الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَأَصْحَابُهُ مَعَهُ يَسْعَوْنَ، ثُمَّ دَعَا فَقَالَ:"اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الكِتَابِ، سَرِيعَ الحِسَابِ، هَازِمَ الأَحْزَابِ، اللَّهُمَّ اهْزِمْهُمْ وَزَلْزِلْهُمْ"(1).
رَوَى الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنه قَالَ: اعْتَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَاعْتَمَرْنَا مَعَهُ، فَلَمَّا دَخَلَ مَكَّةَ طَافَ وَطُفْنَا مَعَهُ، وأَتَى الصَّفَا وَالمَرْوَةَ وَأَتيْنَاهَا مَعَهُ، وَكُنَّا نَسْترهُ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ أَنْ يَرْمِيَهُ أَحَدٌ (2).
*
ذَبْحُ الهَدْيِ:
ثُمَّ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالهَدْيِ، وَكَانَ قَدْ أَمَرَ بِإِحْضَارِهِ مِنْ ذِي طُوَى، فنَحَرَ هَدْيَهُ عِنْدَ المَرْوَةِ، وَحَلَقَ هُنَاكَ، حَلَقَهُ مَعْمَرُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ العَدَوِيِّ رضي الله عنه، وَكَذَلِكَ فَعَلَ أَصْحَاُبهُ رضي الله عنهم.
ثُمَّ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَاسًا مِنْ أَصْحَابِهِ أَنْ يَذْهَبُوا إلى يَأْجَجَ (3)، فيقِيمُوا عَلَى السِّلَاحِ، وَيَأْتِي الآخَرُونَ، فَيَقْضُوا نُسُكَهُمْ، فَفَعَلُوا (4).
*
لَم يَدْخُلْ رَسول اللَّهِ الكَعْبَةَ:
وَأَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ بِمَكَّةَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ كَمَا اشْتَرَطَتْ عَلَيْهِ قُرَيْشٌ
(1) أخرج دعاءَه صلى الله عليه وسلم عند الصَّفا والمروة: الإِمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (19407) - وابن حبان في صحيحه - رقم الحديث (3843) - وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
(2)
أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب العمرة - باب متى يحل المعتمر؟ - رقم الحديث (1791) - وأخرجه في كتاب المغازي - باب عمرة القضاء - رقم الحديث (4255).
(3)
يأجَج: مكان من مكة على ثمانية أميال. انظر معجم البلدان (8/ 492).
(4)
انظر الطبَّقَات الكُبْرى لابن سعد (2/ 311).
في صُلْحِ الحُدَيْبِيَةِ، وَلَمْ يَدْخُلْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الكَعْبَةَ؛ لِوُجُودِ الأَصْنَامِ وَالصُّوَرِ فِيهَا، فَقَدْ أَخْرَجَ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنه قَالَ: اعْتَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَطَافَ بِالبَيْتِ، وَصَلَّى خَلْفَ المَقَامِ رَكْعَتَيْنِ، وَمَعَهُ مَنْ يَسْترهُ مِنَ النَّاسِ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: أَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الكَعْبَةَ؟ قَالَ: لَا (1).
فَلَمَّا انْقَضَتِ الأَيَّامُ الثَّلَاثَةُ المُقَرَّرَةُ لِلْعُمْرَةِ حَسْبَ شُرُوطِ صُلْحِ الحُدَيْبِيَةِ، جَاءَتْ قُرَيْشٌ في صَبَاحِ اليَوْمِ الرَّابعِ إلى عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه فَقَالُوا لَهُ: قُلْ لِصَاحِبِكَ اخْرُجْ عَنَّا فَقَدْ مَضَى الأَجَلُ، فَذَكَرَ ذَلِكَ عَلِيٌّ رضي الله عنه لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:"نَعَمْ"، فَخَرَجَ (2).
وَفِي رِوَايَةِ الحَاكِمِ في المُسْتَدْرَكِ بِسَنَدٍ حَسَنٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: . . . فَأَتاهُ حُوَيْطِبُ بنُ عَبْدِ العُزَّى في نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ في اليَوْمِ
(1) أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب الحج - باب من لم يدخل الكعبة - رقم الحديث (1600).
قال النوويُّ فيما نقله عنه الحافظ في الفتح (4/ 266): قال العلماءُ: سببُ ترك دخوله صلى الله عليه وسلم ما كان في البيتِ من الأصنام والصُّور، ولم يكن المشركون يتركونه ليُغيّرها، فلما كان في الفتح -أي فتح مكة- أمر بإزالة الصور، ثم دخلها.
وقال الحافظ: ويحتمل أن يكون دخول البيت لم يقع في الشرط يوم الحديبية، فلو أراد دخوله لمنعوه كما منعوه من الإقامة بمكَّة زيادة على الثلاث أيام، فلم يقصد دخوله لِئَلَّا يمنعوه.
(2)
أخرج ذلك البخاري في صحيحه - كتاب المغازي - باب عمرة القضاء - رقم الحديث (4251) - وأخرجه في كتاب الجزية والموادعة - باب المصالحة على ثلاثة أيام - رقم الحديث (3184).