الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عمل سلف، وأنه سيظهر على الأرض كلها إلا الحزم وبيت المقدس وأنه يحصر المؤمنين في بيت المقدس» .
قال: فيهزمه الله وجنوده حتى إذا جدر الحائط وأصل الشجرة ينادي: يا مؤمن هذا كافر يستتر بي فقال: اقتله.
قال: ولن يكون قولك حتى تبدو أمور يتفاج شأنها في أنفسكم تتساءلون بينكم: هل كان نبيكم ذكر لكم منها ذكراً وحتى تزول جبال من مراتبها على أثر ذلك القبض.
باب منه وفي عظم خلق الدجال وعظم فتنته وسبب خروجه وصفة حماره وسعة خطوه وفي حصره المسلمين في جبال الدخان وكم ينكث في الأرض وفي نزول عيسى عليه السلام وقت السحر لقتل الدجال ومن اتبعه
مسلم «عن عمران بن حصين قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة خلق أكبر من الدجال» وفي رواية: «امرؤ بدل خلق» .
وفي حديث تميم الداري قال: فانطلقنا سراعاً حتى دخلنا الدير فإذا أعظم إنسان رأيناه قط خلقاً وأشده وثاقاً، الحديث وسيأتي.
وعن ابن عمر أنه لقى ابن صياد في بعض طرق المدينة فقال قولاً أغضبه فانتفخ حتى ملأ السكة، فدخل ابن عمر على حفصة وقد بلغها
فقالت: يرحمك الله ما أردت من ابن صياد أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنما يخرج من غضبة يغضبها» وسيأتي من أخبار ابن صياد ما يدل عليه أنه هو الدجال إن شاء الله تعالى وذكر قاسم بن أصبغ.
وخرجه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده قال: «حدثنا محمد بن سابق، حدثنا إبراهيم بن طهيمان عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يخرج الدجال في خفقة من الدين وإدبار من العلم أي قلة من أهله.
وله أربعون ليلة يسيحها في الأرض اليوم منها كالسنة واليوم منها كالشهر واليوم منها كالجمعة، ثم سائر أيامه كأيامكم هذه وله حمار يركبه عرض ما بين أذنيه أربعون ذراعاً فيقول للناس: أنا ربكم وهو أعور وإن ربكم ليس بأعور مكتوب بين عينيه: كافر يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب يرد كل ماء ومنهل إلا المدينة ومكة حرمهما الله تعالى عليه وقامت الملائكة بأوابهما ومعه جبال من خبز والناس في جهد إلامن اتبعه، ومعه نهران أنا أعلم بهما منه نهر يقول له: الجنة ونهر يقول له: النار فمن أدخل الذي يسميه الجنة فهي النار، ومن أدخل الذي يسميه النار فهي الجنة قال: وتيعث معه شياطين تكلم الناس ومعه فتنة عظيمة بأمر السماء فتمطر فيما يرى الناس ويقتل نفساً ثم
يحييها فيما يرى الناس فيقول للناس: أيها الناس هل يفعل مثل هذا إلا الرب فيفر الناس إلى جبل الدخان وهو بالشام، فيأتيهم فيحاصرهم فيشتد حصارهم ويجهدهم جهداً شديداً، ثم ينزل عيسى عليه السلام فيأتي في السحر فيقول: يا أيها الناس ما يمنعكم أن تخرجوا إلى الكذاب الخبيث فيقولون: هذا رجل فينطلقون فإذا هم بعيسى بن مريم عليهما السلام فيقام للصلاة فيقال له: تقدم يا روح الله فيقول: ليتفضل إمامكم فليصل بكم فإذا صلوا صلاة الصبح خرجوا إليه فحين يراه الكذاب ينماث كما ينماث الملح في الماء فيقتله حتى إن الشجر والحجر ينادي: يا روح الله هذا يهودي فلا يترك ممن كان يتبعه أحداً إلا قتله» .
قوله: ينماث كما ينماث الملح في الماء أي يذهب وينحل ويتلاشى.
وفي بعض الروايات: وذكر أن حماره حين يخطو من خطوة إلى خطوة ميل ولا يبقى له سهل ولا وغز إلا يطؤه ولا يبقى موضع إلا يأخذه غير مكة والمدينة حسبما تقدم ويأتي الكلام أبو حنيفة في حكم أيامه.
وذكر عبد الرزاق قال: «أخبرنا معمر عن ابن خيثم، عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد الأنصارية قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يمكث الدجال في الأرض أربعين سنة السنة كالشهر والشهر كالجمعة والجمعة كاليوم واليوم كالساعة والساعة كاضطرام السعفة في النار» والصحيح أنه يمكث أربعين يوماً كما في حديث جابر، وكذلك في صحيح مسلم على ما يأتي في الكتاب بعد هذا.