الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بَيْنَ أَمَجٍ (1) وَعُسْفَانَ (2)، وَهِيَ مَنَازِلُ بَنِي لِحْيَانَ، وَفِيهَا كَانَ مُصَابُ أَصْحَابِهِ، فَتَرَحَّمَ عَلَيْهِمْ وَدَعَا لَهُمْ.
وَسَمِعَتْ بِهِ بَنُو لِحْيَانَ، فَهَرَبُوا وَاحْتَمَوا فِي رُؤُوسِ الْجِبَالِ، فَلَمْ يَقْدِرْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ، فَأَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِأَرْضِهِمْ يَوْمًا أَوْ يَوْمَيْنِ، وَبَعَثَ السَّرَايَا فِي كُلِّ نَاحِيَةٍ فَلَمْ يَقْدِرُوا عَلَى أَحَدٍ.
ثُمَّ سَارَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِأَصْحَابِهِ إِلَى عُسْفَانَ لِتَسْمَعَ بِهِ قُرَيْشٌ فَيُدَاخِلَهُمُ الرُّعْبُ، وَليُرِيَهُمْ مِنْ نَفْسِهِ قُوَّةً، فَبَعَثَ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رضي الله عنه فِي عَشَرَةِ فَوَارِسَ إِلَى كُرَاعِ الْغَمِيمِ (3)، ثُمَّ رَجَعَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رضي الله عنه وَلَمْ يَلْقَ أَحَدًا.
*
ذِكْرُ صَلَاةِ الْخَوْفِ فِي هَذِهِ الْغَزْوَةِ:
قُلْتُ: رَوَى الْبَيْهَقِيُّ فِي دَلَائِلِهِ (4) أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى فِي هَذِهِ الْغَزْوَةِ أَوَّلَ صَلَاةِ خَوْفٍ فِي الْإِسْلَامِ، وَالْمَشهُورُ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ فِي الْحُدَيْبِيَةِ كَمَا سَيَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ (5).
* * *
(1) أَمَجُ: بفتح الهمزة والميم: مَوْضِعٌ بينَ مكةَ والمدينةِ. انظر النهاية (1/ 66).
(2)
عُسْفَانُ: بضم العين قَرْيَةٌ بين مكة والمدينة. انظر النهاية (3/ 214).
(3)
كُرَاعُ الغَمِيمِ: هو موضع بين مكة والمدينة. انظر النهاية (4/ 143).
(4)
انظر دلائل النبوة للبيهقي (3/ 364).
(5)
انظر تفاصيل غزوة بني لحيان هذه في: سيرة ابن هشام (3/ 306) - الطبَّقَات الكُبْرى لابن سعد (2/ 289) - البداية والنهاية (4/ 462) - شرح المواهب (3/ 106).