الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَفِي رِوَايَةِ الإِمَامِ مُسْلِمٍ قَالَ: فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُبْتَسِمًا (1).
ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَعَا رَبَّهُ عز وجل بِفَتْحِ هَذَا الحِصْنِ، فَقَدْ رَوَى ابنُ إِسْحَاقَ: أَنَّ بَنِي سَهْمٍ مِنْ أَسْلَمَ أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ جَهِدْنَا وَمَا بِأَيْدِينَا مِنْ شَيْءٍ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:"اللَّهُمَّ إِنَّكَ قَدْ عَرَفْتَ حَالَهُمْ، وَأَنْ لَيْسَتْ بِهِمْ قُوَّةٌ، وَأَنْ لَيْسَ بِيَدِي شَيءٌ أُعْطِيهِمْ إِيَّاهُ، فَافْتَحْ عَلَيْهِمْ أَعْظَمَ حُصُونهَا عَنْهُمْ غِنَاءً، وَأَكْثَرَهَا طَعَامًا وَوَدَكًا"(2).
فَفَتَحَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُمْ حِصْنَ الصَّعْبِ بنِ مُعَاذٍ، وَمَا بِخَيْبَرَ حِصْنٌ أَكْثَرُ طَعَامًا مِنْهُ، وَوَجَدُوا بَعْضَ الآلَاتِ الحَرْبِيَّةِ كَالمِنْجَنِيقِ (3) وغَيْرِهَا فَأَخَذَهَا المُسْلِمُونَ (4).
*
فَتْحُ حِصْنِ قَلْعَةِ الزُّبَيْرِ:
وَلَمَّا فتَحَ المُسْلِمُونَ حِصْنَ الصَّعْبِ بنِ مُعَاذٍ تَحَوَّلَ اليَهُودُ الذِينَ سَلِمُوا مِنَ القَتْلِ إِلَى حِصْنِ قَلْعَةِ الزُّبَيْرِ، وَهُوَ حِصْنٌ مَنِيعٌ، فِي رَأْسِ جَبَلٍ، فَأَقَامَ
(1) أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب فرض الخمس - باب ما يصيب من الطعام في أرض الحرب - رقم الحديث (3153) - وأخرجه مسلم في صحيحه - كتاب الجهاد والسير - باب جواز الأكل من طعام الغنيمة في دار الحرب - رقم الحديث (1772)(73) - وأخرجه الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (20555).
(2)
الوَدَكُ: هو اسمُ اللحم ودهنه الذي يستخرج منه. انظر النهاية (5/ 148).
(3)
المِنْجَنِيق: بكسر الميم: آلة ترمى بها الحجارة. انظر القاموس المحيط ص (872).
(4)
انظر سيرة ابن هشام (3/ 362).