الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الترمذي بمعناه وقال في آخره ثم ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ركبتي، فقال:«يا أبا هريرة: أولئك الثلاثة أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة» .
باب فيمن يدخل الجنة بغير حساب
قال الترمذي: هذا حديث غريب وقد أخرجه ابن ماجه أيضاً.
وخرج أبو بكر البزار «من حديث أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفاً مع كل واحد من السبعين ألفاً سبعون ألفاً» .
وخرج أيضاً هو وأبو عبد الله الحكيم الترمذي، «عن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله أعطاني سبعين ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب فقال عمر: يا رسول الله فهلا استزدته؟ قال: استزدته فأعطاني مع كل من السبعين ألفاً سبعين ألفاً فقال عمر: يا رسول الله فهلا استزدته؟ قال: لقد استزدته فأعطاني هكذا» وفتح أبو وهب يديه.
قال أبو وهب قال هشام هذا من الله لا يدري ما عدده.
وخرج الترمذي الحكيم أيضاً، «عن نافع أن أم قيس حدثته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج آخذاً بيدها في سكة من سكك المدينة حتى انتهى بها إلى بقيع الغرقد فقال يبعث من ها هنا سبعون ألفاً يوم القيامة في صورة القمر ليلة البدر يدخلون الجنة بغير حساب فقام رجل فقال يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم.
فقال: أنت منهم فقام آخر.
فقال يا رسول الله: ادع الله أن يجعلني منهم.
فقال: سبققك بها عكاشة» .
قال أبو عبد الله فهذا العدد من مقبرة واحدة، فكيف بسائر مقابر أمته، وإنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنت منهم كأنه رأى فيه أنه منهم، والآخر لم يره بموضع ذلك فقال سبقك بها عكاشة، وأم قيس هي بنت محصن أخت عكاشة بن محصن الأسدي.
قلت: خرجه مسلم في صحيحه بمعناه.
فصل: لا تظن أن من استوفى واكتوى لا يدخل الجنة بغير حساب، فإن
النبي صلى الله عليه وسلم رقى نفسه وأمر بالرقي وكذلك كوى أصحابه ونفسه فيما ذكر الطبري وغيره، فمحمل النبي عن رقى مخصوصة بدليل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لآل عمرو بن حزم» اعرضوا على رقابكم لا بأس بالرقي ما لم يكن فيه شرك «وكذلك الكي الذي لا يوجد عنه غني فمن فعله في محله وعلى شرطه لم يكن ذلك مكروهاً في حقه ولا منقصاً له من فضله، ويجوز أن يكون من السبعين ألفاً، وقد كوى النبي صلى الله عليه وسلم نفسه فيما ذكره الطبري في كتاب آداب النفوس له.
ذكره الحليمي في كتاب المنهاج في الدين له.
واختلفت الرواية في الكي، فروي أن النبي صلى الله عليه وسلم اكتوى من الكلم الذي أصابه في وجهه يوم أحد، وكوى سعد بن زرارة من الشوكة، وكوى سعد بن معاذ الذي اهتز لموته عرش الرحمن وأبي بن كعب المخصوص بأنه أقرأ الأمة للقرآن، وقد اكتوى عمران بن حصين وقطع رجله عروة بن الزبير، فمن اعتقد أن هؤلاء لا يصلحوا أن يكونوا من السبعين ألفاً ففساد كلامه لا يخفى.
باب منه
» أخبرنا ابن رواح إجازة قال: حدثنا السلفي قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن مردويه بن فورك بن جعفر قراءة عليه وأنا أسمع بأصبهان سنة إحدى وتسعين وأربعمائة قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن عمر ضبن إسحاق بن إبراهيم الأسدباذي الهمذاني قراءة عليه في شعبان سنة تسع وأربعمائة قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن إسحاق بن السني الحافظ قال: أخبرني أبو عبد الله الحسين بن محمد المطيقي قال: حدثنا
أبو بكر بن زنجويه قال
حدثنا عثمان بن صالح قال: حدثنا ابن لهيعة، عن دراج، عن أبي جحيرة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة يدخلون الجنة بغير حساب.
رجل غسل ثوبه فلم يجد له خلفاً، ورجل لم ينصب على مستوقدده بقدرين قط، ورجل دعي بشراب فلم يقل له أيهما تريد وقال ابن مسعود: من احتفر بئراً بفلاة من الأرض إيماناً واحتساباً دخل الجنة بلا حساب.
باب منه
ذكر أبو نعيم عن علي بن الحسين رضي الله عنه قال: إذا كان يوم القيامة نادى مناد أيكم أهل الفضل؟ فيقول ناس من الناس فيقال انطلقوا إلى الجنة فتتلقاهم الملائكة فيقولون: إلى أين؟ فيقولون إلى الجنة.
قالوا قبل الحساب؟ قالوا: نعم.
قالوا: من أنتم؟ قالوا: أهل الفضل.
قالوا: وما كان فضلكم؟ قالوا لنا إذا جهل علينا حلمنا، وإذا ظلمنا صبرنا، وإذا أسى علينا غفرنا.
قالوا: ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين، ثم ينادي مناد ليقم أهل الصبر فيقوم ناس من الناس وهم قليل فيقال لهم: انطلقوا إلى الجنة فتتلقاهم الملائكة فيقال لهم مثل ذلك.
فيقولون نحن أهل الصبر.
قالوا: وما كان صبركم؟ قالوا: صبرنا أنفسنا على طاعة الله وصبرناها عن معاصي الله.
قالوا: ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين.
قال: ثم ينادي مناد ليقم جيران الله فيقوم ناس من الناس وهم قليل فيقال لهم انطلقوا إلى الجنة فتتلقاهم الملائكة فيقال لهم مثل ذلك قالوا: ولم جاورتم الله في داره؟ قالوا: كنا
نتزاور في الله ونتجالس في الله ونتبادل في الله عز وجل.
قالوا: ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين.
وذكر «من حديث أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد ينادي مناد من تحت بطنان العرش: أين أهل المعرة بالله، أين المحسنون؟ قال: فيقوم عنق من الناس حتى يقفوا بين يدي الله تعالى، فيقول وهو أعلم بذلك: من أنتم؟ فيقولون نحن أهل المعرفة بك الذي عرفتنا إياك وجعلتنا أهلاً لذلك فيقول: صدقتم ثم يقول ما عليكم من سبيل ادخلوا الجنة برحمتي، ثم تبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: لقد نجاهم الله من أهوال يوم القيامة» ، قال أبو نعيم: هذا طريق مرضي لولا الحارث بن منصور الوراق وكثرة وهمه.
ابن المبارك عن ابن عباس قال: [إذا كان يوم القيامة نادى مناد: ستعلمون اليوم من أصحاب الكرم، ليقم الحامدون لله تعالى على كل حال، فيقومون فيسرحون إلى الجنة، ثم ينادي ثانية: ستعلمون اليوم من أصحاب الكرم ليقم الذين كانت {تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون} قال: فيقومون فيسرحون إلى الجنة.
قال: ثم ينادي ثالثة ستعلمون اليوم من أصحاب الكرم ليقم الذين كانوا {لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله} الآية فيسرحون إلى الجنة.
وروي أنه إذا كان يوم القيامة نادى مناد: أين عبادي الذين أطاعوني وحفظوا عهدي بالغيب، فيقومون كأن وجوههم البدر أو الكوكب الدري
ركباناً على نجائب من نور أزمتها من الياقوت الأحمر تطير بهم على رؤوس الخلائق، حتى يقوموا بين يدي العرش، فيقول الله لهم: السلام على عبادي الذين أطاعوني وحفظوا عهدي بالغيب.
أنا اصطفيتكم وأنا أحببتكم وأنا اخترتكم.
اذهبوا فأدخلوا الجنة بغير حساب، فلا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون، فيمرون على الصراط كالبرق الخاطف فيفتح لهم أبوابها، ثم إن الخلائق في المحشر موقوفون، فيقول بعضهم لبعض: يا قوم أين فلان ابن فلان وذلك حين يسأل بعضهم بعضاً فينادي مناد {إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون} .
باب منه
ذكر الميانشي القرشي أبو جعفر عمر بن حفص «من حديث أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا كان يوم القيامة جاء أصحاب الحديث بأيديهم المحابر فيأمر الله تعالى جبريل أن يأتيهم فيسألهم من هم فيأتيهم فيسألهم، فيقولون: نحن أصحاب الحديث.
فيقول الله تعالى لهم: ادخلوا الجنة طال ما كنتم تصلون على نبي صلى الله عليه وسلم» ، وخرج «عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا كان يوم القيامة وضعت منابر من نور عليها قبال من در ثم ينادي مناد: أين الفقهاء وأين الأئمة وأين المؤذنوون؟ اجسلوا على هذه فلا روع عليكم اليوم ولا حزن حتى يفرغ الله فيما بينه وبين العباد من الحساب» .
وروى يزيد بن هارون، «عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن ابن أبي
ليلى، عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مسألة واحدة بتعلمها المؤمن خير له من عبادة سنة، وخير له من عتق رقبه من ولد إسماعيل، وإن طالب العلم والمرأة المطيعة لزوجها والولد البار بوالديه يدخلون الجنة بغير حساب» ، ونقلته من الزيادات بعد الأربعين لإسماعيل بن عبد الغافر رحمه الله قال: حدثنا يحيى عن الحسن ابن علي، حدثنا يزيد بن هارون فذكره.
باب منه
أبو نعيم «عن قتادة، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي مائة ألف، فقال أبو بكر يا رسول الله: زدنا.
قال: وهكذا، وأشار سليمان بن حرب بيده كذلك.
قال يا رسول الله: زدنا.
فقال عمر رضي الله عنه: إن الله قادر أن يدخل الناس الجنة بحفنة واحدة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم صدق عمر» ، هذا حديث غريب من حديث قتادة عن أنس، تفرد به عن قتادة أبو هلال واسمه محمد بن سليم الراسبي ثقة بصري.
فصل: لا يحملنك يا أخي شيء من هذا الحديث ولا الذي قبله ولا ما وقع في صحيح مسلم من قوله عليه السلام مخبراً عن الله تعالى كما تقدم: فيقبض قبضة من النار على