الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عليه فيسألونه: ما فعل فلان؟ ما فعلت فلانة؟ فيقولون: دعوه فإنه كان في غم الدنيا فإذا قال: ما أتاكم؟ قالوا: ذهب به إلى أمه الهاوية وإن الكافر إذا احتضر أتته ملائكة العذاب بمسح فيقولون: اخرجي ساخطة مسخوطاً عليك إلى عذاب الله فيخرج كأنتن ريح خبيثة حتى يأتوا به باب الأرض فيقولون: ما أنتن هذه الريح؟ حتى يأتوا به أرواح الكفار» .
وخرج أبو داود الطيالسي قال: «حدثنا حماد، عن قتادة، عن أبي الجوزاء، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا قبض العبد المؤمن جاءته ملائكة الرحمة فتسلم تسل نفسه في حريرة بيضاء فيقولون: ما وجدنا ريحاً أطيب من هذه.
فيسألونه فيقولون: ارفقوا به فإنه خرج من غمم الدنيا.
فيقولون: ما فعل فلان؟ ما فعلت فلانة؟ قال: وأما الطافر فتخرج نفسه فتقول خزنة الأرض ما وجدنا ريحاً أنتن من هذه فيهبط به إلى أسفل الأرض» .
الرد على الملحدة
قلت: وهنا فصول ستة في الرد على الملحدة:
الفصل الأول
تأمل يا أخي وفقني الله وإياك هذا الحديث وما قبله من الأحاديث ترشدك إلى أن الروح والنفس شيء واحد وأنه جسم لطيف
مشابك للأجسام المحسوسة يجذب ويخرج.
وفي أكفانه يلف ويدرج: وبه إلى السماء يعرج.
لا يموت ولا يفنى وهو مما له أول وليس له آخر.
وهو بعينين ويدين.
وأنه ذو ريح طيب وخبيث.
وهذه صفة الأجسام لا صفة الأعراض.
وقد قال بلال في حديث الوادي: أخذ بنفسي يا رسول الله الذي أخذ بنفسك.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مقابلاً له في حديث زيد بن أسلم في حديث الوادي: «يا أيها الناس إن الله قبض أرواحنا ولو شاء ردها إلينا في حيز غير هذا» وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الروح إذا قبض تبعه البصر» وقال: «فذلك حين يتبع بصره نفسه» وهذا غاية في البيان ولا عطر بعد عروس، وقد اختلف الناس في الروح اختلافاً كثيراً: أصح ما قيل فيه: ما ذكرناه لك وهو مذهب أهل السنة: أنه جسم، فقد قال تعالى:{الله يتوفى الأنفس حين موتها} .
قال أهل التأويل: يريد الأرواح، وقد قال تعالى:{فلولا إذا بلغت الحلقوم} يعني النفس عند خروجها من الجسد، وهذه صفة الجسم ولم يجر لها ذكر في الآية لدلالة الكلام عليها، كقول الشاعر: