الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
آثار الوضوء فتقول الأمم: كادت هذه الأمة أن تكون أنبياء كلها» .
خرجه أبو داود الطيالسي في مسنده بمعناه وقد تقدم.
باب أول ما يحاسب عليه العبد من عمله: الصلاة وأول ما يقضى فيه بين الناس: الدماء، وفي أول من يدعى للخصومة
مسلم «عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء» أخرجه البخاري أيضاً والنسائي والترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح.
وللنسائي أيضاً عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أول ما يحاسب عليه العبد الصلاة وأول ما يقضي بين الناس الدماء» .
وفي البخاري «عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: أنا أول من يجثو يوم القيامة بين يدي الرحمن للخصومة» يريد قصته في مبارزته هو وصاحباه الثلاثة من كفار قريش قال أبو ذر وفيهم نزلت {هذان خصمان اختصموا
في ربهم} الآية.
والخبر بهذا مشهور صحيح خرجه البخاري ومسلم وغيرهما.
خرجه الغيلاني أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان عن أبي بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله البزار المعروف بالشافعي.
وخرجه ابن المبارك موقوفاً على عبد الله بن مسعود قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن عاصم عن أبي وائل، عن عبد الله فذكر معناه.
وخرجه الترمذي في جامعه قال، «حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني قال: حدثنا شبابة قال، حدثنا ورقاء بن عمر عن عمرو بن دينار عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يجيء المقتول بالقاتل يوم القيامة ناصيته ورأسه بيده وأوداجه تشخب دماً يقول: يا رب قتلني هذا حتى يدينه من العرش» قال: هذا حديث حسن غريب.
مالك عن يحيى بن سعيد قال: بلغني أن أول ما ينظر فيه من عمل المرء الصلاة، فإن قبلت منه نظر فيما بقي من عمله، وإن لم تقبل منه لم ينظر في شيء من عمله.
قلت: وهذا الحديث وإن كان موقوفاً بلاغاً، فقد رواه أبو داود الترمذي والنسائي مرفوعاً بهذا المعنى، «عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أول ما يحاسب به الناس يوم القيامة من أعمالهم الصلاة.
قال يقول ربنا عز وجل لملائكته: انظروا في صلاة عبدي أتمها أم أنقصها فإن كانت تامة كتبت له تامة، وإن كان انتقص منها شيئاً قال: انظروا هل لعبدي من تطوع فإن كان له تطوع قال أتموا لعبدي فريضته من تطوعه، ثم تؤخذ الأعمال على ذلك لفظ أبي داود وقال الترمذي حديث حسن غريب وخرجه ابن ماجه أيضاً.
فصل: قال أبو عمر بن عبد البر رحمه الله: أما إكمال الفريضة من التطوع فإنما يكون ذلك والله أعلم فيمن سها عن فريضة فلم يأت بها أو لم يحسن ركوعها وسجودها ولم يدر قدر ذلك، وأما من تعمد تركها أو شيئاً منها ثم ذكرها فلم يأت بها عامداً واشتغل بالتطوع عن أداء فرضه وهو ذاكر له فلا تكمل له فريضته تلك من تطوعه والله أعلم.
وقد روي من حديث الشاميين في هذا الباب حديث منكر يرويه محمد بن حمير» عن عمرو بن قيس السكري، عن عبد الله بن قرط، عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: من صلى صلاة لم يكمل فيها ركوعه وسجوده وخشوعه زيد فيها من تسبيحاته حتى تتم «قال أبو عمرو: هذا لا يحفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه وليس بالقوي، وإن كان صح كان معناه أخرج من صلاة قد أتمها عند نفسه وليس في الحكم بتامة.
قلت: ينبغي للإنسان أن يحافظ على أداء فرضه فيصليه كما أمر من إتمام ركوع وسجود، وحضور قلب.
فإن غفل عن شيء من ذلك فيجتهد بعد ذلك في نفله ولا يتساهل فيه ولا في تركه، ومن لا يحسن أن يصلي الفرض فأحرى أن لا يحسن النفل لا جرم بل تنفل الناس في أشد ما يكون من النقصان والخلل في التمام لخفة النفل عندهم وتهاونهم به، ولعمر الله لقد يشاهد في الوجود من يشار إليه ويظن به العلم بنفله كذلك بل فرضه إذ ينقره نقر الديك، فكيف بالجهال الذيم لا يعلمون.
وإذا كان هذا فكيف يكمل بهذا النفل ما نقص من الفرض هيهات هيهات! فاعلموه أن الصلاة إذا كانت بهذه الصفة دخل صاحبها في معنى قوله تعالى: {فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً} ! وقال جماعة من العلماء: التضييع للصلاة هو أن لا يقيم حدودها من مراعاة وقت وطهارة وتمام ركوع وسجود ونحو ذلك وهو مع ذلك يصليها، ولا يمتنع من القيام بها في وقتها وغير وقتها قالوا: فأما من تركها أصلاً ولم يصلها فهو كافر.
وروى الترمذي» عن أبي مسعود الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تجزئ صلاة لا يقيم الرجل فيها صلبه في الركوع والسجود «، وقال: حديث حسن صحيح والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم يرون أن يقيم الرجل صلبه في الركوع والسجود.
قال الشافعي وأحمد وإسحاق: من لم يقم صلبه في الركوع والسجود فصلاته فاسدة لحديث النبي صلى الله عليه وسلم» لا تجزئ صلاة لا يقيم الرجل فيها صلبه في الركوع والسجود «.
وروى البخاري عن زيد بن وهب عن حذيفة، ورأى رجلاً لا يتم ركوعه ولا سجوده، فلما قضى صلاته قال له حذيفة: ما صليت ولو مت مت على غير سنة محمد صلى الله عليه وسلم.
وأخرجه النسائي أيضاً عنه عن حذيفة أنه رأى رجلاً يصلي فخفف فقال له حذيفة: منذ كم تصلي هذه الصلاة؟ قال منذ أربعين عاماً قال: ما صليت ولو مت وأنت تصلي هذه الصلاة لمت على غير فطرة النبي، ثم قال: إن الرجل ليخفف الصلاة ويتم ويحسن.
والأخبار في هذا المعنى كثيرة جداً قد أتينا عليها في غير هذا الباب وهي تبين لك المراد من قوله تعالى: {أضاعوا الصلاة} .
وروى النسائي» عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة صلاته، فإن وجدت تامة كتبت تامة، وإن كان انتقص منها شيئاً قال: انظروا هل تجدون له من تطوع يكمل له ما ضيع من فريضته من تطوعه، ثم سائر الأعمال تجري على ذلك «.
وهذا نص.
وقال أبو عمر رضي الله عنه: ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع.
قلت: ولا اعتبار بقول من قال إن الواجب من أركان الصلاة ومن الفصل بين أركانها أقل ما ينطلق عليه الاسم وهو أبو حنيفة، وأشار إلى ذلك القاضي عبد الوهاب في تلقينه، وهو يروي» عن ابن القاسم لأن من اقتصر على ذلك صدق عليه أنه نقر الصلاة، فدخل في الذم المترتب على ذلك بقوله عليه السلام تلك صلاة المنافقين يجلس يرقب الشمس حتى إذا كانت بين قرني الشيطان قام فنقر أربعاً لا يذكر الله فيها إلا قليلاً «.
رواه مالك في موطئه ومسلم في صحيحه والأحاديث الثابتة تقضي بفساد صلاته كما بيناه مع قوله عليه السلام:» أما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في
الدعاء فقمن أن يستجاب لكم «خرجه مسلم.
وفي موطأ مالك،» عن يحيى بن سعيد، عن النعمان بن مرة الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما ترون في الشارب والسارق والزاني قال: وذلك قبل أن ينزل فيهم قالوا الله ورسوله أعلم.
قال: هن فواحش وفيهن عقوبة وأسوأ السرقة الذي يسرق صلاته قالوا: يا رسول الله وكيف يسرق صلاته؟ قال: لا يتم ركوعها ولا سجودها «.
وروى أبو داود الطيالسي في مسنده قال:» حدثنا محمد بن مسلم بن أبي الوضاح، عن الأحوص بن حكيم، عن خالد بن معدان، عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أحسن الرجل الصلاة فأتم ركوعها وسجودها، قالت: الصلاة حفظك الله كما حفظني فترفع، وإذا أساء الصلاة فلم يتم ركوعها ولا سجودها قالت الصلاة: ضيعك الله كما ضيعتني، فتلف كما يلف الثوب الخلق فيضرب بها وجهه فمن لم يحافظ على أوقات الصلاة لم يحافظ على الصلاة، كما أن من لم يحافظ على وضوئها وركوعها وسجودها فليس بمحافظ عليها، ومن لم يحافظ عليها فقد ضيعها ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع كما أن من حافظ عليها حفظ دينه، ولا دين لمن لا صلاة له.
باب منه
ابن ماجه، «عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله ليسأل العبد يوم القيامة حتى يقول له ما منعك إذا رأيت المنكر أن تنكره فإذا لقن الله عبداً حجته قال: يا رب رجوتك وفرقت من الناس» .
ورواه الفريابي قال: «حدثنا سفيان بن زيد، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يحقرن أحدكم نفسه إذا رأى أمر الله عليه فيه مقال فلا يقول فيه فيقول يوم القيامة ما منعك إذا رأيت كذا وكذا أن تقول فيه، فيقول له أي ربي خفت الناس، فيقال: إياي كنت أحق أن تخاف» ، قال الوائلي أبو نصر، ورواه أحمد بن عبد الله بن يونس أبو عبد الله اليربوعي الكوفي، قال: حدثنا زهير قال: حدثنا عمر بن قيس عن عمرو بن مرة المعنى واحد، وهذا محفوظ من الطريقين عن عمرو بن مرة ومخرجه من الكوفة.
باب منه
ذكر أبو نعيم الحافظ: «حدثنا عبد الله محمد بن جعفر من أصل كتابه، حدثنا عبد الله بن محمد بن زكريا، حدثنا إسماعيل بن عمرو، حدثنا مندل عن أسد بن عطاء، عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا