الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تدور بهم تلك النواعير، ما لهم فيها راحة ولا فترة.
وقال محمد بن كعب القرظي.
إن لمالك مجلساً في وسط جهنم وجسوراً تمر عليها ملائكة العذاب، فهو يرى أقصاها كما يرى أدناها.
الحديث وسيأتي.
باب منه: وفي بيان قوله تعالى: " فلا اقتحم العقبة " وفي ساحل جهنم ووعيد من يؤذي المؤمنين
باب منه: وفي بيان قوله تعالى: فلا اقتحم العقبة وفي ساحل جهنم ووعيد من يؤذي المؤمنين
ابن المبارك، قال: أخبرنا رجل عن منصور، عن مجاهد، عن يزيد بن شجرة، قال: وكان معاوية بعثه على الجيوش، فلقي عدواً فرأى أصحابه فشلاً فجمعهم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد، اذكروا نعمة الله عليكم وذكر الحديث.
قال ابن المبارك: وأخبرنا سفيان بن عيينة، عن عمار الدهمني أنه حدثه، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري قال: إن صعوداً.
صخرة في جهنم، إذا وضعوا أيديهم عليها ذابت، فإذا رفعوها عادت، اقتحامها {فك رقبة * أو إطعام في يوم ذي مسغبة} .
وقال ابن عمرو ابن عباس.
هذه العقبة جبل في جهنم.
وقال محمد بن كعب، وكعب الأحبار.
هي سبعون درجة في جهنم.
وقال الحسن وقتادة: هي عقبة شديدة صعبة في النار دون الجسر، فاقتحموها بطاعة الله عز وجل.
وقال مجاهد والضحاك والكلبي: هي الصراط، وقيل: النار نفسها.
وقال الكلبي أيضاً: هي جبل بين الجنة والنار، يقول: فلأجاور هذه العقبة بعمل صالح، ثم بين اقتحامها بما يكون فقال {فك رقبة} الآية.
وقال ابن زيد وجماعة من المفسرين: معنى الكلام الاستفهام، تقديره: أفلا اقتحم العقبة، يقول: هلاً أنفق ماله في فك الرقاب، وإطعام السغبان ليجاوز به العقبة، فيكون خيراً له من إنفاقه في المعاصي؟ .
وقيل: معنى الكلام التمثيل والتشبيه، فشبه عظم الذنوب وثقلها بعقبة، فإذا أعتق رقبة وعمل صالحاً كان مثله كمثل من اقتحم العقبة، وهي الذنوب التي تضره وتؤذيه وتثقله، فإذا أزالها بالأعمال الصالحة والتوبة الخالصة، كان كمن اقتحم عقبة يستوي عليها ويجوزها.
قلت: هذا حديث حسن.
قال الحسن: هي والله عقبة شديدة، مجاهدة الإنسان نفسه وهواء وعدوه الشيطان، وأنشد بعضهم:
إني بليت بأربع يرمينني
…
بالنبل قد نصبوا علي شراكاً
إبليس والدنيا ونفسي والهوى
…
من أين أرجو بينهن فكاكا
يا رب ساعدني بعفو إنني
…
أصبحت لا أرجو لهن سواكا
وأنشد غيره أيضاً في معنى ذلك:
إني بليت بأربع يرمينني
…
بالنبل عن قوس لها توتير
إبليس والدنيا ونفسي والهوى
…
يا رب أنت على الخلاص قدير
وقال آخر:
إني بليت بأربع ما سلطوا
…
إلا لعظم بليتي وشقائي
إبليس والدنيا ونفسي والهوى
…
كيف الخلاص وكلهم أعدائي
قلت: قال: فمن أطاع مولاه وجاهد نفسه وهواه، وخالف شيطانه ودنياه، كانت الجنة نزله ومأواه، وممن تمادى في غيه وطغيانه وأرخى في الدنيا زمام عصيانه، ووافق نفسه وهواه في مناه ولذاته وأطاع شيطانه في جمع شهواته كانت النار أولى به، قال الله تعالى:{فأما من طغى * وآثر الحياة الدنيا * فإن الجحيم هي المأوى * وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى * فإن الجنة هي المأوى} .
ومعنى فلا اقتحم العقبة: أي لم يقتحم العقبة، وهذا خبر أي أنه لم يفعل، والعرب تقول: لا فعل بمعنى لم يفعل.
قال زهير.
وكان طوى كشحاً على سكينة
…
فلا هوى أبداها ولم يتقدم
أي فلم يبدها.
ثم قال: {وما أدراك ما العقبة * فك رقبة} ، يقول للنبي صلى الله عليه وسلم: أي لم تكن تدريها حتى أعلمتك ما العقبة: فك رقبة: أي عتق رقبة من الرق أو إطعام في يوم ذي مسغبة مجاعة، يتيماً ذا مقربة: أي قرابة.
أو مسكيناً ذا متربة: يعني به اللاصق بالتراب من الحاجة.
في تفسير الحسن.
وقال سفيان بن عيينة: كل شيء قال فيه وما أدراك، فإنه أخبره به، وكل شيء قال فيه وما يدريك فإنه لم يخبره به.
وخرج الطبراني أبو القاسم سلمان بن أحمد في كتاب مكارم الأخلاق عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: لأن أجمع أناساً من أصحابي على صاع من طعام أحب إلي أن أخرج إلى السوق فأشترى نسمة فأعتقها.