الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بعده الله من النار سبع خنادق ما بين كل خندق مسيرة مائة عام» .
وفي كتاب أبي داود، «عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من توضأ فأحسن الوضوء وعاد أخاه المسلم، يوعد من جهنم سبعين خريفاً» قلت يا أبا حمزة: وما الحزيف؟ قال: العام.
وفي الصحيحين «عن عدي بن حاتم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من استطاع منكم أن يستتر من النار ولو بشق تمرة فليفعل» ، لفظ مسلم.
باب ما جاء في جهنم وأنها أدراك ولمن هي
قال الله تعالى: {إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار} فالنار دركات سبعة أي طبقات ومنازل، وإنما قال: أدراك ولم يقل درجات لاستعمال العرب لكل ما تسافل درك، ولما تعالى درج، فيقول للجنة درج وللنار درك، فالمنافقون في الدرك الأسفل من النار، وهي الهاوية لغلظ كفرهم وكثرة غوائلهم وتمكنهم من أذى المؤمنين.
ابن وهب قال: حدثني ابن يزيد قال: قال كعب الأحبار: إن في النار لبئراً ما فتحت أبوابها بعد مغلقة ما جاء على جهنم منذ خلقها الله تعالى إلا تستعيذ بالله من شر ما في تلك البئر مخافة إذا فتحت تلك البئر أن يكون فيها من عذاب الله ما لا طاقة لها به ولا صبر لها عليه، وهي الدرك الأسفل من النار.
وذكر ابن المبارك قال: أخبرنا سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن خيثمة، عن ابن مسعود في قوله تعالى:{إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار} قال: توابيت من حديد تصمت عليهم في أسفل النار، قال: وأخبرنا إبراهيم بن هارون الغنوي قال: سمعت حطان بن عبد الله الرقاشي يقول: سمعت علياً يقول: هل تدرون كيف أبواب جهنم؟ قال: هي مثل أبوابنا هذه؟ قال: لا، بل هي هكذا بعضها فوق بعض.
وقال العلماء: أعلى الدركات جهنم وهي مختصة بالعصاة من أمة محمد صلى الله عليه وسلم وهي التي تخلو من أهلها فتصفق الرياح أبوابها، ثم لظى، ثم الحطمة، ثم السعير، ثم سقر، ثم الجحيم، ثم الهاوية، وقد يقال للدركات: درجات لقوله تعالى: {ولكل درجات مما عملوا} .
ووقع في كتب الزاهد والرقائق أسماء هذه الطبقات وأسماء أهلها من أهل الأديان على ترتيب لم يرد في أثر صحيح.
قال الضحاك: في الدرك الأعلى المحمديون، وفي الثاني النصارى، وفي الثالث اليهود، وفي الرابع الصائبون، وفي الخامس المجوس، وفي السادس مشركو العرب، وفي السابع المنافقون.
وقال معاذ بن جبل وذكر العلماء السوء من العلماء: من إذا وعظ عنف، وإذا وعظ أنف، فذلك في الدرك الأول من النار، ومن العلماء من يأخذ علمه بأخذ السلطان، فذلك في الدرك الثاني من النار، ومن العلماء من يخزن علمه فذلك في الدرك الثالث من النار، ومن العلماء من يتخير العلم والكلام لوجوه الناس ولايرى سفلة الناس له