الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3 -
إِكْرَامُهُ صلى الله عليه وسلم لَهُمْ جَبْرًا لَهُمْ وَلِوَالِدِيهِمْ (1).
وَأَخْرَجَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ، وَأَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ بِسَنَدٍ حَسَنٍ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَدِمَتْ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حِلْيَةٌ مِنْ عِنْدِ النَّجَاشِيِّ، أَهْدَاهَا لَهُ، فِيهَا خَاتَمٌ مِنْ ذَهَبٍ، فِيهِ فَصٌّ حَبَشِيٌّ، فَأَخَذَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِعُودٍ بِبَعْضِ أَصَابِعِهِ، مُعْرِضًا عَنْهُ، ثُمَّ دَعَا أُمَامَةَ بِنْتَ أَبِي الْعَاصِ ابْنَةَ ابْنَتِهِ، فَقَالَ:"تَحَلَّيْ بِهَذَا يَا بُنَيَّةُ"(2).
*
كَادَتْ أُمَامَةُ رضي الله عنها أَنْ تَمُوتَ:
وَعَاشَتْ أُمَامَةُ رضي الله عنها فِي حَيَاتِهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى كَادَتْ أَنْ تَمُوتَ لَكِنَّ اللَّهَ تَعَالَى عَافَاهَا، فَقَدْ أَخْرَجَ الشَّيْخَانِ فِي صَحِيحَيْهِمَا عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنهما قَالَ: أَرْسَلَتْ ابْنَةُ (3) النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِ: إِنَّ ابْنًا (4) لِي قُبِضَ (5)، فَأْتِنَا،
(1) انظر فتح الباري (2/ 178).
(2)
أخرجه الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (24880) - وأخرجه أبو داود في سننه - كتاب الخاتم - باب ما جاء في الذهب للنساء - رقم الحديث (4235).
(3)
قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (3/ 502): هي زينبُ كما وَقَعَ في رواية أبي معاوية عن عَاصِمٍ المذكور في مصنف ابن أبي شيبة - ومسند الإمام أحمد - رقم الحديث (21799).
(4)
قال الحافظ في الفتح (3/ 502): قيل هو عليّ بن أبي العاص بن الربيع، وهو من زينب كذا كتب الدمياطي بخطه في الحاشية، وفيه نظر لأنه لم يقع في شيء من طرق هذا الحديث. . . والصواب في حديث الباب أن المرسلة زينب، وأن الولدَ صَبية كما ثبت في مسند الإمام أحمد بسند صحيح - رقم الحديث (21799): قال أسامة بن زيد رضي الله عنهما: أُتي رسول صلى الله عليه وسلم بأمَيْمَةَ بنت زينب ونفسها تَقَعْقَعُ كأنها في شَنٍّ -أي قربة-.
(5)
قال الحافظ في الفتح (3/ 503): أي قارب أن يقبض، ويدل على ذلك أن رواية حماد =
فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا يُقْرِئُ السَّلَامَ، وَيَقُولُ:"إِنَّ للَّهِ مَا أَخَذَ وَلَهُ مَا أَعْطَى، وَكُلُّ شيْءٍ عِنْدَهُ بِأَجَلٍ مُسَمَّى، فَلْتَصْبِرْ وَلْتَحْتَسِبْ".
فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ تُقْسِمُ عَلَيْهِ لَيَأْتِيَنَّهَا، فَقَامَ وَمَعَهُ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَرِجَالٌ، فَرُفِعَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الصَّبِيُّ وَنَفْسُهُ تَقَعْقَعُ (1)، فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ سَعْدٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا هَذَا؟
قَالَ صلى الله عليه وسلم: "هَذِهِ رَحْمَةٌ جَعَلَهَا اللَّهُ فِي قُلُوبِ عِبَادِهِ، وَإِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ"(2).
وفي رواية أخرى في الصحيح قال صلى الله عليه وسلم: "هَذِهِ رَحْمَةٌ يَضَعُهَا اللَّهُ فِي قُلُوبِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ، وَإِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ"(3).
قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ: وَقَدِ اسْتُشْكِلَ ذَلِكَ مِنْ حَيْثُ أَنَّ أَهْلَ الْعِلْمِ بِالْأَخْبَارِ اتَّفَقُوا عَلَى أَنَّ أُمَامَةَ بِنْتَ أَبِي الْعَاصِ مِنْ زَيْنَبَ بِنْتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَاشَتْ
= في صحيح مسلم - رقم الحديث (923): أرسلت تدعوه إلى ابنٍ لها في الموت.
(1)
تَقَعْقَعُ: أي تَضْطَرِبُ وتَتَحَرَّكُ. انظر النهاية (4/ 78).
(2)
أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب الجنائز - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "يُعذَّب الميت ببعض بُكَاءَ أهله عليه" - رقم الحديث (1284) - وأخرجه في كتاب المرض - باب عيادة الصبيان - رقم الحديث (5655) - وأخرجه مسلم في صحيحه - كتاب الجنائز - باب البكاء على الميت - رقم الحديث (923) - وأخرجه الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (21775).
(3)
أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب الأيمان والنذور - باب قول اللَّه تعالى: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ} - رقم الحديث (6655).