الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هَذِهِ الآيَةَ: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ} (1).
*
زَوَاجُ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم مِنْ زَيْنَبَ رضي الله عنها:
فَلَمَّا انْقَضَتْ عِدَّةُ زَيْنَبَ رضي الله عنها، تَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَدْ أَخْرَجَ الإِمَامُ مُسْلِم في صَحِيحِهِ، وَالإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِهِ عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا انْقَضَتْ عِدَّةُ زَيْنَبَ رضي الله عنها، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِزَيْدٍ:"اذْهَبْ فَاذْكُرْهَا عَلَيَّ"(2)، قَالَ: فَانْطَلَقَ حَتَّى أَتَاهَا، وَهِيَ تُخَمِّرُ عَجِينَهَا (3)، فَلَمَّا رَأَيْتُهَا عَظُمَتْ في صَدْرِي حَتَّى مَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَنْظُرَ إِلَيْهَا أَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَكَرَهَا، فَوَلَّيْتُهَا ظَهْرِي (4)، وَنَكَصْتُ (5) عَلَى عَقِبِي، فَقُلْتُ: يَا زَيْنَبُ! أَبْشِرِي، أَرْسَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُكِ، قَالَتْ: مَا أَنَا بِصَانِعَةٍ شَيْئًا حَتَّى أُؤَامِرَ رَبِّي عز وجل، فَقَامَتْ إِلَى مَسْجِدِهَا (6)، وَنَزَلَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا
(1) أخرجه مسلم في صحيحه - كتاب الإيمان - باب معنى قول اللَّه عز وجل: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} - رقم الحديث (177)(288) - وأخرجه الترمذي في جامعه - كتاب التفسير - باب ومن سورة الأحزاب - رقم الحديث (3208).
(2)
قال الإمام النووي في شرح مسلم (9/ 194): أي فاخطبها لي من نفسها.
(3)
تخمِيرُ العَجِين: هو ما يُجعل في العَجِين من الخميرة. انظر لسان العرب (4/ 212).
أي أنها رضي الله عنها كانت تُعَالِجُ وتصنَعُ عَجِينَها.
(4)
قال الإمام النووي في شرح مسلم (9/ 194): معناه أنه هَابَهَا واستَجَلَّهَا من أجل إرادة النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها، فعامَلَهَا معامَلَةَ من تَزَوَّجها رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم من الإعظَامِ، والإجْلَالِ، والمَهَابَةِ.
(5)
النُّكُوص: الرجوع إلى وَرَاء، وهو القَهْقَرَى. انظر النهاية (5/ 101).
(6)
قال الإمام النووي في شرح مسلم (9/ 195): أي موضع صلاتها من بيتها، وفيه استحباب صلاة الاستخارة لمن هَمَّ بأمرٍ سَواء كان ذلك الأمر ظاهر الخير أم لا.