسعة عشر} فالمراد رؤساؤهم على ما يأتي، وأما جملتهم فالعبارة عنهم كما قال الله تعالى:{وما يعلم جنود ربك إلا هو} .
فصل: قال العلماء: إنما خص النبي بردها وقمعها وكفها عن أهل المحشر دون غيره من الأنبياء صلوات الله عليهم، لأنه رآها في مسراه وعرضت عليه في صلاته حسب ما ثبت في الصحيح قال وفي ذلك فوائد ثمان:
الأولى: أن الكفار لما كانوا يستهزئون به ويكذبونه في قوله، ويؤذونه أشد الأذى أراه الله تعالى النار التي أعدها للمستخفين به وبأمره تطييباً لقلبه وتسكيناً لفؤاده.
الثانية: الإشارة في ذلك إلى أن من طيب قلبه في شأن أعدائه بالإهانة والانتقام، فالأولى أن يطيب قلبه في شأن أوليائه وأحبابه بالتحية والشفاعة والإكرام.
الفائدة الثالثة: ويحتمل أن عرضها عليه ليعلم منة الله تعالى حين أنقذهم منها ببركته وشفاعته.
الفائدة الرابعة: ويحتمل أنه عرضها عليه ليكون في القيامة إذا قال سائر الأنبياء نفسي نفسي يقول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أمتي أمتي، وذلك حين