الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
امرؤ من العالمين وعراجين من ذهب وشماريخ وكرانيف من ذهب، وأقماع من ذهب، وثمارها كالقلال، وألين من الزبد وأحلى حلاوة من العسل» .
وذكر أبو الفرج بن الجوزي، «عن جرير بن عبد الله البجلي، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أخذ عوداً بيده فقال: يا جرير لو طلبت في الجنة مثل هذا العود لم تجده، قال فقلت فأين النخل والشجر؟ قال: أصولها اللؤلؤ والذهب.
وأعلاها الثمر» .
باب في الزرع في الجنة
البخاري «عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: كان يوماً يحدث وعنده رجل من أهل البادية أن رجلاً من أهل الجنة استأذن ربه في الزرع فقال له: أو لست فيما شئت، قال: بلى! ولكني أحب أن أزرع فأسرع وبذر فبادر الطرف نباته واستواؤه واستحصاده وتكويره أمثال الجبال، فيقول الله: دونك يا ابن آدم فإنه لا يشبعك شيء، فقال الأعرابي يا رسول الله: لا تجد هذا إلا قرشياً أو أنصارياً.
فإنهم أصحاب زرع.
فأما نحن فلنسا بأصحاب زرع، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم» .
باب ما جاء في أبواب الجنة وكم هي؟ ولمن هي؟ وفي تسميتها وسعتها
قال الله تعالى: {حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها} قال
جماعة من أهل العلم: هذه واو الثمانية فللجنة ثمانية أبواب.
واستدلوا بقوله عليه الصلاة والسلام: «ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ أو فيسبغ الوضوء، ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء» .
رواه عمر بن الخطاب، خرجه مسلم.
وجاء في تعيين هذه الأبواب لبعض العلماء كما جاء في حديث الموطأ وصحيح البخاري ومسلم «عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أنفق زوجين في سبيل الله نودي في الجنة يا عبد الله هذا خير فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان فقال أبو بكر: يا رسول الله ما على أحد يدعى من هذه الأبواب من ضرورة فهل يدعى أحد من هذه الأبواب؟ قال: نعم! وأرجو أن تكون منهم» .
قال القاضي عياض: ذكر مسلم في هذا الحديث من أبواب الجنة أربعة وزاد غيره بقية الثمانية فذكر منها: باب التوبة، وباب الكاظمين الغيظ.
وباب الراضين، والباب الأيمن الذي يدخل منه من لا حساب عليه.
قلت: فذكر الترمذي الحكيم أبو عبد الله أبواب الجنة في نوادر الأصول فذكر باب محمد صلى الله عليه وسلم، وهو باب الرحمة، وهو باب التوبة، فهو منذ خلقه الله مفتوح لا يغلق، فإذا طلعت الشمس من مغربها أغلق فلم يفتح إلى يوم القيامة، وسائر الأبواب مقسومة على أعمال البر.
فباب منها للصلاة، وباب
للصوم، وباب للزكاة والصدقة، وباب للحج، وباب للجهاد، وباب للصلة، وباب للعمرة، فزاد باب الحج، وباب العمرة، وباب الصلة، فعلى هذا أبواب الجنة أحد عشر باباً.
وقد ذكر الآجري أبو الحسن «عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن في الجنة باباً يقال له باب الضحى فإذا كان يوم القيامة ينادي مناد أين الذين كانوا يداومون على صلاة الضحى؟ هذا بابكم فادخلوه» ، ذكره في كتاب النصيحة ولا يبعد أن يكون لنا ثالث عشر على ما ذكره أبو عيسى الترمذي «عن سالم بن عبد الله عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: باب أمتي الذين يدخلون منه الجنة عرضه مسيرة الراكب المجد ثلاثاً، ثم إنهم ليضغطون بعليه حتى تكاد مناكبهم تزول» .
قال الترمذي: سألت محمداً، يعني البخاري عن هذا الحديث فلم يعرفه، قال لخالد بن أبي بكر مناكير عن سالم بن عبد الله.
قلت: فقوله باب أمتي يدل على أنه لسائر أمته، فمن لم يغلب عليه عمل يدعى به وعلى هذا يكون ثالث عشر، ولهذا يدخلون مزدحمين، وقد تقدم أن أكثر أهل الجنة البله فالله أعلم.
ومما يدلة على أنها أكثر من ثمانية «حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من توضأ فأسبغ الوضوء ثم قال أشهد أن لا إله إلا الله
وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صادقاً من نفسه أو قلبه، شك أيهما قال فتح له من أبواب الجنة ثمانية أبواب يوم القيامة، يدخل من أيها شاء» .
خرجه الترمذي وغيره قال أبو عمر بن عبد البر في كتاب التمهيد هكذا قال فتح له من أبواب الجنة، وذكر أبو داود والنسائي وابن سنجر فتحت له أبواب الجنة الثمانية، ليس فيها ذكر من، فعلى هذا أبواب الجنة ثمانية كما قالوا.
قلت: قد ذكرنا أنها أكثر من ثمانية وبالله توفيقنا، وأما كون الواو في وفتحت أبوابها واو الثمانية، وأن أبواب الجنة كذلك ثمانية أبواب، فقد جاء ما يدل على أنها ليست كذلك في قوله تعالى {هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر} ، فخلو المتكبر وهو ثامن اسم من الواو يدل على بطلان ذلك القول وتضعيفه.
وقد بيناه في سورة براءة، والكهف من كتاب جامع أحكام القرآن والحمد لله.
وقد خرج مسلم، عن خالد بن عمير، قال: خطبنا عتبة بن غزوان، وكان أميراً على البصرة فحمد الله وأثنى عليه، وذكر الحديث على ما تقدم، وفيه: ولقد ذكر لنا أن ما بين المصراعين من مصاريع
الجنة مسيرة أربعين سنة وليأتين عليه يوم وهو كظيظ من الزحام، الحديث.
وخرج «عن أنس في حديث الشفاعة، والذي نفس محمد بيده إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة لكما بين مكة وهجر، أو كما بين مكة وبصرى» وخرج «عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفاً وأو سبعمائة ألف، لا يدري أبو حازم أيهما قال متماسكون آخذ بعضهم بعضاً، لا يدخل أولهم حتى يدخل آخرهم، ووجوههم على صورة القمر ليلة البدر» فهذه الأحاديث مع صحتها تدل على أنها أكثر من الثمانية إذ هي غير ما تقدم، فيحصل منها والحمد لله على هذا ستة عشر باباً.
وقد ذكر الإمام أبو القاسم عبد الكريم القشيري في كتاب التحبير وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الخلق الحسن طوق من رضوان الله عز وجل في عنق صاحبه، والطوق مشدود إلى سلسلة من الرحمة، والسلسلة مشدودة إلى حلقة من باب الجنة، حيث ما ذهب الخلق الحسن جرته السلسلة إلى نفسها تدخله من ذلك باب إلى الجنة والخلق السوء: طوق من سخط الله في عنق صاحبه والطوق مشدود إلى سلسلة من عذاب الله، والسلسلة مشدودة من باب النار، حيث ما ذهب الخلق السوء جرته السلسلة إلى نفسها تدخله من ذلك الباب إلى النار»
وذكر صاحب الفردوس «من حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: للجنة باب يقال له الفرح، لا يدخل منه إلا من فرح الصبيان» .
فصل: قوله: من أنفق زوجين في سبيل الله، قال الحسن البصري: يعني إثنين من كل شيء: دينارين، درهمين، ثوبين، خفين، وقيل: يريد شيئين ديناراً ودرهماً، درهماً وثوباً، خفاً ولجاماً ونحو هذا.
وقال الباجي، يحتمل أن يريد بذلك العمل من صلاتين أو صيام يومين.
قلت: والأول من التفسير أولى، لأنه مروي عن النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم: وذكر الآجري «عن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أنفق زوجين في سبيل الله ابتدرته حجبة الجنة ثم قال صلى الله عليه وسلم: بعيرين، درهمين، قوسين، نعلين» وأما ما جاء من سعة أبواب الجنة، فيحتمل أن يكون بعضها سعته كذا، وبعضها سعته كذا كما ورد في الأخبار فلا تعارض والحمد لله.
باب منه
روى البخاري ومسلم، «عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن في الجنة باباً يقال له الريان، يدخل منه الصائمون فيدخلون منه، فإذا دخل آخرهم أغلق فلم يدخل منه أحد» .
قلت: وهكذا والله أعلم سائر الأبواب المختصة بالأعمال.
وجاء في حديث أبي هريرة: إن من الناس من يدعى من جميع الأبواب، فقيل: ذلك الدعاء دعاء تنويه وإكرام وإعظام ثواب العاملين تلك الأعمال إذ قد جمعها ونيله ذلك، ثم يدخل من الباب الذي غلب عليه العمل.
وفي صحيح مسلم، «عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أصبح منكم اليوم صائماً؟ قال أبو بكر: أنا، فمن تيع منكم اليوم جنازة؟ قال أبو بكر: أنا، قال: فمن أطعم منكم اليوم مسكيناً؟ قال أبو بكر: أنا، قال: فمن عاد منكم اليوم مريضاً؟ قال أبو بكر: أنا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما اجتمعن في امرئ إلادخل الجنة» .
باب منه
خرج أبو داود الطيالسي في مسنده قال: «حدثنا جعفر بن الرزبير الحنفي، عن القاسم مولى يزيد بن معاوية، عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انطلق برجل إلى باب الجنة فرفع رأسه فإذا على باب الجنة مكتوب الصدقة بعشر أمثالها، والقرض الواحد بثمانية عشر، لأن صاحب القرض لا يأتيك إلا