الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب في تلقي الملائكة للأنبياء وأممهم بعد الصراط وفي هلاك أعدائهم
ابن المبارك، عن عبد الله بن سلام قال: إذا كان يوم القيامة جمع الله الأنبياء نبياً نبياً، وأمة أمة حتى يكون آخرهم مركزاً محمد وأمته، ويضرب الجسر على جهنم وينادي مناد أين أحمد وأمته؟ فيقول نبي الله صلى الله عليه وسلم وتتبعه أمته برها وفاجرها، حتى إذا كان على الصراط طمس الله ابصار أعدائه فتهافتوا في النار يميناً وشمالاً ويمضي النبي صلى الله عليه وسلم والصالحون معه فتتلقاهم الملائكة فيدلونهم على طريق الجنة على يمينك على شمالك، حتى ينتهي إلى ربه فيوضع له كرسي من الجانب الآخر، ثم يدعى نبي نبي وأمة أمة، حتى يكون آخرهم نوحاً، رحم الله نوحاً.
باب ذكر الصراط الثاني وهو القنطرة التي بين الجنة والنار
اعلم رحمك الله أن في الآخرة صراطين: أحدهما مجاز لأهل المحشر كلهم ثقيلهم وخفيفهم إلا من دخل الجنة بغير حساب أو من يلتقطه عنق النار فإذا خلص من هذا الصراط الأكبر الذي ذكرناه ولا يخلص منه إلا المؤمنون الذين علم الله منهم أن القصاص لا يستنفذ حسناتهم حسبوا على صراط آخر خاص لهم ولا يرجع إلى النار من هؤلاء أحد إن
شاء الله لأنهم قد عبروا االصراط الأول المضروب على متن جهنم الذي يسقط فيها من أوبقه ذنبه وأربى على الحسنات بالقصاص جرمه.
فصل: قلت: معنى يخلص المؤمنون من النار أي يخلصون من الصراط المضروب على النار، ودل هذا الحديث على أن المؤمنين في الآخرة مختلفو الحال قال مقاتل: إذا قطعوا جسر جهنم حسبوا على قنطرة بين الجنة والنار، فيقتص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا حتى إذا هذبوا وطيبوا قال لهم رضوان وأصحابه سلام عليكم بمعنى التحية طبتم فادخلوها خالدين.
وقد ذكر الدراقطني حديثاً ذكر فيه: أن الجنة بعد الصراط.
قلت: ولعله أراد بعد القنطرة بدليل حديث البخاري والله أعلم.
أو يكون ذلك في حق من دخل النار وخرج بالشفاعة فهؤلاء لا يحبسون بل إذا خرجوا بثوا على أنهار الجنة على ما يأتي بيانه في الباب بعد هذا إن شاء الله تعالى.
وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أصحاب الجنة محبوسون على قنطرة بين