الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عَمْرٍو رضي الله عنه أنَّهُ قَالَ: وَاللَّهِ إِنَّا لَمَعَ رَسُولِ صلى الله عليه وسلم بخَيبرَ عَشِيَّةً إِذْ أَقْبَلَتْ غَنَمٌ لِرَجُلٍ مِنْ يَهُودٍ تُرِيدُ حِصْنَهُمْ، وَنَحْنُ مُحَاصِرُوهُمْ، إِذْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"مَنْ رَجُلٌ يُطْعِمُنَا مِنْ هَذِهِ الغَنَمِ؟ ".
قَالَ أَبُو اليَسَرِ: فَقُلْتُ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ.
قَالَ: "فَافْعَلْ".
قَالَ: فَخَرَجْتُ أَشْتَدُّ مِثْلَ الظَّلِيمِ (1)، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُوَلِّيًا، قَالَ:"اللَّهُمَّ أَمْتِعْنَا بِهِ"، قَالَ: فَأَدْرَكْتُ الغَنَمَ، وَقَدْ دَخَلَتْ أَوَائِلُهَا الحِصْنَ، فَأَخَذْتُ شَاتَيْنِ مِنْ أُخْرَاهَا، فَاحْتَضَنْتُهُمَا تَحْتَ يَدَيَّ، ثُمَّ أَقْبَلْتُ بِهِمَا أَشْتَدُّ كَأَنَّهُ لَيْسَ مَعِيَ شَيْءٌ، حَتَّى أَلْقَيْتُهُمَا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَبَحُوهُمَا، فَأَكَلُوهُمَا (2).
*
شَأْنُ عَبْدِ اللَّهِ بنِ مُغَفَّلٍ رضي الله عنه
-:
رَوَى الشَّيْخَانِ فِي صَحِيحَيْهِمَا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ مُغَفَّلٍ المُزَنِيِّ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ: كُنَّا مُحَاصِرِينَ قَصْرَ خَيْبَرَ، فَرَمَي إِنْسَان بِجِرَابٍ (3) فِيهِ شَحْم، فنَزَوْتُ (4) لِآخُذَهُ، فَالْتَفَتُّ فَإِذَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَاسْتَحْيَيْتُ (5) مِنْهُ.
(1) الظَّلِيم: بفتح الظاء المشدَّدة: وهو ذكر النعام. انظر النهاية (3/ 147).
(2)
أخرجه الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (15525) - وابن إسحاق في السيرة (3/ 365).
(3)
قال الإمام النووي في شرح مسلم (12/ 87): الجِرَاب: بكسر الجيم وهو وعاء من جلد.
(4)
قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (6/ 388): فنزَوْتُ: أي وثَبْتُ مُسْرِعًا.
(5)
قَالَ الحَافِظُ في الفَتْحِ (6/ 389): فيه إشارةٌ إلى ما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم من توقير النبي صلى الله عليه وسلم، ومعاناة التَّنَزُّه عن خوارم المروءة.