الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فيعذبون في النار على قدر أعمالهم.
فمنهم من تنتهي له النار إلى كعبيه، ومنهم من تنتهي إلى ركبتيه، ومنهم من تنتهي النار إلى وسطه» وذكر الحديث.
وذكر الفقيه أبو بكر بن برجان أن حديث مسلم في معنى قوله تعالى {ولكل درجات مما عملوا وليوفيهم أعمالهم وهم لا يظلمون} قال: أرى ـ والله أعلم ـ أن هؤلاء الموصوفين في هذه الآية والحديث أهل التوحيد، فإن الكافر لا تعاف النار منه شيئاً، وكما اشتمل في الدنيا على الكفر شملته النار في الآخرة، قال الله تعالى {لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل} ، أي أن ما فوقهم ظلل لهم، وما تحتهم ظلل لمن تحتهم.
باب منه
باب ما جاء في شدة عذاب أهل المعاصي وإذا يتهم أهل النار بذلك
مسلم «عن عبد الله بن مسعود قال.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أشد عذاباً يوم القيامة المصورون» ، وذكره قاسم بن أصبغ من حديث «عبد الله بن مسعود أيضاً.
قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أشد الناس عذاباً يوم القيامة رجل قتل نبياً أو قتله نبي، أو مصور يصدر التماثيل» .
وذكر أو عمر بن عبد البر وابن ماجه وابن وهب «من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن من أشد عذاباً يوم القيامة عالماً لم ينفعه الله بعلمه» ، إسناده فيه عثمان بن مقسم البزي لم يرفعه غيره.
وهو ضعيف عند أهل الحديث، معتزلي المذهب، ليس حديثه بشيء، قاله أبو عمر.
وذكر ابن وهب قال: حدثنا ابن زيد قال: يقال إنه ليؤذي أهل النار نتن فروج الزناة يوم القيامة.
ابن المبارك، قال: أخبرنا موسى بن علي بن رباح قال: سمعت أبي يذكر عن بعض من حدث، قال: ثلاثة قد آذوا أهل النار ـ وكل أهل النار في أذى ـ: رجال مغلقة عليهم توابيت من نار وهم في أصل الجحيم فيضجون حتى تعلوأصواتهم أهل النار، فيقول لهم أهل النار: ما بالكم من بين أهل النار فعل بكم هذا؟ فقالوا: كنا متكبرين ، ورجال قد شقت بطونهم يسبحون أمعاءهم في النار، فقال لهم أهل النار: ما بالكم من بين أهل النار فعل بكم هذا؟ قالوا: كنا نقتطع حقوق الناس بأيماننا وأمانتنا.
ورجال يسعون بين الجحيم والحميم لا يقرون، قبل لهم: ما بالكم من بين أهل النار فعل بكم هذا؟ قالوا: كنا نسعى بين الناس بالنميمة.
«أخبرنا إسماعيل بن عياش، حدثني تغلب بن مسلم، عن أيوب بن بشير العجلي، عن شقي بن مانع الأصبحي، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أربعة يؤذون أهل النار على ما بهم من الأذى، يسعون بين الجحيم والحميم
يدعون بالويل والثبور، يقول أهل النار بعضهم لبعض: ما بال هؤلاء قد آذونا على ما بنا من الأذى؟ قال: فرجل مغلق عليه تابوت من جمر، ورجل يجر أمعاءه، ورجل يسيل فوه قيحاً ودماً، ورجل يأكل لحمه.
قال فيقال لصاحب التابوت: ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى؟ قال فيقول: إن الأبعد مات وفي عنقه أموال الناس لم يجد لها قضاء، أو قال وفاء.
ثم يقال للذي يجر أمعاءه: ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى؟ قال فيقول: إن الأبعد كان لا يبالي أين أصاب البول منه ثم لا يغسله.
ثم يقال للذي يسيل فوه دماً وقيحا: ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى؟ قال فيقول: إن الأبعد كان ينظر في كل كلمة قذيعة خبيثة فيذيعها، يستلذها ويستلذ الرفث بها، ثم يقال للذي يأكل لحمه: ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى؟ قال فيقول: إن الأبعد كان يأكل لحوم الناس ويمشي بالنميمة» .
خرجه أبو نعيم الحافظ وقال: تفرد به إسماعيل بن عباس، وشقي مختلف فيه فقيل: له صحبة.
قلت: وقد تقدم حديث البخاري الطويل عن سمرة بن جندب، وحديث ابن عباس وأبي هريرة وابن مسعود في باب ما يكون منه في عذاب القبر، وحديث أبي هريرة في الذين تسعر بهم جهنم، وغير ذلك مما تقدم في معنى هذا الباب: فتأمل ذلك.
وقد تقدم أن من أدان أموال الناس في غير سفه ولا إسراف ولم يجد قضاء ونيته الأداء ومات أن الله لا يحسبه عن الجنة ولا يعذبه، بل يرضى