الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ونساءهم وأخذ حلى جميع بيت المقدس، واحتمله على سبعين ألف عجلة حتى أودعه كنيسة الذهب فهو فيها إلى الآن حتى يأخذه المهدي ويرده إلى بيت المقدس، ويكون المسلمون ظاهرين على أهل الشرك، فعند ذلك يرسل الله عليهم ملك الروم وهو الخامس من آل هرقل» على ما تقدم من تمام الحديث، والله أعلم.
باب ما جاء في فتح القسطنطينية من أين تفتح وفتحها علامة خروج الدجال ونزول عيسى عليه السلام وقتله إياه
مسلم «عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافوا قالت الروم خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم، فيقول المسلمون: لا والله لا نخلي بينكم وبين الذين هم إخواننا فيقاتلهم فيهزم الثلث لا يتوب الله عليهم أبداً، ويقتل ثلثهم أفضل الشهداء عند الله، ويفتح الثلث لا يفتتنون أبداً فيفتحون القسطنطينية، فبينما هم يقتسمون الغنائم وقد علقوا سيوفهم بالزيتون إذ صاح فيهم الشيطان: إن المسيح قد خلفكم في أهلكم فيخرجون وذلك باطل، فإذا جاءوا الشام خرج فبينما هم يعدون للقتال ويسوون الصفوف إذ أقيمت الصلاة، فينزل عيسى بن مريم فأمهم فإذ رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء فلو
تركه لذاب حتى يهلك، ولكن يقتله الله بيده فيريهم دمه في حربته» .
وخرج مسلم «عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: سمعتم بمدينة جانب منها في البر وجانب منها في البحر؟ قالوا: نعم يا رسول الله.
قال: لا تقوم الساعة حتى يغزوها ألفاً من بني إسحاق فإذا جاؤوها نزلوا فلم يقاتلوا بسلاح ولم يرموا بسهم.
قالوا لا إله إلا الله والله أكبر فيسقط أحد جانبيها.
قال ثور لا أعلمه قال إلا الذي في البحر ثم يقولون الثانية لا إله إلا الله والله أكبر فيسقط جانبها الآخر، ثم تقول الثالثة
لا إله إلا الله والله أكبر فيفرج لهم فيدخلونها فيغنمون، فبينما هم يقتسمون الغنائم إذ جاءهم الصريخ فقال إن الدجال قد خرج فيتركون كل شيء ويرجعون» .
الترمذي عن أنس قال: فتح القسطنطينية مع قيام الساعة هكذا رواه موقوفاً وقال حديث غريب.
والقسطيطينية مدينة الروم وتفتح عند خروج الدجال والقسطنطينية قد فتحت في زمن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قلت: هو عثمان بن عفان ذكر الطبري في التاريخ له، ثم دخلت سنة سبع وعشرين ففيها كان فتح أفريقية على يد عبد الله بن أبي سرح، وذلك أن عثمان رضي الله عنه لم ولي عمرو بن العاص على عمله بمصر كان لا يعزل أحداً إلا عن شكاية، وكان عبد الله بن أبي سرح من جند عثمان، فأمره عثمان رضي الله عنه على الجند ورماه بالرجال وسرحه إلى أفريقية، وسرح معه عبد الله بن نافع بن قيس، وعبد الله بن نافع بن الحصين الفهريني، فلما فتح عبد الله أفريقية خرج عبد الله وعبد الله إلى الأندلس، فأتياها من قبل البحر، وكتب إلى عثمان رضي الله عنه إلى من انتدب إلى
الأندلس:
أما بعد: فإن القسطنطينية إنما تفتح من قبل الأندلس، وإنكم إن افتتحتموها كنتم شركاء في الآجر فيقال إنها فتحت في تلك الأزمان، وستفتح مرة أخرى كما في أحاديث هذا الباب، والذي قبله، وقد قال بعض علماؤنا: أن حديث أبي هريرة أول الباب يدل على أنها تفتح بالقتال، وحديث ابن ماجه يدل على خلاف ذكل مع حديث أبي هريرة، والله أعلم.
قلت: لعل فتح المهدي يكون لها مرتين.
مرة بالقتال ومرة بالتكبير، كما أنه يفتح كنيسة الذهب مرتين، فإن المهدي إذا خرج بالمغرب على ما تقدم جاءت إليه أهل الأندلس فيقولون يا ولي الله: انصر جزيرة الأندلس فقد تلفت وتلفت أهلها وتغلب عليها أهل الكفر والشرك من أبناء الروم، فيبعث كتبه إلى جميع قبائل المغرب وهم قزولة وخذالة وقذالة وغيرهم من القبائل من أهل المغرب أن انصروا دين الله وشريعة محمد صلى الله عليه وسلم فيأتون إليه من كل مكان ويجيبونه ويقفون عند أمره ويكون على مقدمته صاحب الخرطوم وهو صاحب الناقة الغراء وهو صاحب المهدي وناصر دين الإسلام وولى الله حقاً، فعند ذلك يبايعونه ثمانون ألف مقاتل بين فارس وراجل قد رضي الله عنهم {أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون} فباعو أنفسهم لله والله ذو الفضل
العظيم، فيعبرون البحر حتى ينتهوا إلى حمص وهي إشبيلية، فيصعد المهدي المنبر في المسجد الجامع ويخطب خطبة بليغة، فيأتي إليه أهل الأندلس فيبايعه جميع من بها من أهل الإسلام، ثم يخرج بجميع المسلمين متوجهاً على البلاد بلاد الروم، فيفتح فيها سبعين مدينة من مدائن الروم يخرجها من أيدي العدو عنوة.
الحديث.
وفيه: ثم إن المهدي ومن معه يصلون إلى كنيسة الذهب فيجدون فيها أموالاً، فيأخذها المهدي فيقسمها بين الناس بالسوية، ثم يجد فيها تابوت السكينة وفيها غفارة عيسى وعصا موسى عليهما السلام وهي العصا التي هبط بها آدم من الجنة حين أخرج منها، وكان قيصر ملك الروم قد أخذها من بيت المقدس في جملة السبي حين سبي بيت المقدس، واحتمل جميع ذلك إلى كنيسة الذهب فهو فيها إلى الآن حتى يأخذها المهدي، فإذا أخذ المسلمون العصا تنازعوا عليها فكل منهم يريد أخذ العصا،