الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إِلَيْهِمْ، فَجِيءَ بِهِمْ أَرْسَالًا (1) تُضْرَبُ أَعْنَاقُهُمْ فِي تِلْكَ الْخَنَادِقِ وَيُلْقَوْنَ فِيهَا، وَكَانُوا أَرْبَعَمِائَةِ رَجُلٍ عَلَى الْأَرْجَحِ (2)، وَفِي رِوَايِةِ ابْنِ إِسْحَاقَ فِي السِّيرَةِ أَنَّهُمْ كَانُوا سِتَّمِائَةِ أَوْ سَبْعَمِائَةِ رَجُلٍ (3).
فَلَمَّا أُخِذُوا لِلْقَتْلِ فِرَقًا يَتْبَعُ بَعْضُهُمْ بَعَضًا، قَالَ بَعْضُهُمْ لِسَيِّدِهِمْ كَعْبِ بْنِ أَسَدٍ: يَا كَعْبُ! مَا ترَاهُ يُصْنَعُ بِنَا؟
قَالَ كَعْبٌ: أَفِي كُلِّ مَوْطِنٍ لَا تَعْقِلُونَ؟ أَلَا تَرَوْنَ الدَّاعِيَ لَا يَنْزعُ، وَأَنَّهُ مَنْ ذُهِبَ بِهِ مِنْكُمْ لَا يَرْجعُ، هُوَ وَاللَّهِ الْقَتْلُ، فَلَمْ يَزَلْ يُؤْتَى بِهِمْ جَمَاعَاتٍ حَتَّى فَرغَ رَسُولُ اللَّهِ مِنْهُمْ (4).
*
مَقْتَلُ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ:
وَكَانَ مِنْ جُمْلَةِ مَنْ قُتِلَ مَعَ بَنِي قُرَيْظَةَ حُيَيُّ بْنُ أَخْطَبَ، فَإِنَّهُ كَانَ قَدْ
(1) أَرْسَالًا: أَفْوَاجًا، وفِرَقًا مُتَقَطِّعَةً يَتْبَعُ بعضُهُمْ بَعْضًا. انظر النهاية (2/ 202).
(2)
أخرج ذلك الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (25097) - وابن حبان في صحيحه - كتاب إخباره صلى الله عليه وسلم عن مناقب الصحابة - باب ذكر سعد بن معاذ رضي الله عنه رقم الحديث (7028)(4784) - وأخرجه الترمذي في جامعه - كتاب السير - باب ما جاء في النزول على الحكم - رقم الحديث (1673) - وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وَقَالَ الحَافِظُ ابنُ كَثِيرٍ في البداية والنهاية (4/ 508): إسناده جيد.
(3)
انظر سيرة ابن هشام (3/ 265).
(4)
انظر التفاصيل في: سيرة ابن هشام (3/ 265) - دلائل النبوة للبيهقي (4/ 19 - 20) - والطبَّقَات الكُبْرى لابن سعد (2/ 287) - البداية والنهاية (4/ 508) - شرح المواهب (3/ 86 - 87).