الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تم الجزء الأول
من كتاب التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة
ويليه
الجزء الثاني حسب تقسيم النسخة المصورة
أبواب الميزان باب ما جاء في الميزان وأنه حق
قال الله تعالى {ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئاً} وقال {فأما من ثقلت موازينه * فهو في عيشة راضية * وأما من خفت موازينه * فأمه هاوية} .
قال العلماء: وإذا انقضى الحساب كان بعد وزن الأعمال لأن الوزن للجزاء فينبغي أن يكون بعد المحاسبة فإن المحاسبة لتقدير الأعمال والوزن لإظهار مقاديرها ليكون الجزاء بحسبها.
قال الله تعالى {ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئاً} الآية.
وقال {فأما من ثقلت موازينه * فهو في عيشة راضية * وأما من خفت موازينه} إلى آخر السورة.
وقال {ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم} الآيتين.
في الأعراف والمؤمنين.
وهذه الآيات إخبار لوزن أعمال الكفار لأن عامة المعنيين بقوله خفت موازينه في هذه الآيات هم الكفار وقال في سورة المؤمنين {فكنتم بها تكذبون} وفي الأعراف {بما كانوا بآياتنا يظلمون} وقال {فأمه هاوية} وهذا الوعيد بإطلاقه للكفار، وإذا جمع بينه وبين قوله {وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى
بنا حاسبين} ثبت أن الكفار يسألون عما خالفوا فيه الحق من أصل الدين وفروعه إذ لم يسألوا عما خالفوا فيه أصل دينهم من ضروب تعاطيهم ولم يحاسبوا به ولم يعتد بها في الوزن أيضاً، فإذا كانت موزونة دل على أنهم يحاسبون بها وقت الحساب، وفي القرآن ما يدل أنهم مخاطبون بها مسؤولون عنها محاسبون بها مجزيون على الإخلال بها لأن الله تعالى يقول:{وويل للمشركين * الذين لا يؤتون الزكاة} فتوعدهم على منعهم الزكاة وأخبر عن المجرمين أنهم يقال لهم {ما سلككم في سقر} الآية.
فبان بهذا أن المشركين مخاطبون بالإيمان والبعث وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وأنهم مسؤولون عنها محتسبون مجزيون على الإخلال بها.
وفي البخاري، «عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة واقرأوا إن شئتم {فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناً} » .
قال العلماء: معنى هذا الحديث أنه لا ثواب لهم وأعمالهم مقابلة بالعذاب فلا حسنة لهم توزن في موازين يوم القيامة، ومن لا حسنة له فهو في النار.
قال أبو سعيد الخدري: يؤتى بأعمال كجبال تهامة فلا تزن شيئاً.
وقيل: يحتمل أن يريد المجاز والاستعارة كأنه قال: فلا قدر لهم عندنا يومئذ والله أعلم.