الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
-رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم زَمَنَ الحُدَيْبِيَةِ (1) وَأَصَابَتْنَا سَمَاءٌ (2) ، لَمْ تَبُلَّ أَسَافِلَ نِعَالِنَا، فَنَادَى مُنَادِي رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"أَنْ صَلُّوا فِي رِحَالِكُمْ"(3).
*
وَسَاطَةُ بُدَيْلَ بنِ وَرْقَاءَ بَيْنَ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم وَقُرَيْشٍ:
وَلَمَّا اطْمَأَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَنْزِلهِ أتَاهُ بدَيْلُ بنُ وَرْقَاءَ الخُزَاعِيُّ (4) فِي رِجَالٍ مِنْ خُزَاعَةَ -وَكَانَتْ خُزَاعَةُ عَيْبَةَ (5) نُصْحٍ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُسْلِمَهَا وَمُشْرِكَهَا لَا يُخْفُونَ عَنْهُ شَيْئًا كَانَ بِمَكَّةَ- فَقَالَ: إِنِّي تَرَكْتُ كَعْبَ بنَ لُؤَيٍّ وَعَامِرَ بنَ لُؤَيٍّ نَزَلُوا أعْدَادَ (6) مِيَاهِ الحُدَيْبِيَةِ، وَمَعَهُمُ العُوْذُ المَطَافِيلُ (7)، وَهُمْ مُقَاتِلُوكَ
(1) وفي رواية ابن ماجه: يوم الحديبية.
(2)
قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (3/ 219): أي مطر، وأطلق عليه سَمَاء لكونه ينزل من جهة السماء، وكل جهة علو تسمى سماء.
في رواية الحاكم: وأصابهم مطر.
(3)
أخرجه الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (20707) - وابن ماجه - كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها - باب الجماعة في الليلة المطيرة - رقم الحديث (936) - وأخرجه الحاكم في المستدرك - كتاب الجمعة - باب الصلاة في الرحال - رقم الحديث (1124).
(4)
أسلَمَ بُدَيلُ بن وَرْقَاء رضي الله عنه قبل الفتح، وقيل يوم الفتح، وكان من كِبَارِ مَسْلَمَةِ الفتح عمرًا وشهد مع رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حُنَين والطائف وتَبُوك. انظر الإصابة (1/ 409).
(5)
العَيْبَة: موضعُ السِّرِّ والأمانة، أي صُدُورهم نقية من الغل والخِداع لرَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. انظر النهاية (3/ 295).
(6)
قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (5/ 686): الأَعْدَادُ: بالفتح جمعُ عِدٍّ بكسر العين وتشديد الدال، وهو الماء الذي لا انقطاع له، وقول بُديل هذا يشعر بأنه كان بالحديبية مِياه كثيرة، وأن قريشًا سبقوا إلى النزول عليها، فلهذا عَطِشَ المسلمون حيث نزلوا علي الثَّمد المذكور.
(7)
قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (5/ 686) العُوْذُ: بضم العين وسكون الواو: جمع عَائِذٍ وهي الناقة ذات اللبن، والمطافِيلُ: الأمهات اللاتي معها أطفالها، يريد أنهم خرجوا معهم بذوات =
وَصَادُّوكَ عَنِ البَيْتِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّا لَمْ نَجِئْ لِقِتَالِ أَحَدٍ، وَلَكِنَّا جِئْنَا مُعْتَمِرِينَ، وَإِنَّ قُرَيْشًا قَدْ نَهَكَتْهُمُ (1) الحَرْبُ وَأَضَرَّتْ بِهِمْ، فَإِنْ شَاؤُوا مَادَدْتُهُمْ مُدَّةً وَيُخَلُّوا بَيْنِي وَبَيْنَ النَّاسِ، فَإِنْ أَظْهَرُ فَإِنْ شَاؤُوا أَنْ يَدْخُلُوا فِيمَا دَخَلَ فِيهِ النَّاسُ فَعَلُوا، وَإِلَّا فَقَدْ جَمُّوا (2)، وَإِنْ هُمْ أَبَوْا، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَأُقَاتِلَنَّهُمْ عَلَى أَمْرِي هَذَا حَتَّى تَنْفَرِدَ سَالِفَتِي، وَلَيُنْفِذَنَّ اللَّهُ أمْرَهُ".
فَقَالَ بدَيْلٌ: سَأُبَلِّغُهُمْ مَا تَقُولُ.
فَانْطَلَقَ بدَيْلُ بنُ وَرْقَاءَ، وَمَنْ مَعَهُ مِنْ خُزَاعَةَ حَتَّى أَتَوْا قُرَيْشًا فَقَالَ لَهُمْ: إِنَّا جِئْنَاكُمْ مِنَ هَذَا الرَّجُلِ، وسَمِعْنَاهُ يَقُولُ قَوْلًا، فَإِنْ شِئْتُمْ أَنْ نَعْرِضَهُ عَلَيْكُمْ فَعَلْنَا، فَقَالَ سُفَهَاؤُهُمْ: لَا حَاجَةَ لَنَا أَنْ تُخْبِرُونَا عَنْهُ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ ذَوُو الرَّأْي مِنْهُمْ: هَاتِ مَا سَمِعْتَهُ يَقُولُ: قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ كَذَا وَكَذَا، فَحَدَّثَهُمْ بِمَا قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم (3).
وَفِي رِوَايَةِ الإِمَامِ أَحْمَدَ فِي مُسْنَدِهِ قَالَ لَهُمْ بدَيْلُ بنُ وَرْقَاءَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ! إِنَّكُمْ تَعْجَلُونَ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَإِنَّ مُحَمَّدًا لَمْ يَأْتِ لِقِتَالٍ، إِنَّمَا جَاءَ زَائِرًا لِهَذَا البَيْتِ، مُعَظِّمًا لِحَقِّهِ.
= الألبان من الإبل ليتزودوا بألبانها ولا يرجعوا حتى يمنعوه.
(1)
نَهَكَتْهُم: أي أضْعَفَتْهم. انظر فتح الباري (5/ 686).
(2)
جَمُّوا: بفتح الجيم وتشديد الميم: أي استراحوا وكثروا. انظر النهاية (1/ 290).
(3)
أخرج ذلك البخاري في صحيحه - كتاب الشروط - باب الشروط في الجهاد - رقم الحديث (2731) - (2732).