الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقيل: المراد أن يكثر العقوق في الأولاد، فيعامل الولد أمه معاملة السيد أمته من الإهانة والسب، ويشهد لهذا ما جاء في حديث أبي هريرة المرأة مكان الأمة.
وقوله عليه الصلاة والسلام: «حتى يكون الولد غيظاً» .
وسيأتي بيانه إن شاء الله تعالى.
قلت: وهذا ظاهر في الوجود من غير نكير مستفيض وشهير.
وقيل: إنما كان سيدها وربها لأنه كان سبب عتقها، كما قال عليه الصلاة والسلام في مارية:«أعتقها ولدها» .
قلت: وقول خامس سمعت شيخنا الأستاذ المحدث النحوي المقرئ أبا جعفر أحمد بن محمد بن محمد القيسي القرطبي المعروف بابن حجة يقوله غير مرة وهو الإخبار عن استيلاء الكفار على بلاد المسلمين كما في هذه الأزمان التي قد استولى فيها العدو على بلاد الأندلس وخراسان وغيرهما من البلدان، فتسبى المرأة وهي حبلى أو ولدها صغير فيفرق بينهما فيكبر الولد فربما يجتمعان ويتزوجها كما قد وقع من ذلك كثير، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
ويدل على هذا قوله: إذا ولدت المرأة بعلها، وهذا هو المطابق للأشراط مع قوله عليه الصلاة والسلام «لا تقوم الساعة حتى تكون الروم أكثر أهل الأرض» والله أعلم.
باب إذا فعلت هذه الأمة خمس عشرة خصلة حل بها البلاء
الترمذي «عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا
فعلت أمتي خمس عشرة خصلة حل بها البلاء قيل وما هي يا رسول الله قال:
إذا كان المغنم دولاً والأمانة مغنماً والزكاة مغرماً، وأطاع الرجل زوجته وعق أمه وبر صديقه، وجفا أباه، وارتفعت الأصوات في المساجد، وكان زعيم القوم أرذلهم وأكرم الرجل مخافة شره وشربت الخمور ولبس الحرير، واتخذت القينات والمعازف ولعن آخر هذه الأمة أولها فليرتقبوا عند ذلك ريحاً حمراء أو خسفاً أو مسخاً» قال: هذا حديث غريب وفي إسناده فرج بن فضالة وضعف من قبل حفظه.
وخرج أيضاً «من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اتخذ الفيء دولاً والأمانة مغنماً والزكاة مغرماً، وتعلم لغير الدين، وأطاع الرجل امرأته، وعق أمه، وأدنى صديقه، وأقصى أباه، وظهرت الأصوات في المساجد، وساد القبيلة فاسقهم، وكان زعيم القوم أرذلهم وأكرم الرجل مخافة شره، وظهرت القينات والمعازف، وشربت الخمور ولعن آخر هذه الأمة أولها فليرتقبوا عند ذلك ريحاً حمراء أو زلزلة وخسفاً ومسخاً وقذفاً وآيات متتباعات كنظام بال قطع سلكه فتتابع» قال: حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
باب منه
أبو نعيم «عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يمسخ قوم من أمتي في آخر الزمان قردة وخنازير، قيل: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ويشهدون أن لا إله
إلا الله وأنك رسول الله ويصومون؟ قال: نعم.
قيل: فما بالهم يا رسول الله؟ قال: يتخذون المعازف والقينات والدفوف ويشربون الأشربة فباتوا على شربهم ولهوهم، فأصبحوا وقد مسخوا قردة وخنازير» .
وخرجه أبو داود «عن مالك بن أبي مريم: قال دخلنا على عبد الرحمن بن غنم فتذاكرنا الطلاء قال: حدثني أبو مالك الأشعري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ليشربن ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها» زاد ابن أبي شيبة «يضرب على رؤوسهم بالمعازف والمغنيات يخسف الله بهم الأرض» .
قال أبو محمد عبد الحق: روياه جميعاً من حديث معاوية بن صالح الحمصي، وقد ضعفه قوم منهم يحيى بن معين ويحيى بن سعيد فيما ذكره ابن أبي حاتم وقال أبو حاتم فيه: حسن الحديث يكتب حديثه ولا يحتج به، ووثقه أحمد بن حنبل وأبو زرعة.
قال المؤلف رحمه الله: هذا يصحح ما قبله من الأحاديث.
والحر: هو الزنا.
قاله الباهلي ويروى الخز بالخاء والزاي والصواب ما تقدم.
باب منه
ذكر الخطيب أبو بكر أحمد بن علي، عن عبد الرحمن بن إبراهيم الراسبي قال: أنبأنا مالك بن أنس، عن نافع بن عمر قال: كتب عمر بن الخطاب إلى سعد بن أبي وقاص وهو بالقادسية أن وجه نضلة أبا معاوية الأنصاري إلى حلوان العراق فليغيروا على ضواحيها قال: فوجه سعد نضلة في ثلاثمائة فارس فخرجوا حتى أتوا حلوان العراق، فأغاروا على ضواحيها فأصابوا غنيمة وسبياً، فأقبلوا يسرقون الغنيمة والسبي حتى رهقهم
العصر وكادت الشمس أن تؤوب، قال: فألجأ نضلة الغنيمة والسبي إلى سفح الجبل، ثم قال: فأذن فقال: الله أكبر فإذا مجيب من الجبل يجيب كبرت تكبيراً يا نضلة، ثم قال أشهد أن لا إله إلا الله قال كلمة الإخلاص يا نضلة، قال أشهد أن محمداً رسول الله قال: هذا النذير وهو الذي بشر به عيسى عليه السلام وعلى رأس أمته تقوم القيامة، قال حي على الصلاة قال: طوبى لمن مشى إليها وواظب عليها، قال حي على الفلاح قال: أفلح من أجاب محمداً صلى الله عليه وسلم وهو البقاء لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، قال الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله قال: أخلصت الإخلاص كله يا نضلة فحرم الله بها جسدك على النار، فلما فرغ من أذانه قمنا فقلنا له: من أنت يرحمك الله، أملك أنت أم ساكن من الجن أم طائف من عباد الله؟ أسمعنا صوتك فأرنا شخصك فإنا وفد الله ووفد رسوله ووفد عمر بن الخطاب، قال: فانفلق الجبل عن هامة كالرحاء أبيض الرأس واللحية، وعليه طمران من صوف فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، قلنا: وعليك السلام ورحمته وبركاته من أنت يرحمك الله؟ قال: أنا زرنب بن برثملا وصي العبد الصالح عيسى بن مريم أسكنني هذا الجبل، ودعا لي بطول البقاء إلى نزوله من السماء، فيقتل الخنزير ويكسر الصليب ويتبرأ مما نحلته النصارى، فأما إذا فاتني لقاء محمد صلى الله عليه وسلم فأقرئوا عمر مني السلام وقولوا له يا عمر: سدد وقارب فقد دنا الأمر، وأخبروه بهذه الخصال التي أخبركم بها إذا ظهرت هذه الخصال في أمة
محمد صلى الله عليه وسلم الهرب فالهرب: إذا استغنى الرجال بالرجال والنساء بالنساء وانتسبوا في غير مناسبهم وانتموا إلى غير مواليهم، ولم يرحم كبيرهم صغيرهم ولم يوقر صغيرهم كبيرهم، وترك المعروف فلم يؤمر به وترك المنكر فلم ينه عنه، وتعلم عالمهم العلم ليجلب به الدراهم والدنانير، وكان المطر قيظاً، والولد غيظاً وطولوا المنارات وفضضوا المصاحف وشيدوا البناء واتبعوا الشهوات وباعوا الدين بالدنيا، واستخفوا بالدماء وقطعت الأرحام وبيع الحكم وأكل الربا وصار الغني عز وخرج الرجل من بيته فقام إليه من هو خير منه فسلم عليه، وركبت النساء السروج، ثم غاب عنا قال: فكتب بذلك نضلة إلى سعد فكتب سعد إلى عمر وكتب عمر إلى سعد يا سعد: لله أبوك سر أنت ومن معك من المهاجرين والأنصار حتى تنزلوا هذا الجبل فإن لقيته فأقرئه مني السلام، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن بعض أوصياء عيسى بن مريم نزل ذلك الجبل ناحية العراق، قال: فخرج سعد في أربعة آلاف من المهاجرين والأنصار حتى نزل ذلك الجبل فأقام أربعين يوماً ينادي بالأذان في كل وقت صلاة فلا جواب.
قال الخطيب: تابع إبراهيم بن رجاء أبو موسى عبد الرحمن الراسبي على
رواية عن مالك وليس بثابت من حديثه.
باب منه آخر
خرج أبو نعيم «من حديث حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من اقتراب الساعة اثنتان وسبعون خصلة إذا رأيتم الناس أماتوا الصلاة، وأضاعوا الأمانة وأكلوا الربا، واستحلوا الكذب واستخفوا بالدماء، واستعلوا البناء، وباعوا الدين بالدنيا، وتقطعت الأرحام ويكون الحكم ضعفاً، والكذب صدقاً، والحرير لباساً، وظهر الجور، وكثر الطلاق، وموت الفجأة، وائتمن الخائن، وخون الأمين، وصدق الكاذب، وكذب الصادق، وكثر القذف، وكان المطر قيظاً، والولد غيظاً وفاض اللئام فيضاً، وغاص الكرام غيضاً، وكان الأمراء فجرة والوزراء كذبة، والأمناء خونة والعرفاء ظلمة، والقراء فسقة، إذا لبسوا مسوح الضأن قلوبهم أنتن من الجيفة وأمر من الصبر يغشيهم الله فتنة يتهاوكون فيها تهاوك اليهود الظلمة، وتظهر الصفراء يعني الدنانير وتطلب البيضاء يعني الدراهم، وتكثر الخطايا، وتغل الأمراء، وحليت المصاحف وصورت المساجد، وطولت المنابر، وخربت القلوب، وشربت الخمور، وعطلت الحدود، وولدت الأمة ربتها، وترى الحفاة العراة قد صاروا ملوكاً، وشاركت المرأة زوجها في التجارة،
وتشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال، وحلف بالله وشهد المرء من غير أن يستشهد، وسلم للعرفة وتفقه لغير الدين، وطلبت الدنيا بعمل الآخرة، واتخذ المغنم دولاً، والأمانة مغنماً والزكاة مغرماً، وكان زعيم القوم أرذلهم، وعق الرجل أباه، وجفا أمه، وبر صديقه، وأطاع زوجته، وعلت أصوات الفسقة في المساجد، واتخذت القينات والمعازف، وشربت الخمور في الطرق واتخذ الظلم فخراً، وبيع الحكم، وكثر الشرط واتخذ القرآن مزامير، وجلود السباع صفاقاً، والمساجد طرقاً، ولعن آخر هذه الأمة أولها فليرتقبوا عند ذلك ريحاً حمراء وخسفاً ومسخاً وقذفاً وآيات» .
غريب من حديث عبد الله بن عمير عن حذيفة لم يروه عنه فيما أعلم إلا فرج بن فضالة.
قال المؤلف رحمه الله: وهذه الخصال قد تقدم ذكرها في أحاديث متفرقة وكلها بنية المعنى إلا قوله وجلود السباع صفاقاً.
قال الجوهري: الصفاق الجلد الرقيق تحت الجلد الذي عليه الشعر.
وخرج الدارقطني، «عن عامر الشعبي، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اقتراب الساعة أن يرى الهلال قبلا فيقال: لليلتين وأن تتخذ المساجد طرقاً وأن يظهر موت الفجأة» ، قاله الجوهري معنى قبلاً أن يرى ساعة يطلع لعظمه.
ويوضحه