الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قيل: يجوز أن يدخلهم تأديباً لهم وإن لم يعذبهم فيها، ويكون صرف نعيم الجنة عنهم مدة كونهم فيها عقوبة لهم كالمحبوسين في السجون، فإن الحبس عقوبة لهم وإن لم يكن معه غل ولا قيد والله أعلم.
وسيأتي لهذا مزيد بيان في أبواب النار إن شاء تعالى.
وقوله: ضبائر ضبائر معناه جماعات جماعات الواحدة ضبارة بكسر الضاد وهي الجماعة من الناس.
وبثوا: فرقوا.
والحبة بكسر الحاء بزر البقول وحميل السيل ما احتمله من غثاء وطين.
وسيأتي إن شاء الله تعالى.
باب فيمن يشفع لهم قبل دخول النار من أجل أعمالهم الصالحة وهم أهل الفضل في الدنيا
ذكر أبو عبد الله محمد بن ميسرة الجبلي القرطبي في كتاب التبيين له.
روى أبي وابن وضاح من حديث أنس يرفعه قال: يصف أهل النار فيقرنون فيمر بهم الرجل من أهل الجنة فيقول الرجل منهم يا فلان: أما تذكر رجلاً سقاك شربة ماء يوم كذا وكذا؟ فيقول: إنك لأنت هو.
قال: فيقول نعم.
قال فيشفع فيه فيشفع ويقول الرجل منهم يا فلان لرجل من أهل الجنة: أما تذكر رجلاً وهب لك وضوءاً يوم كذا وكذا؟ .
فيقول نعم فيشفع له فيشفع فيه.
قلت: أخرجه ابن ماجه في سننه بمعناه قال: «حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير وعلي بن محمد قالا: حدثنا الأعمش، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يصف الناس يوم القيامة صفوفاً وقال ابن نمير أهل الجنة فيمر الرجل من أهل النار على الرجل من أهل الجنة فيقول يا فلان: أما تذكر يوم استسقيتني فسقيتك شربة؟ قال: فيشفع له، ويمر الرجل على الرجل فيقول: أما تذكر يوم ناولتك طهوراً فيشفع له» .
قال ابن نمير ويقول يا فلان أما تذكر يوم بعثتني لحاجة كذا وكذا فذهبت لك فيشفع له.
وخرج أبو نعيم الحافظ بإسناده «عن الثوري، حدثنا الأعمش، عن شفيق عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليوفيهم أجورهم يوم القيامة ويزيدهم من فضله قال: أجورهم يدخله الجنة ويزيدهم من فضله الشفاعة لمن وجبت له النار ممن صنع إليهم المعروف في الدنيا» .
وذكر أبو جعفر الطحاوي أيضاً «عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم القيامة جمع الله أهل الجنة صفوفاً، وأهل النار صفوفاً، فينظر الرجل من صفوف أهل النار إلى الرجل من صفوف أهل
الجنة فيقول يا فلان: تذكر يوم اصطنعت معروفاً إليك؟ فيقول: اللهم إن هذا اصطنع إلي في الدنيا معروفاً قال فيقال له خذ بيده وأدخله الجنة برحمة الله عز وجل» ، قال أنس رضي الله عنه أشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله.
قال أبو عبد الله محمد بن ميسرة: ورأيت في الكتاب الذي يقال إنه الزبور [إني أدعو عبادي الزاهدين يوم القيامة فأقول لهم: عبادي إني لم أزو عنكم الدنيا لهواتكم علي، ولكن أردت أن تستوفوا نصيبكم موفوراً اليوم، فتخللوا الصفوف فمن أحببتموه في الدنيا أو قضى لكم حاجة أو رد عنكم غيبة أو أطعمكم لقمة ابتغاء وجهي وطلب مرضاتي فخذوا بيده وأدخلوه الجنة] .
فصل: وذكر أبو حامد في آخر كتاب الآحياء.
«قال أنس رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن رجلا من أهل الجنة يشرف يوم القيامة على أهل النار فيناديه رجل من أهل النار ويقول يا فلان هلى تعرفني؟ فيقول: لا والله ما أعرفك.
من أنت؟ فيقول: أنا الذي مررت بي في الدنيا يوماً فاستسقيتني شربة ماء فسقيتك.
قال: قد عرفت.
قال فاشفع لي بها عن ربك فيسأل الله تعالى ويقول: إني أشرفت على أهل النار فناداني رجل من أهلها فقال هل تعرفني، فقلت: لا.
من أنت؟ قال أنا الذي استسقيتني في الدنيا فسقيتك فاشفع لي بها فشفعني.
فيشفعه الله تعالى فيؤمر به فيخرج من النار» .
والله تعالى أعلم.