الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سَرِيَّةُ عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ رضي الله عنه إِلَى فَدَكَ
(1)
وَفِي شَعْبَانَ أَيْضًا سَنَةَ سِتٍّ لِلْهِجْرَةِ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه، فِي مِائَةِ رَجُلٍ إِلَى بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ، أَوْ حَيٍّ مَنْهُمْ يُقَالُ لَهُمْ بَنُو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ، وَذَلِكَ عِنْدَمَا بَلَغَهُ صلى الله عليه وسلم أَنَّ لَهُمْ جَمْعًا يُرِيدُونَ أَنْ يُمِدُّوا يَهُودَ خَيبرَ، فَخَرَجَ عَلِيٌّ رضي الله عنه، فَسَارَ اللَّيْلَ وَكَمَنَ النَّهَارَ حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْهَمْجِ (2)، فَأَصَابُوا عَيْنًا لَهُمْ، فَقَالُوا: مَنْ أَنْتَ؟ هَلْ لَكَ عِلْمٌ بِمَا وَرَاءَكَ مِنْ جَمْعِ بَنِي سَعْدٍ؟
قَالَ: لَا عِلْمَ لِي بِهِ، فَشَدُّوا عَلَيْهِ، فَأَقَرَّ أَنَّهُ عَيْنٌ لَهُمْ بَعَثُوهُ إِلَى خَيْبَرَ يَعْرِضُ عَلَى يَهُودِهَا نَصْرَهُمْ عَلَى أَنْ يَجْعَلُوا لَهُمْ مِنْ تَمْرِهِمْ كَمَا جَعَلُوا لِغَيْرِهِمْ وَيَقْدُمُونَ عَلَيْهِمْ، فَقَالُوا لَهُ: فَأَيْنَ الْقَوْمُ؟
قَالَ: ترَكْتُهُمْ وَقَدْ تَجَمَّعَ مِنْهُمْ مِائَتَا رَجُلٍ وَرَأْسُهُمْ وَبْرُ بْنُ عُلَيْمٍ، قَالُوا: فَسِرْ بِنَا حَتَّى تَدُلَّنَا، قَالَ: عَلَى أَنْ تُؤَمِّنُونِي، فَأَمَّنُوهُ، فَدَلَّهُمْ، فَأَغَارُوا عَلَيْهِمْ،
(1) فَدَك: بفتح الفاء والدال قريةٌ بالحجاز بينها وبين المدينة يومان، وقيل: ثلاثة، وأهلها من اليهود. انظر معجم البلدان (6/ 417).
(2)
الْهَمْجُ: هو ماء وعيون عليه نَخْلٌ من المدينة من جهة وادي القُرَى. انظر معجم البلدان (8/ 481).
فَأَخَذُوا خَمْسَمِائَةِ بَعِيرٍ وَأَلفيْ شَاةٍ، وَهَرَبَتْ بَنُو سَعْدٍ بِالظُّعُنِ (1)، فَعَزَلَ عَلِيٌّ رضي الله عنه، صَفِيَّ (2) النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لُقُوحًا (3)، ثُمَّ عَزَل الخُمُسَ، وَقسَمَ سَائِرَ الغَنَائِمِ عَلي أَصْحَابِهِ، وَرَجَعَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَلَمْ يَلْقَ كَيْدًا (4).
* * *
(1) الظُّعُنُ: النِّسَاءُ، واحدتها: ظعينة. انظر النهاية (3/ 143).
(2)
الصَّفِيُّ: ما كان يَأْخُذُهُ رئيسُ الجيش ويختاره لنفسه من الغنيمة قبل القسمة. انظر النهاية (3/ 37).
(3)
النَّاقَةُ اللُّقُوحُ: هي الناقةُ الغزيرةُ اللَّبَنِ. انظر النهاية (4/ 225).
(4)
انظر الطبَّقَات الكُبْرى لابن سعد (2/ 294) - زاد المعاد (3/ 253) - شرح المواهب (3/ 136).