الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قَدْ هَاجَ عَيْنِي عَلَى عِلَّاتِ (1) عبْرَتِها
…
إِذْ قِيلَ نُصَّ (2) عَلَى جِذْعٍ مِنَ الخَشَبِ (3)
*
فَوَائِدُ الحَدِيثِ:
قَالَ الحَافِظُ في الفَتْحِ: وَفِي سَرِيَّةِ الرَّجِيعِ مِنَ الفَوَائِدِ:
1 -
أَنَّ لِلْأَسِيرِ أَنْ يَمْتَنِعَ مِنْ قَبُولِ الأَمَانِ، وَلَا يُمَكِّنَ مِنْ نَفْسِهِ وَلَوْ قُتِلَ، أَنَفَةً مِنْ أَنْ يَجْرِيَ عَلَيْهِ حُكْمُ كَافِرٍ، وَهَذَا إِذَا أَرَادَ الأَخْذَ بِالشِّدَّةِ، فَإِنْ أَرَادَ الأَخْذَ بِالرُّخْصَةِ لَهُ أَنْ يَسْتَأْمِنَ.
2 -
وَفِيهِ الوَفَاءُ لِلْمُشْرِكِينَ بِالعَهْدِ.
3 -
وَالتَّوَرُّعُ عَنْ قتلِ أَوْلَادِهِمْ.
4 -
وَالتَّلَطُّفُ بِمَنْ أُرِيدَ قَتْلُهُ.
5 -
وَفِيهِ إِثْبَاتُ كَرَامَاتِ الأَوْليَاءِ.
6 -
وَفِيهِ الدُّعَاءُ عَلَى المُشْرِكِينَ بِالتَّعْمِيمِ.
7 -
وَفِيهِ الصَّلَاةُ عِنْدَ القَتْلِ.
8 -
وَفيهِ إِنْشَادُ الشِّعْرِ.
(1) عِلَّات كل شيء: ما زاد عليه. انظر لسان العرب (9/ 382).
(2)
نُصَّ: أي رُفِعَ. انظر لسان العرب (14/ 162).
(3)
انظر ديوان حسّان بن ثابت رضي الله عنه ص 37.
9 -
وَإِنْشَادُهُ عِنْدَ القَتْلِ.
10 -
وَفِيهِ دَلَالَةٌ عَلَى قُوَّةِ يَقِينِ خُبَيْبٍ رضي الله عنه وَشِدَّتِهِ في دِينِهِ.
11 -
وَفِيهِ أَنَّ اللَّه يَبْتَلِي عَبْدَهُ المُسْلِمَ بِمَا شَاءَ كَمَا سَبَقَ في عِلْمِهِ لِيُثِيبَهُ، وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ.
12 -
وَفِيهِ اسْتِجَابَةُ دُعَاءَ المُسْلِمِ، وَإِكْرَامُهُ حَيًّا وَمَيْتًا (1).
قَالَ الشَّيْخُ مُحَمَّد الغَزَالِي: حَزِنَ المُسْلِمُونَ لِفُقْدَانِهِمْ عَاصِمًا وَصَحْبَهُ رضي الله عنهم، وَلمَصْرَعِ أَسِيرَيْهِمْ خُبَيْبِ بنِ عَدِيٍّ، وَزَيْدِ بنِ الدَّثِنَّةِ رضي الله عنهما عَلَى هَذَا النَّحْوِ الفَاجعِ، فَقَدْ خَسِرُوا فَرِيقًا مِنَ الدُّعَاةِ الأَكْفَاءِ الشُّجْعَانِ يَحْتَاجُ إِلَيْهِمُ الإِسْلَامُ في هَذِهِ الفَتْرَةِ مِنْ تَارِيخِهِ. . .، وَمَعَ أَنَّ هَذِهِ الوَقْعَةَ تُوجِبُ عَلَى المُسْلِمِينَ أَنْ يَتَبَصَّرُوا قَبْلَ بَعْثِ أَيِّ وَفْدٍ لِنَشْرِ الإِسْلَامِ بَيْنَ القَبَائِلِ البَعِيدَةِ وَالمَجَاهِلِ المُرِيبَةِ، إِلَّا أَنَّ ضَرُورَةَ بَثِّ الدَّعْوَةِ -مَهْمَا فَدَحَتِ (2) الخَسَائِرُ-
(1) انظر فتح الباري (8/ 138).
أخرج تفاصيل سرية الرجيع: البخاري في صحيحه - كتاب المغازي - باب غزوة الرجيع - رقم الحديث (4086) - وكتاب الجهاد والسير - باب هل يستأسر الرجل؟ - رقم الحديث (3045) - والطيالسي في مسنده - رقم الحديث (2720) - والإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (7928)(8096) - وابن حبان في صحيحه - كتاب إخباره صلى الله عليه وسلم عن مناقب الصحابة - باب ذكر خبيب بن عدي رضي الله عنه رقم الحديث (7039) - والبيهقي في دلائل النبوة (3/ 323) - وابن سعد في طبقاته (2/ 277) - وابن إسحاق في السيرة (3/ 187).
(2)
فَدَحَهُ: أثقَلَه. انظر لسان العرب (200/ 10).
جَعَلَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَنْظُرُ إلى هَذِهِ التَّضْحِيَاتِ عَلَى أَنَّهَا أَمْرٌ لَا بُدَّ مِنْهُ، كَالتَّاجِرِ الذِي يَتَحَمَّلُ المَغَارِمَ (1) الثَّقِيلَةَ حِينًا مِنَ الدَّهْرِ؛ لِأَنَّ الِانْسِحَابَ مِنَ السُّوقِ -بُغْيَةَ تَجَنُّبِهَا- قَضَاءٌ عَلَيْهِ، فَهُوَ يَبْقَى مُتَجَمِّلًا (2) حَتَّى تَهُبَّ الرِّيحُ مِنْ جَدِيدٍ رُخَاءً تُعَوِّضُ مَا فَقَدَ (3).
* * *
(1) الغُرْمُ: الدَّيْنُ، ورجل غارِمٌ: عليه دَيْنٌ. انظر لسان العرب (10/ 59).
(2)
جَمَّلتَ الشَّيْءَ: إذا أطلتَ حَبْسَهُ. انظر لسان العرب (2/ 364).
(3)
انظر فقه السيرة ص 276.
فَاجِعَةُ بئْرِ مَعُونَةَ (1) أَوْ سَرِيَّةُ القُرَّاءِ
وَكَانَتْ في صَفَرَ مِنَ السَّنَةِ الرَّابِعَةِ لِلْهِجْرَةِ، وَسَبَبُهَا عِنْدَ الإِمَامِ البُخَارِيِّ في صَحِيحِهِ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ رضي الله عنه أنَّهُ قَالَ: أَنَّ رِعْلًا (2) وذَكْوَانَ (3) وَعُصَيَّةَ (4) وَبَنِي لِحْيَانَ (5)، اسْتَمَدُّوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى عَدُوٍّ، فَأَمَدَّهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِسَبْعِينَ (6) مِنَ الأَنْصَارِ، كُنَّا نُسَمِّيهِمُ القُرَّاءَ، كَانُوا يَحْتَطِبُونَ بِالنَّهَارِ، وَيُصَلُّونَ بِاللَّيْلِ (7).
وَفِي رِوَايَةِ الإِمَامِ مُسْلِمٍ في صَحِيحِهِ قَالَ أَنَسٌ رضي الله عنه: جَاءَ نَاسٌ إلى النَّبِيِّ
(1) بئرُ مَعُونَة: بفتح الميم وضم العين في أَرضِ بني سُليم، بين مكة والمدينة. انظر النهاية (4/ 293).
(2)
قَالَ الحَافِظُ في الفَتْحِ (8/ 131): رِعل: بكسر الراء، بطن من بني سليم يُنسبون إلى رِعْلِ بن عَوْفِ بن مَالك.
(3)
قَالَ الحَافِظ في الفَتْحِ (8/ 131): ذَكْوَان: بطنٌ من بني سليم يُنسبون إلى ذكْوَانَ بن ثَعْلَبَةَ.
(4)
قَالَ الحَافِظُ في الفَتْحِ (7/ 232): عُصيَّةُ: بالتصغِير، وهم بطنٌ من بني سُلَيْم يُنسبون إلى عصية بن خُفاف.
(5)
قَالَ الحَافِظُ في الفَتْحِ (8/ 141): ذكر بني لِحْيَان في هذه القصة وَهْمٌ، وإنما كان بَنُو لِحيانَ في قصة خُبَيب في غزوة الرَّجيع التي قبل هذه.
(6)
في رواية ابن إسحاق في السيرة (3/ 204): أنه صلى الله عليه وسلم بَعَثَ إليهم أربعين من أصحابه.
قَالَ الحَافِظُ في الفَتْحِ (8/ 141): ويمكن الجَمْعُ بينه وبين الذي في الصحيح بأن الأربعين كانوا رؤساء وبقيَّة العدة أتباعًا.
(7)
أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب المغازي - باب غزوة الرَّجيع، ورِعْل، وذَكْوان، وبئر معونة - رقم الحديث (4090).