الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قَالَ: أَنَّ النَّجَاشِيَّ أَهْدَى لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم خُفَّيْنِ أَسْوَدَيْنِ سَاذَجَيْنِ (1) فَلَبِسَهُمَا (2).
وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ وَالإِمَامُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ بِسَنَدٍ حَسَنٍ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّهَا قَالَتْ: قَدِمَتْ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حِلْيَةٌ مِنْ عِنْدِ النَّجَاشِيِّ، أَهْدَاهَا لَهُ، فِيهَا خَاتَمٌ مِنْ ذَهَبٍ، فِيهِ فَصٌّ حبَشِيٌّ، فَأَخَذَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِعُودٍ بِبَعْضِ أَصَابِعِهِ، مُعْرِضًا عَنْهُ، ثُمَّ دَعَا أُمَامَةَ بِنْتَ أَبِي الْعَاصِ ابْنَةَ ابْنَتِهِ زَيْنَبَ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:"تَحَلِّي بِهَذِهِ يَا بُنَيَّةُ"(3).
*
وَفَاةُ النَّجَاشِيِّ رضي الله عنه
-:
وَتُوُفِّيَ النَّجَاشِيُّ أَصْحَمَةُ رضي الله عنه فِي رَجَبَ مِنَ السَّنَةِ التَّاسِعَةِ لِلْهِجْرَةِ كَمَا سَيَأْتِي، وَنَعَاهُ الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم إلى أَصْحَابِهِ يَوْمَ وَفَاتِهِ فَقَالَ:"مَاتَ اليَوْمَ رَجُلٌ صَالِحٌ، فَقُومُوا فَصَلُّوا عَلَى أَخِيكُمْ أَصْحَمَةَ وَاسْتَغْفِرُوا لَهُ"(4) وَصَلَّى صلى الله عليه وسلم عَلَيْهِ صَلَاةَ الغَائِبِ.
وَرَوَى النَّسَائيُّ فِي السُّنَنِ الكُبْرَى بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّهُ
(1) سَاذَجَيْن: بفتح الجيم: أي غير مَنْقُوشَيْن. انظر تحفة الأحوذي (8/ 112).
(2)
أخرجه الترمذي في جامعه - كتاب الآداب - باب ما جاء في الخف الأسود - رقم الحديث (3030) - وابن ماجه - كتاب الطهارة وسننها - باب ما جاء في المسح على الخفين - رقم الحديث (549) - وأخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار - رقم الحديث (4347).
(3)
أخرجه أبو داود في سننه - كتاب الخاتم - باب في الذهب للنساء - رقم الحديث (4235) - والإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (24880) - وأورده ابن الأثير في جامع الأصول - رقم الحديث (2831).
(4)
أخرج هذا الحديث البخاري في صحيحه - كتاب مناقب الأنصار - باب موت النجاشي - رقم الحديث (3877)(3880).
قَالَ: لَمَّا جَاءَ نَعْيُ النَّجَاشِيُّ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"صَلُّوا عَلَيْهِ"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! نُصَلِّي عَلَى عَبْدٍ حبَشِيٍّ؟ ، فنَزَلَتْ:{وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} (1).
وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ بِسَنَدٍ حَسَنٍ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: لَمَّا مَاتَ النَّجَاشِيُّ كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّهُ لَا يَزَالُ يُرَى عَلَى قَبْرِهِ نُورٌ (2).
وَلَمَّا مَاتَ النَّجَاشِيُّ أَصْحَمَةُ رضي الله عنه، خَلَفَهُ عَلَى الحَبَشَةِ نَجَاشِيٌّ آخَرُ، وَهُوَ غَيْرُ النَّجَاشِيِّ الذِي آمَنَ بِالرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم، وَقَدْ كتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى هَذَا النَّجَاشِيِّ كِتَابًا يَدْعُوهُ إلى الإِسْلَامِ، فَقَدْ أَخْرَجَ الإِمَامُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كتَبَ إلى كِسْرَى، وإِلَى قَيْصَرَ، وإِلَى النَّجَاشِيِّ، وَإِلَى كُلِّ جَبَّارٍ، يَدْعُوهُم إلى اللَّهِ تَعَالَى، وَلَيْسَ بِالنَّجَاشِيِّ الذِي صَلَّى عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم (3).
(1) سورة آل عمران آية (199) - والحديث أخرجه النسائي في السنن الكبرى - كتاب التفسير - باب سورة آل عمران - رقم الحديث (11022).
قال جابر بن عبد اللَّه رضي الله عنهما، وأنس بن مالك رضي الله عنه، وابن عباس رضي الله عنه، وقتادة، والحسن في هذه الآية: نزلت في النجاشي. انظر تفسير القرطبي (5/ 484).
(2)
أخرجه أبو داود في سننه - كتاب الجهاد - باب في النور يُرى عند قبر الشهيد - رقم الحديث (2523) - وأورده ابن الأثير في جامع الأصول - رقم الحديث (6827).
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه - كتاب الجهاد والسير - باب كتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى ملوك الكفار - رقم الحديث (1774).