الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الراحمين وكبر عليها أربعاً وأدخلها اللحد هو والعباس وأبو بكر الصديق رضي الله عنهم أجمعين» .
باب منه وما جاء أن الميت يعذب ببكاء أهله عليه وهم من شر الناس له
روى أبو هدبة قال «إبراهيم بن هدبة، قال: حدثنا أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن العبد الميت إذا وضع في قبره، وأقعد.
قال: يقول أهله: وا سيداه وا شريفاه وا أميراه قال: يقول الملك: اسمع ما يقولون.
أنت كنت سيداً؟ أنت كنت أميراً.
أنت كنت شريفاً؟ قال: يقول الميت: يا ليتهم يسكتون قال: فيضعط ضغطة تختلف فيها أضلاعه» .
فصل قال علماؤنا رحمة الله عليهم: قال بعض العلماء أو أكثرهم: إنما يعذب الميت ببكاء الحي.
إذا كان البكاء من سنة الميت واختياره، كما قال:
إذا مت فانعيني بما أنا أهله
…
وشقي علي الجيب يا ابنة معبد
وكذلك إذا وصى به.
وقد روى ما يدل على أن الميت يصيبه عذاب ببكاء الحي عليه وإن لم يكن من سنته ولا من اختياره ولا مما أوصى به.
واستدلوا بحديث أنس المذكور.
«وبما روى من حديث قيلة بنت مخرمة.
وذكرت عند النبي صلى الله عليه وسلم ولداً لها مات ثم بكت.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيغلب أحيدكم أن يصاحب صويحبه في الدنيا معروفاً.
فإذا حال بينه وبينه من هو أولى به منه استرجع؟ ثم قال: اللهم أثبني فيما أمضيت، وأعني على ما أبقيت.
فو الذي نفس محمد بيده إن أحيدكم ليبكي فيستعبر له صويحبه.
يا عباد الله لا تعذبوا موتاكم» ذكره ابن أبي خيثمة، وأبو بكر بن أبي شيبة وغيرهما.
وهو حديث معروف إسناده لا بأس به وسياقه يدل على أن بكاء هذه لم يكن من اختيار لابنها لأن ابنها صاحب من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولا كان هذا البكاء المعروف في الجاهلية الذي كان من اختيار الميت ومما يوصي به.
وذكر أبو عمر بن عبد البر في كتاب الاستيعاب «من حديث أبي موسى
الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الميت يعذب ببكاء الحي عليه.
إذا قالت النائحة وا عضده وا ناصراه وا كاسياه جبذ الميت وقيل له: أنت ناصرها؟ أنت كاسيها» .
وذكر البخاري من حديث النعمان بن بشير قال: أغمي على عبد الله بن رواحة فجعلتلا أخته عمرة تبكي وتقول: واجبلاه.
واكذا.
واكذا.
تعدد عليه فقال حينت أفاق: ما قلت شيئاً إلا قيل لي: أأنت كذلك؟ فلما مات لم تبك عليه.
وهذا أيضاً لم يكن من سنة عبد الله بن رواحة، ولا من اختياره، ولا مما أوصى به، فصابه في الدين أجل وأرفع من أن كان يأمر بهذا أو يوصي به.
وروى أبو محمد عبد الغني بن سعيد الحافظ «من حديث منصور بن زاذان، عن الحسن، عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله ليعذب الميت بصياح أهله عليه» فقال له رجل: يموت بخراسان ويناح عليه ها هنا؟ فقال عمران: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكذبت.