الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
عَلِيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه يَأْخُذُ الرَّايَةَ:
وَفِي لَيْلَةِ اليَوْمِ العَاشِرِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِأَصْحَابِهِ: "لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَدًا (1) رَجُلًا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَيُحِبُّهُ اللَّه وَرَسُولُهُ، لَا يَرْجِعُ حَتَّى يُفْتَحَ لَهُ".
قَالَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ رضي الله عنه: مَا أَحْبَبْتُ الإِمَارَةَ إِلَّا يَوْمَئِذٍ، فتَسَاوَرْتُ لَهَا (2) رَجَاءَ أَنْ أُدْعَى لَهَا (3)
وَقَالَ بريْدَةُ بنُ الحُصَيْبِ رضي الله عنه: وَأنا فِيمَنْ تَطَاوَلَ لَهَا (4).
فَبَاتَ النَّاسُ يَدُوكُونَ (5) لَيْلَتَهُمْ أَيُّهُمْ يُعْطَاهَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ النَّاسُ غَدَوْا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كُلُّهُمْ يَرْجُو أَنْ يُعْطَاهَا، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:"أَيْنَ عَلِيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ؟ ".
فَقِيلَ: هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ يَشْتَكِي عَيْنَيْهِ، فَأَرْسَلُوا إِلَيْهِ، فَجَاءَ بِهِ مُحَمَّدُ
(1) قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (6/ 231) فيه إشعار بأن الراية تكن خاصة بشخص معين، بل كان يعطيها في كل غزوة لمن يريد.
(2)
تَسَاوَرَتُ لها: أي تطاوَلْتُ لها، ورفعتُ لها شَخْصِي. انظر صحيح مسلم بشرح النووي (15/ 143) - النهاية (2/ 377).
(3)
في رواية أخرى في مسند الإمام أحمد بسند صحيح على شرط مسلم - رقم الحديث (8990) قال عمر رضي الله عنه: فتطاولت لها واستَشْرَفْتُ، رجاء أن يدفعها إليّ.
(4)
أخرجه الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (22993) وإسناده قوي.
(5)
يَدُوكُونَ: أي يَخُوضُونَ ويَمُوجُونَ فيمن يدفعها إليه. انظر النهاية (2/ 131).
بنُ مَسْلَمَةَ رضي الله عنه يَقُودُهُ، وَبِهِ رَمَدٌ (1)، فَبَصَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي عَيْنَيْهِ وَدَعَا لَهُ فبرَأَ (2) حَتَّى كَأَنْ لَمْ يَكُنْ بِهِ وَجَع (3)، فَأَعْطَاهُ الرَّايَةَ، فَقَالَ عَلِيٌّ رضي الله عنه: يَا رَسُولَ اللَّهِ أُقَاتِلُهُمْ حَتَّى يَكُونُوا مِثْلَنَا (4)؟
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "انْفُذْ (5) عَلَى رِسْلِكَ (6) حَتَّى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الإِسْلَامِ، وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ مِنْ حَقِّ اللَّهِ فِيهِ، فَوَاللَّهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلًا وَاحِدًا خَيْر لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ"(7).
(1) الرَّمَدُ: وجعُ العين وانتفاخُهَا. انظر لسان العرب (5/ 311).
(2)
قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (8/ 255): فبَرَأَ: بفتح الراء والهمزة بوزن ضرب، ويجوز كسر الراء بوزن علم.
(3)
روى الإمام أحمد في مسنده بسند حسن - رقم الحديث (579) عن علي رضي الله عنه أنه قال: ما رَمِدت منذ تفل النبي صلى الله عليه وسلم في عيني.
(4)
قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (8/ 256): أي حتى يُسلموا.
وفي رواية الإمام مسلم في صحيحه - رقم الحديث (2405) قال علي رضي الله عنه: يا رَسُول اللَّهِ! على ماذا أقاتل الناس؟ قال: "قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا اللَّه وأن محمدًا رَسُول اللَّهِ، فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم، إلا بحقها، وحسابهم على اللَّه".
(5)
قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (8/ 256): انفذ: بضم الفاء: امضِ.
(6)
قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (8/ 256): رسلك: بكسر الراء: أي على مهلك.
(7)
قال الإمام النووي في شرح مسلم (15/ 145): هي الإبل الحمر، وهي أنفس أموال العرب يضربون بها المثل في نفاسة الشيء، وأنه ليس هناك أعظم منه.
وأخرج خبر إعطاء الرسول صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه الراية يوم خيبر: البخاري في صحيحه - كتاب الجهاد والسير - باب ما قيل في لواء النبي صلى الله عليه وسلم رقم الحديث (2975) - وأخرجه في =