الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
سُؤَالُ الصَّحَابَةِ عَنِ العَزْلِ
(1):
وَفِي هَذِهِ الغَزْوةِ سَأَلَ الصَّحَابَةُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ العَزْلِ، فكَأَنَّهُ كَرِهَهُ صلى الله عليه وسلم، فَقَدْ أَخْرَجَ الشَّيْخَانِ فِي صَحِيحَيْهِمَا عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةِ بَنِي المُصْطَلِقِ فَأَصَبْنَا سَبْيًا مِنْ سَبْي العَرَبِ فَاشْتَهَيْنَا النِّسَاءَ، وَاشْتَدَّتْ عَلَيْنَا العُزْبَةُ، وَأَحْبَبْنَا العَزْلَ (2)، فَأَرَدْنَا أَنْ نَعْزِلَ، وَقُلْنَا نَعْزِلُ ورَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ أَظْهُرِنَا قَبْلَ أَنْ نَسْأَلهُ فَسَأَلْنَاهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ:"مَا عَلَيْكُمْ أَنْ لَا تَفْعَلُوا (3)، مَا مِنْ نَسَمَةٍ كَائِنَةٍ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ إِلَّا وَهِيَ كَائِنةٌ"(4).
*
سَبَبُ كَرَاهِيَةِ الْعَزْلِ:
قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ: وَسَبَبُ كَرَاهِيَةِ العَزْلِ شَيْئَانِ:
أَحَدُهُمَا: كَرَاهَةُ مَجِيءِ الوَلَدِ مِنَ الْأَمَةِ، وَهُوَ إِمَّا أَنَفَةً مِنْ ذَلِكَ، وَإِمَّا لِئَلَّا
(1) قال الإمام النووي في شرح مسلم (9/ 10): العزل: هو أن يجامع فإذا قارب الإنزال نزع وأنزل خارج الفرج.
(2)
في رواية مسلم قال: فأرَدْنَا أن نستَمْتِعَ ونَعْزِلَ.
(3)
قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (10/ 385): أي لا حرج عليكم أن لا تفعلوا.
(4)
أخرج البخاري في صحيحه - كتاب المغازي - باب غزوة بني المصطلق - رقم الحديث (4138) - ومسلم في صحيحه - كتاب النكاح - باب حكم العزل - رقم الحديث (1438) - وأخرجه الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (11647).