الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قَالَ جَابِرٌ رضي الله عنه: فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ صَعَدَهَا خَيْلُنَا، خَيْلُ بَنِي الخَزْرَجِ (1).
*
بُرُوكُ نَاقَةِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم
-:
وَفِي هَذَا المَكَانِ فِي ثَنِيَّةِ المِرَارِ التِي يُهْبَطُ مِنْهَا عَلَى قُرَيْشٍ، بَرَكَتِ القَصْوَاءُ نَاقَةُ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ النَّاسُ: حَلْ (2) حَلْ، فَأَلَحَّتْ (3)، فَقَالَ الصَّحَابَةُ رضي الله عنهم: خَلَأَتِ (4) القَصْوَاءُ.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا خَلَأَتِ القَصْوَاءُ، وَمَا ذَاكَ لَهَا بِخُلُقٍ (5)، وَلَكِنْ حَبَسَهَا حَابِسُ الفِيلِ"(6).
(1) أخرج ذلك مسلم في صحيحه - كتاب صفات المناففين وأحكامهم - رقم الحديث (2880).
(2)
قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (5/ 682): حَلّ حَلّ: بفتح الحاء وسكون اللام: كلمة تقال للناقة إذا تركت السير.
(3)
قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (5/ 682): فألحَّت: بتشديد الحاء: أي تمادَتْ على عدم القيام وهو من الإلحاح.
(4)
خَلَأَ: إذا بَرَكَ فلم يَقم. انظر لسان العرب (4/ 164).
(5)
قال الحافظ في الفتح (5/ 683): بخُلُقٍ: أي بِعَادة.
(6)
زاد ابن إسحاق في السيرة (3/ 339): عن مكة.
قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (5/ 683): ومناسبةُ ذِكْرِها -أي ذكر قصَّة الفيل- أن الصحابة رضي الله عنهم لو دخَلُوا مكَّة على تلك الصورة وصدَّهم قريش عن ذلك لوقع بينهم قِتَالٌ قد يُفْضِي إلى سفْكِ الدماء ونَهْبِ الأموال كما لو قُدِّرَ دخولُ الفيل وأصحابه مكة، لكن سَبَقَ في عِلْمِ اللَّه تَعَالَى في الموضعين أنه سيدخل في الإسلام خلقٌ منهم، ويستخرجُ من أصلابِهِمْ ناسٌ يُسْلِمُونَ ويُجَاهِدُون، وكان بمكة في الحديبية جمعٌ كثير مؤمنون من المُسْتضعفين من الرجال والنساء والولدان، فلو طَرَقَ الصحابة مكة لَمَا أمِنَ أن يُصَاب =