الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فإذا أراد الله تمام أهل الإسلام من الأندلس خذل الله رأيهم وسلب ذوي الألباب عقولهم، فيقمسون العصا على أربعة أجزاء فيأخذ كل عسكر منهم جزءاً وهم يومئذ أربعة عساكر، وإذا فعلوا ذلك رفع الله عنهم الظفر والنصر ووقع الخلاف في ذلك بينهم.
قال كعب الأحبار: ويظهر عليهم أهل الشرك حتى يأتوا البحر، فيبعث إليهم ملكاً في صورة إبل فيجوز بهم القنطرة التي بناها ذو القرنين لهذا المعنى خاصة، فيأخذ الناس وراءه حتى يأتوا إلى مدينة فارس والروم ووراءهم، فلا يزالون كذلك كلما ارتحل المسملون مرحلة ارتحل المشركون كذلك، حتى يأتوا إلى أرض مصر والروم وراءهم، وفي حديث حذيفة ويتملكون مصر إلى الفيوم، ثم يرجعون والله تعالى أعلم.
باب أشراط الساعة وعلاماتها
فأما وقتها فلا يعمله إلا الله.
وفي حديث جبريل: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل الحديث خرجه مسلم.
وكذلك روى الشعبي قال: لقي جبريل عيسى عليه السلام فقال له عيسى: متى الساعة؟ فانتفض جبريل عليه السلام في أجنحته وقال: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل ثقلت في السموات والأرض لا تأتكيم إلا بغتة.
وذكر أبو نعيم «من حديث مكحول عن حذيفة قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم للساعة أشراط قيل: وما أشراطها؟ قال: علو أهل الفسق في المساجد، وظهور أهل المنكر على أهل المعروف قال أعرابي: فم تأمرني يا رسول الله؟ قال: دع وكن حلساً من أحلاس بيتك» غريب من حديث مكحول لم نكتبه إلا من حديث حمزة النصيبي عن مكحول.
فصل
قال العلماء رحمهم الله تعالى: والحكمة في تقديم الأشراط ودلالة الناس عليها تنبيه الناس من رقدتهم وحثهم على الاحتياط لأنفسهم بالتوبة والإنابة كي لا يباغتوا بالحول بينهم وبين تدارك العوارض منهم، فينبغي للناس أن يكونوا بعد ظهور أشراط الساعة قد نظروا لأنفسهم وانقطعوا عن الدنيا، واستعدوا للساعة الموعود بها والله أعلم.
وتلك الأشراط علامة لانتهاء الدنيا وانقضائها.
فمنها: خروج الدجال، ونزول عيسى، وقتله الدجال، ومنها خروج يأجوج ومأجوج ودابة الأرض، ومنها طلوع الشمس من مغربها هذه هي الآيات هذه هي الآيات العظام على ما يأتي بيانه وأما ما يتقدم من هذه قبض العلم وغلبة الجهل واستيلاء أهله وبيع الحكم وظهور المعازف واستفاضة شرب الخمور واكتفاء النساء والرجال بالرجال وإطالة البنيان وزخرفة المساجد وإمارة الصبيان ولعن آخر هذه الأمة أولها وكثرة الهرج فإنها أسباب حادثة، ورواية الأخبار المنذرة بها بعدما صار الخبر بها عياناً تكلف، لكن لا بد من ذكرها حتى يوقف عليها ويتحقق بذلك معجزة النبي صلى الله عليه وسلم وصدقه في كل ما أخبر به صلى الله عليه وسلم.